لينكد إن سوق النخاسة الجديد

كتب الأديب المصري / عباس العقاد في عام 1907 مقال بعنوان "الاستخدام رق القرن العشرين" ويعني بالاستخدام الوظيفة وبالرق العبودية ، ولنكتب العنوان مرة أخرى ونقول الوظيفة عبودية القرن العشرين.


والأسباب التي دعت العقاد للإستقالة - وكانت الاستقال من الوظيفة والانتحار في درجة واحدة كما يقول العقاد - كانت أسباب تافهه لو قارناها بما تسومنا به الشركات الخاصة في وقتنا هذا.
كان العقاد يرى وجه تشابه في العلاقة الموظف بوظيفته وبين علاقة العبد بسيده ، والآن نرى أوجه تشابه كثيرة بينهما.

لنحاول عرض أوجه الشبه بين الموظف والعبد وبين الشركة والسيد.

* يذهب السيد لسوق النخاسة لإيجاد عبد أو جارية لمساعدته في أعماله وفي المقابل تذهب الشركة لسوق النخاسة الجديد ( اللينكد إن )
* يذهب السيد لاستعراض العبيد والجواري ومميزاتهم ومقدرتهم وفي المقابل تذهب الشركة لاستعراض الموظفين وشهاداتهم وخبراتهم
* تأتي القوة الجسدية في العبيد في مقابل قوة الشهادة في للموظف
* وتاتي فطنة العبد وذكاءه في مقابل خبرة الموظف
* يتحدث السيد مع العبد لاختباره في مقابل المقابلة الوظيفية للشركة مع الموظف
* يعرض السيد مبلغا لمالك العبد ويرفض المالك ويطلب المزيد وفي الأخير يقبل المالك في مقابل عرض الشركة للموظف راتبه وفي حال رفضه ترفع الشركة الراتب ثم يقبل أخيرا. ( وهنا فرق بسيط ، وهو أن العبد ليس هو من يفاوض بل مالكه )
* يبدأ العبد في العمل لدى سيده في مقابل بدء الموظف في وظيفته.
* يسعى العبد في رضى سيده في مقابل سعي الموظف في رضى شركته.
* يهدد السيد عبده بالضرب في حالة تأخره عن عمله في مقابل تهديد الشركة للموظف بالفصل في حال تأخره.
* تعلق الشركة على رقبة الموظف قلادة تحمل بطاقة فيها معلومات الموظف حتى تعرف الشركة أنه يعمل لديها ( وهذا اشبه بالوسم الذي يوضع على رقبة الجمل ) وفي المقابل لا يعلق السيد على عبده أي شي. ( وهذا إحدي الفروقات الطفيفة ).


هذه وجوه التشابه التي في ذهني الآن وأعلم أن هناك المزيد.

وليس هناك عيب في العمل في القطاع الخاص فلا نستطيع لوم أحد يبحث عن لقمة عيشه.