لقاء الدكتور عبيد بن سعد العبدلي

بسم الله الرحمن الرحيم

يسحركَ بتواضعه .. و بحبه الجم للطلاب و الوقوف دائماً في صفهم.. ذهبت الى "الأحديّة" التي يقيمها و يجتمع فيها مع طلابه .. حاولت أن أبحث عنه بين الحضور فلم أجده .. خُيّل إليّ أنه يجلس في منتصف المجلس أو شيء من هذا القبيل.. ولكنني وجدته جالساً بين الحضور و كأنه طالب مثلهم أو خريج.. يتحدث بابتسامة و بضحكة لطيفة إستطعت التعرف على مكان جلوسه من خلالها.. و حينما يُمسك بدفّة الحوار.. تجده يسرد لنا القصص تلو القصص مع طلابه.. منها ما يُضحك.. و منها ما يُبكي.. ينتهي المجلس و أنت لا زلت تتشوق لسماع المزيد..

إجتماعي من الدرجة الأولى .. و خفيف ظل بالصورة التي ترغمك على الإبتسامة له .. إستطاع الـ sKFUPM أن يجري معه لقاء, و كان متجاوباً و متفاعلاً بالشكل الذي يُشكر عليه .. أيضاً كان مهتماً بأخبار المنتدى, و لن أنسى حينما قال لي " أنا اتابعه أولاً بأول! " ..




نرحب جميعاً بالشريف الدكتور عبيد بن سعد العبدلي .. حياك الله يا دكتور عبيد معنا في سلسلة ضيوف الـsKFUPM ..


في البداية أشكر منتدى طلاب جامعة الملك فهد للبترول والمعادن على الاستضافة وأتمنى إن شاء الله أكون عند حسن ظن أعضاء المنتدى وتوقعاتهم.


- لو طلبنا من الدكتور العبدلي أن يعرفنا بنفسه ..ماذا سيقول؟

عبيد العبدلي مواطن يفتخر بانتمائه لهذه البلاد، ويحاول بكل ما أوتيه من جد واجتهاد أن يضع لبنة ولو صغيرة، ويحجز موقعًا ولو كان مفحص قطاة في مسيرة التطور والبناء التي يشهدها الوطن. وقد اخترت الجانب الأكاديمي ليكون نقطة انطلاقي في هذا الطريق. وأسأل الله التوفيق.


- أين قضيت مراحلك التعليمية الابتدائية والمتوسطة والثانوية؟

أنهيت مراحل تعليمي الأولى (من الابتدائي إلى الثانوي) في مدينة تربة شرق الطائف، وهي مدينة صغيرة حالمة مترابطة متحابة يسودها الود والسلام، وهي من المدن التي حظيت بوجود مؤسسات تعليم ثانوي بها بشكل مبكر، فكانت كل مراحل تعليمي ما قبل الجامعي في هذه المدينة.



- لماذا اخترت الدراسة في جامعة أخرى غير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن؟

لو استقبلت من أمري ما استدبرت لدرست في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ولكنني كابن قرية يخرج من عالمه الضيق إلى العالم الفسيح لا يستطيع أن يوغل كثيرًا لأول وهلة، لذلك كان من الطبيعي أن أتجه إلى مدينة جدة باعتبارها الأقرب إلى قريتي، وكانت نهاية العالم بالنسبة لي في ذلك الوقت. فقد بهرتني وبهرتني جامعتها، وأظن أنه كان اختيارًا موفقًا إلى حد كبير بحمد الله، ولكني لو لم أخترها أو قررت الذهاب إلى مدًى أبعد فلا شك أن جامعة الملك فهد للبترول والمعادن كانت ستكون الخيار الأفضل لو علمت عنها في ذلك الوقت.


- ماذا عن التخصص؟ وماذا يميز التسويق بالمقارنة مع علوم الهندسية وتسابق الطلاب عليها؟


في أيامنا لم نتلق توجيهًا من أحد، وكان الإرشاد المدرسي ضعيفًا أو معدومًا، فلم يقع اختياري في البداية على التسويق كتخصص، وإنما اخترت أنا ومجموعة من أصدقائي كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية بجامعة الملك عبد العزيز، وأثناء دراستي في الكلية حببني أستاذي الدكتور فريد القرشي الأمين العام لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية رحمه الله إلى مادة التسويق التي كان يتولى تدريسها لنا، فكان يدرسها لنا بأسلوب محبب مختلف تماماً عما ألفناه في بقية المواد، وكان يتبع معنا سياسة الباب المفتوح، وحتى اختباراته كانت بأسلوب مختلف فكان ـ مثلاً ـ يعطينا اختبارات منزلية أو ما يعرف بـ( Take Home Exam )، وكان أسلوبه في التدريس والعرض مشوقاً، فأنا ممتن له ـ رحمه الله ـ في توجهي إلى التخصص في هذه المادة وهو القرار الذي لم أندم عليه بحمد الله. أما بالنسبة للعلوم الهندسية فلها أيضًا دورها ومجالاتها ذات الأهمية البالغة، وكل له تخصصه ومجاله وكل يؤدي دوره المهم في خدمة الوطن من خلال تخصصه. وإن كنت أعتقد أن التسويق الآن يعيش عصره الذهبي، وهو مطلوب جدا،ً وخاصة بعد انضمام المملكة العربية السعودية لمنظمة التجارة العالمية.


- هناك مفهوم شائع بين الطلاب، أن الطالب في جامعة البترول إذا لم يكن مهندساً فإنه لا قيمة لشهادته.. ما رأيك في هذا المفهوم؟

في نظري أن هذا غير صحيح، ولعله مجرد تأثر ببيئة جامعة البترول كونها جامعة علمية.
وكما ذكرت فهذا المفهوم شائع جدا للأسف، وإن كان يمكن تغييره، وأنا أذكر أنني عندما كنت أستاذًا في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أتاني أب لأحد الطلاب يندب حظه ويشتكي بعد أن اكتشف أن ابنه وعلى مدى خمس سنين كان يدرس التسويق، وقال: إنه لو كان يعلم أن ابنه سيتخرج "بائعًا" لما أرسله إلى الجامعة، وأنه كان يتمنى أن يرى ابنه مهندساً، فحدثته عن مميزات علم التسويق وأنه يفتح آفاقًا واسعة وكبيرة كالهندسة وأقنعته بأن ابنه لن يكون مجرد بائع، وأن راتبه يمكن أن يكون أعلى من راتب المهندس فغير رأيه واستراحت نفسه.



- باعتقادك كيف نستطيع أن نصحح المفاهيم الخاطئة عن بعض التخصصات؟ أعطيك مثالاً من الواقع: حينما ذهبت لإلقاء محاضرة تعريفية عن تخصصي الإداري في قسم السنة التحضيرية لم أجد أي طالب مهتم بالتخصصات الإدارية ووجدت أن بعضهم يعتبرها عيباً وقدحاً في عقلية الشخص إذا ما اختار تخصصاً إدارياً؟

يمكن ذلك بتوفير المعلومة الدقيقة والإرشاد الطلابي السليم، فغياب المعلومة الدقيقة يفسح المجال للاجتهادات الشخصية التي لا تستند إلى أساس علمي ولا واقعي صحيح. ويجب علينا كمسوقين ومهندسين وإداريين أن نعرف بتخصصاتنا ومميزات كل منها تعريفًا صحيحًا. فكل تخصص له جوانب ايجابية وجوانب سلبية إذا ما قورن بغيره. وأعتقد أن العلوم الإدارية الآن تعتبر في المقدمة من بين العلوم ولها نظرياتها التي تدرس، وتطبيقاتها المهمة، تمامًا مثل الهندسة. والتخصصات هي مجرد معلومات وأدوات، وأسلوب توظيف هذه المعلومات والأدوات هو الذي يحدد قيمة كل منها.

- الدكتور عبيد وبرنامج الساعتين المكتبية "أنا هنا أسمع لك" هل تخبرنا بأحد المواقف التي لا زلت تتذكرها في تلك الساعات؟


عندما كنت في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن كنت على يقين جازم بأن الطلاب يحتاجون قبل كل شيء إلى من يستمع إليهم، ويتعرف على مشاكلهم حتى يستطيع مساعدتهم. فالطالب قد تكون لديه مشاكل اجتماعية وشخصية بخلاف المشاكل الأكاديمية، وهو بحاجة إلى من يساعده في حلها. ومن المواقف التي شعرت فيها بحزن وتأثر كبيرين أن طالبًا مجتهدًا غاب عن محاضراتي لمدة أسبوعين، وبعد أن طلبت ممن يعرفه من الطلاب إبلاغه أن يأتي إلي، فوجئت به يأتيني بعد أسبوعين في مكتبي وهو أشعث أغبر، بهندام غير مرتب على غير عادته، وحين استفسرته عما دهاه قال لي: إنه ينام في السيارة على الشاطئ منذ عشرة أيام، فقلت له ولماذا؟ قال: هربت من والدي لأنني ضربته (كف)، فوقع رده كالصاعقة علي، وعندما سألته عن سبب ذلك قال لي إنه اختلف مع والده في موضوع معين، ومن شدة الغضب فعل تلك الفعلة الشنيعة، فقلت له ما رأيك لو أصلحت بينك وبين والدك؟ فقال أكون ممتنًا لك، وعندما كلمت والده أجابني بحنان الوالد وهو يبكي قائلاً: إن أهم شيء عندي أن يرجع إلي ابني بصحة وعافية، فاجتمع شملهما من جديد والحمد لله.
وزادت مثل هذه القصة يقيني بأنه لا بد من الاستماع إلى الطلاب والتعرف على مشاكلهم.

- هل هناك اقتراحات تتمنى أن يتم تفعيلها في قسم الإدارة والتسويق حتى يتطور أكثر ويسابق الأقسام الأخرى؟

نعم، أتمنى مزيدًا من الاهتمام بالجودة وبنوعية الطلاب والانفتاح أكثر على القطاع الخاص، مثل أن تتم دعوة بعض رموز هذا القطاع لإلقاء محاضرات للطلاب عن تجاربهم العملية في الإدارة والتسويق وقصص نجاحهم لربط الطلاب أكثر بالنواحي العملية والتطبيقية للجوانب الإدارية والتسويقية.



- الدكتور عبيد "اتحادي" حتى النخاع! ما هو شعورك حينما فاز الاتحاد بكأس الدوري السعودي؟

قبل أن أجيب على سؤالك أريد أن أوضح نقطة هي أن تشجيعي للاتحاد ليس مجرد ولاء عاطفي أو ملء وقت، وإنما هو خضوع لقانون الحقيقة ونزول على حكم الواقع. وأنا أعتقد أن الذي لا يشجع الاتحاد إنما يسبح ضد التيار، كما أن عنده نقصًا في الذوق الكروي. ففريق الاتحاد فرض نفسه على كل مشجعي الكرة، وأنا أفتخر بأنني اتحادي إلى النخاع، وأما شعوري عندما فزنا بكأس الدوري فهو شعور لا يمكن أن يتطرق إليه الوصف.


- وكيف تتعامل مع طلابك "الأهلاوية" وهل لديك مواقف طريفة معهم؟

نعم، أنا لا أقبل في محاضراتي أي طالب أهلاوي، وأطلب من مسجل الجامعة أن يتعرف على ميول الطلاب الرياضية مسبقًا قبل أن يسجلهم عندي. فإذا كان الطالب أهلاويا فأنصحه ألا يسجل معي، وإن فعل فلا يلومن إلا نفسه (أمزح طبعًا).

ومن المواقف الطريفة أنني عندما أتيت إلى الرياض كنت أعقد أحدية (جلسة تنعقد كل يوم أحد) ألتقي فيها بزملائي وطلابي القدماء فاكتشفت من خلال الأحدية ما لم أكتشفه على مدى خمس سنوات هي مدة دراستهم عندي، وهو أن بعضهم أهلاوية بالرغم من أنهم في الجامعة كانوا يقولون لي إنهم اتحادية "لتمشية أمورهم" فكان ذلك غير سار بالنسبة لي.

​

 

- لقد انتقلت من منصب مهم في الجامعة إلى آخر أهم بكثير! فأي المنصبين كان أقرب إلى قلبك؟

في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن كنت أستاذا ثم وكيل عمادة شؤون الطلاب ثم المشرف العام على العلاقات العامة والإعلام، ورئيس تحرير صحيفة "الجامعة"، وكان أقرب المناصب إلى نفسي هو منصبي عندما كنت في عمادة شؤون الطلاب، وإن كنت تركت هذا المنصب برغبة مني، حيث أنني بطبيعتي لست بالإنسان الذي يحمي نظاماً وضعه البشر لتطبيقه على الطلاب، فكان يأتيني طالب يحتاج إلى سلفة ونظام الجامعة لا يسمح بإعطائها له فأضطر إلى أن أخالف النظام وأعطيه السلفة، أو يأتيني طالب يحتاج إلى سكن وهو لا يستحق السكن، فلا أستطيع أن أتركه يخرج من مكتبي خائبًا من أجل عيون النظام فأضطر إلى مخالفة النظام. فأنا حقيقية أكره كلمة "النظام لا يسمح". وبعد أن أرهقني الصراع مع النظام، وبعد صولات وجولات معه (يكسرني مرة وأكسره مرات) شرحت وضعي للدكتور خالد السلطان وبينت له أنني لا أصلح أن أكون إداريًا يحمي النظام، فتفهم وضعي وعينني مشرفًا عامًا على العلاقات العامة والإعلام والحمد لله كانت هناك إنجازات مشهود لها (بقيادة معاليه ودعمه طبعا).



- حدثنا عن انطباعاتك حينما كنت مسؤولا عن العلاقات العامة.. وقد ولد sKFUPM في تلك الفترة (عام 2003م).. ما هي ردة فعلك كمسؤول وكدكتور بالجامعة في نفس الوقت على إنشاء المنتدى؟

معالي الدكتور خالد السلطان أولى الموضوع اهتمامًا كبيراً، فانعكس اهتمامه على مسؤولي الجامعة، مما جعلني أضع يدي على قلبي وأدعو الله كل صباح ومساء أن لا يذكر اسمي أو اسم إدارتي في المنتدى إلا بالخير؛ لان الدكتور خالد السلطان كان يتابع كل ما يكتب في المنتدى بدقة ويسائل المسؤولين بدقة عن كل ما يرد في المنتدى حول إداراتهم. وكنت كلما دخل طالب إلى مكتبي قمت له هاشًا باشاً حتى لا "يشرشحني" و"يشرشح" إدارتي في المنتدى. والحقيقة أنني وغيري استفدنا في عملنا كثيراً من الدكتور خالد السلطان ومن توجيهاته وملاحظاته، كما استفدنا من الملاحظات التي ترد في المنتدى والتي تمثل ما يمكن أن نسميه الرأي العام في الجامعة، مما انعكس بالإيجاب على جوانب كثيرة من العمل. وأذكر أن الدكتور خالد السلطان كان يقول إن المنتدى إذا احترم نفسه فسوف يتابع ويشاهد ويكون له صدًى إيجابي، وإذا دخل في أمور لا تخدمه أو ترويج الشائعات والمواضيع غير الدقيقة فإن الجميع سينصرف عنه وبالتالي لن يكون له صدى لدى المسؤولين.


- تتابع المنتدى منذ تأسيسه تقريباً .. ما هي إيجابياته وسلبياته من وجهة نظرك؟


حقيقة أنا أتابع المنتدى بشكل يومي حتى بعدما انتقلت إلى الرياض، وأعتقد أنه في تحسن مستمر، ولكني ألاحظ أن الإقبال عليه بين مد وجزر، فأتمنى أن يكون الإقبال عليه أكبر، وأن ينفتح أكثر على مجتمع الجامعة.

- نود منك الإجابة ولو برأس قلم .. هل وجدت فارقاً كبيراً بين طلاب جامعة الملك فهد وطلاب جامعة الأمير سلطان الأهلية؟

نعم هناك فرق بين طلاب الجامعتين، ربما هو ناتج عن جو المنافسة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، فهي جامعة يتقدم لها حوالي 17.000 طالب يتم اختيار حوالي الألف منهم كل سنة، وهذا يتيح اختيار الأفضل من بين هذا الكم الهائل من المتقدمين، ويشعل المنافسة بينهم ليقدموا أفضل ما عندهم، بينما جامعة الأمير سلطان الأهلية يتقدم لها عدد أقل، ويختار من بينهم عدد حسب إمكانيات الاستيعاب بالجامعة ـ دون إغفال عنصر التفوق طبعًا ـ فيكون هناك نوع اختلاف بين طلاب الجامعتين. أما المناهج والأنظمة فهي المناهج والأنظمة نفسها.


- ما الذي يتميز به خريج جامعة البترول، وما الذي يفتقر إليه في نظرك؟

المميز في خريج البترول عندي أنه يتلبسه حب غير محدود لجامعته، ورغبة دائمة في تطويرها. ولكن هناك بعض المهارات التي تنقص بعض طلاب جامعة البترول من وجهة نظري، هي مهارات الاتصال الشخصي مثل أساليب العرض والإقناع والتحدث بطلاقة وثقة، إضافة إلى القدرة على عرض الخريج لتجاربه وقدراته الذاتية بشكل جذاب ومقنع (أثناء المقابلة الشخصية مثلاً). وأعتقد أن الجامعة الآن بدأت تهتم بتطوير هذا الجانب لدى الطلاب وتوليه العناية التي هو جدير بها. فطالب جامعة البترول يطغى الجانب المهني لديه على الجانب الاجتماعي، وبالتالي تضعف لديه المهارات الاجتماعية، وإن كان مميزًا من الناحية المهنية. وأعتقد أن طالب جامعة البترول لا بد أن ينمي مهارات القيادة والتواصل الاجتماعي لديه إذا كان يسعى إلى الترقي السريع في حياته المهنية.


- رسالة أخيرة تود أن ترسلها لأبنائك وإخوانك في منتدى الـ sKFUPM؟

أقول لهم إنني افتقدت طلابي وافتقدت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن التي صارت جزءًا من حياتي وشكلت كثيرًا من أفكاري ونظرتي للحياة. وأعترف لهم بالفضل وتحدوني رغبة متجددة بأن أكون قريبًا منهم، ولكن ظروف العمل وظروف الحياة تبعدك أحيانًا حتى عن أهلك وأقرب الناس وأحبهم إليك.


سؤال العضو (الفريق ركن) :

- اشتاقت لك الجامعة واشتاق لك الطلاب .. فرغم زياراتكم بين الفترة والأخرى للجامعة إلا أن الفصول والطلاب لم يكن لهم نصيب من ذلك


والله أنا مشتاق للطلاب أكثر من اشتياقي للجامعة كلها والطلاب هم الأساس وبدون الطلاب لا توجد جامعة ولا يوجد أساتذة ولا توجد إدارة، ولكن زياراتي متقطعة وقصيرة، وأنا حريص على حضور الحفلات الختامية للطلاب وإن شاء الله أكرر الزيارة وأجعل النصيب الأوفر منها للطلاب.


- ما هي رؤيتكم للجامعات الأهلية في السعودية؟ خصوصاً بعد افتتاح جامعات متميزة مثل جامعة الأمير سلطان وجامعة الأمير محمد بن فهد وفي الطريق جامعة الفيصل بالرياض؟


أعتقد أن التعليم الأهلي هو رافد مهم للتعليم الحكومي، وأنا أشجع وأدعو إلى المزيد من المؤسسات التعليمية المتطورة لتسهم في الرقي المستمر بأنظمة التعليم لدينا.

- هل هناك أمور افتقدتموها بعد ترككم لجامعة البترول وانتقالكم إلى جامعة الأمير سلطان؟

والله فقدت أمورًا كثيرة. وللمعلومية أنا عشت عشر سنوات من عمري في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وهي فترة لا يستهان بها في عمر الإنسان، يتشكل خلالها وعي معين وترتبط بها ذكريات...الخ. كما أن هذه الفترة الطويلة في جامعة البترول جعلتني على اطلاع كامل بما يدور فيها وعلى معرفة شخصية لصيقة أحيانًا بالكثير من مسؤوليها وأعضاء هيئة التدريس فيها وطلابها، كما أنني مستوعب لأنظمتها وعارف بما يدور فيها. أما جامعة الأمير سلطان فهي جامعة فتية ولا زلت في بداية مسيرتي معها، فأحتاج إلى وقت أطول للتعرف عليها أكثر، وأكون شريكًا في تطويرها بإذن الله.

- هل من عودة لكم إلى الجامعة؟ أو على الأقل.. هل تعد طلابك بزيارة قريبة؟

لا أدري ما قدري، فيمكن أن أستقر في الرياض ويمكن أن أعود إلى جامعة البترول والله أعلم بما تخبئه الأيام. أما الزيارة فهي مستمرة بإذن الله وهي حق للجامعة ولطلابها علي.


أسئلة العضو (Greenland) :

تحياتي للكابتن الصغير سعد عبيد العبدلي وسؤالي هو:

- ما الذي أراد الدكتور عبيد أن يحققه للنشاط الطلابي ولم يستطع؟


الكابتن سعد مشتاق لكم ومشتاق لملاعب الجامعة ومشتاق لأصحابه وأصدقائه هناك.
أما بخصوص السؤال، فهناك في الحقيقة أشياء كثيرة أعترف بأنني كنت أتوق إلى تحقيقها ولم أستطع ذلك لا بسبب نقص في الرغبة أو قلة في الإمكانيات أو انعدام الدعم من الإدارة، ولكن بسبب النقص في الكوادر البشرية، فأن تعمل في نشاط طلابي موجه إلى (6000) طالب فإنك محتاج إلى إمكانيات بشرية كبيرة تعمل بأسلوب مؤسسي، إضافة إلى أن فترة السنتين التي قضيتها في النشاط الطلابي لا يمكن أن يعمل فيها كل شيء، وأنا أعترف بأنني لم أحقق فيها كل طموحي.

- ما رأيك في النشاط الطلابي بجامعتنا؟

أعتقد أنه مميز إذا قورن بغيره، ويرفده وجود شباب متحمسين وإدارة واعية.


سؤال العضو (معدن) :

- الناظر لسيرتك الذاتية يا دكتور يجدها متخمة بالأعمال والإنجازات، أسأل الله أن ينفع بك الإسلام والمسلمين ... هل صحيح أن الأهم للطالب هو الاهتمام بتطوير ذاته ثم بتطوير معدله التراكمي؟ وخصوصا أننا نجد بعض الشركات اليوم لا تعطي المعدل ذاك الاهتمام الذي تعطيه لسيرة الطالب؟

المعدل الأكاديمي هو معيار وليس كل شيء، وفي نظري أن حصول الطالب على معدل (2) مع اهتمامه بتطوير ذاته وتنمية شخصيته ومهاراته أفضل له من الحصول على معدل (4)، وهو لا يعرف أن يتحدث، أو لا يجيد الاتصال الفعال مع الناس. والمعدل ليس قضية كبيرة جداً، وعائده الأكبر هو الارتياح النفسي، وإن كنا لا نريد أن نقلل من أهميته.


أسئلة العضو (خريج 2006) :

- برأيك ما هي أفضل طريقة ليطور الخريج نفسه ويزيد من خبراته بعد التخرج؟



أعتقد أن أفضل طريقة هي الانخراط في الأنشطة الطلابية واكتساب الخبرات الميدانية.


- هل برأيك دراسة الماجستير بعد خمس سنوات من التخرج تفيد الخريج في سوق العمل بالسعودية والخليج.


لا أنصح الخريج بأن يبدأ بدراسة الماجستير مباشرة بعد إنهاء الدراسة، وإنما أنصحه يأخذ فترة كافية بعد البكالوريوس ما بين ثلاث إلى خمس سنوات في القطاع الخاص ومن ثم يتجه إلى الدراسات العليا.


أسئلة العضو (طالب حر) :

- لماذا ترك الدكتور عبيد العبدلي جامعة الملك فهد؟

أنا أعتقد اعتقادًا تامًا أن الإنسان إذا قضى بعض الوقت في موقع معين لا بد أن يخرج منه إلى مكان آخر ليطور نفسه، ويجدد الأكسجين في شرايينه وشرايين الموقع الذي كان يتولاه. وسبب خروجي أنني أحسست أنني لن أضيف الكثير بعد أن قضيت عشر سنوات في الجامعة على الأقل في الفترة الحالية، ولذلك قررت أن أغير الجو بالانتقال إلى مكان آخر.


- خطوات عملية تقترحها لعميد شؤون الطلاب؟

نعم، أقترح عليه الاهتمام باختيار الأشخاص المناسبين للتعامل مع الطلاب سواء من حيث العمر أو القدرات العقلية، كما أنصحه بالحرص على العمل المؤسسي، وتطوير الأنشطة الطلابية وعدم البخل على الطلاب بالوقت والجهد والمال.


- هل تعتقد أن مشرفي النشاط الطلابي يشكلون حجر عثرة في تطوير الأنشطة الطلابية؟

قبل أن أتهم مشرفي النشاط الطلابي أود أن أتساءل عن ماذا قدمته الجامعة للمشرف الطلابي، وهل أعطته الوظيفة المناسبة له ولمؤهلاته؟ وهل منحته التدريب اللازم؟ فقبل أن نكلف الأشخاص ثم نلومهم لا بد أن نتعرف على إمكانياتهم والظروف المحيطة بهم ثم نضعهم في مواقعهم بعد ذلك.
والطلاب يقومون بدور فعال في هذا الأمر وكذلك إدارة الجامعة، لكن أعتقد أن البرامج التدريبية مناسبة جداً وسيكون لها مردود جيد.


​

 

سؤال العضو (دير مي) :

- نعلم بنشاطك في الجامعة سابقاً ونشاطك في جامعة الأمير سلطان حالياً.. فهل تبين لنا من وجهة نظرك ما يميز طالب البترول عن طالب الأمير سلطان وما يميز طالب جامعة الأمير سلطان على طالب البترول؟

سبق أن أجبت على هذا السؤال، وأكرر إن طلاب جامعة البترول نوعية مختارة من بين كم هائل من المتقدمين، وطلاب جامعة الأمير سلطان طلاب ممتازون أيضًا، ولكن ليسوا بدرجة طلاب جامعة البترول نظراً للإقبال الكبير على جامعة البترول بينما الخيارات في جامعة الأمير سلطان محدودة.
أما بخصوص مداخلة المركز الإعلامي، فأقول لأهل المركز الإعلامي أنتم أهلي وأحبتي قبل أن تكونوا زملائي، لكم مني كل الحب والتقدير، وأتمنى أن تسود بينكم روح الفريق الواحد كما عهدتكم وخبرتكم يدا واحدة (وأنتم كذلك إن شاء الله). فأنتم صورة الجامعة من الخارج وأنتم نبضها من الداخل. عملكم ملموس وجهودكم مقدرة. فبدونكم ما كان لي أن أنجز شيئًا، ولا أن أحقق ما حققته.




وأخيرًا:

شكرا لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، شكرا لمسؤوليها شكرا لطلابها وأعضاء هيئة التدريس فيها وعوائلهم. لك سلامي وحبي يامسجد الفاروق.




شكراً للدكتور عبيد العبدلي على هذا اللقاء.. والى أن نلقاكم مع ضيف جديد

ابو سمر.. sKFUPM .. الرياض @46@

​

 

راجع الخاص

​