أفضل المشاركات: أصداء حول Summer Term 193- KLASS

  1. فيصل الفاهد

    انضم:
    ‏19 يوليو 2020
    المشاركات:
    73
    التخصص:
    EE
    الجامعة:
    KFUPM
    سنة التخرج:
    2022
    الجنس:
    ذكر
    التقييمات:
    +11 / 0 / -0
    يوشك هذا الصيف على الانتهاء ولم يتبقى منه سوى أيام معدودة. وهو بلا شك صيف استثنائي تحت جائحة كورونا التي ألقت بظلالها الثقيلة على الأنفس والأبدان حول العالم. حديثي سيكون عن برنامج ( KLASS ) التي طرحته الجامعة لمن لم يستطيع أخذ كورسات؛ نتيجة حتمية لقلة الكورسات التي طرحتها الجامعة وكذلك شروطها الخاصة. سأتحدث عن الإيجابيات والسلبيات في ذلك البرنامج الجديد مع الاستطراد.


    []السلبياب[]

    ١- غياب الجانب العملي:

    تُنسب للفيْلسوف اليوناني سقراط مقولة ( الفضيلة هي المعرفة)، ولكن في هذا الترم تبين لي بأنها مقولة طوباوية إذا كان مقصدها المعرفة من أجل المعرفة. فالمعرفة إن لم تتحول إلى جانب تطبيقي عملي ففائدتها ستكون محدودة جداً. فالمحاضرَة كانت شرح من قبل المعلم دون مشاركة فعالة من الطالب - سوى في طرح الأسئلة من خلال خيار ( Q&A ). مثلاً ، في كلاس ( R programming) كان عبارة عن شرح للبرنامج دون إعطاء ( تاسكات بسيطة ) للطالب حتى تحقق له المعرفة بشكل أفضل. خصوصاً أن كورسات البرمجة فيها ثقل؛ فاستطرَاد المعلم - في الشرح سيجعل من الطالب يلتهي عن المحاضرة أو يتركها. والأمثلة كثيرة ولكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق.


    ٢- طول مدة الكلاس:

    في الترم الصيفي العادي تتراوح مدة الكلاس من ساعة إلى ساعة وربع أو ساعة ونصف. أما في (KLASS ) فكان مدة الكلاس تستغرق ساعتين ونصف الساعة تتخللها فترة راحة. وهذه مدة طويلة جداً جداً. مع الأخذ في الحسبان طبيعة هذه الكورسات التي تكون عن بعد .


    ٣- بعض الكورسات لا داعي لها:

    من أصل ثمانية كورسات مخصصة للحديث عن مواضيع الثورة الصناعية الرابعة تم تخصيص كورسين منها في مواضيع أخرى وهي ( future skills and business skills ). قبل الحديث عن هذين الكورسين أنا أعلم بأن كثير من الإحصائيات والنشرات تشير لأهمية soft skills لسوق العمل كمهارات الذكاء العاطفي والكفاءة بين الثقافات وغيرها والجامعة حريصة لأبعد حد لتهيئة الطلاب لسوق العمل وتدعيم CV بمختلف المهارات. ولكن أنا انطلق من رؤية خاصة متحفظة حول تلك المواضيع ( التنمية البشرية والبرمجة اللغوية وأنماط الشخصية وما يندرج تحتها ). ما أرغب بإضافته بخصوص تلك المواضيع اعتمادها بشكل كبير على مصطلحات فخمة جزلة ك( البرمجة العصبية والجراسيكولوجي وغيرها) لكن ينطبق عليها المثل القائل " أسمع جعجعة ولا أرى طحيناً" . فهم يخاطبون الفضول بتلك المصطلحات. فمثلاً ؛ تنظر لعنوان محاضرة ( ديناميكية التكيف العصبي ) ولا يعدو محتواها أن يكون عن كيفية التخلي عن التوتر وإدارة الضغط إلخ ! ولو استبدل العنوان ب( حسن ذاتك ) لخسرت المحاضرة أكثر من نص حضورها! الأمر الآخر هو اعتماد طرحها على الإيجابية والتفاؤل والحب بشكل مفرط لا يليق على الواقع العملي. هؤلاء يعيشون في عالم موازي فعلاً حتى أن د.إبراهيم الفقي قال مرة أنه قام بتأليف علمين جديدين مسجلين باسمه وهما: علم قوة الطاقة البشرية وعلم ديناميكية التكيف العصبي." !!! الأمر الأخير وأختم فيه وبه بأنه لا توجد لديهم أساسات تستطيع أن تحتكم إليها مثلاً يقولون : أنت تستطيع أنت تقدر بالإرادة والتعليم وووو يضربون القصص الكثيرة ثم تنتهي المحاضرة برسائل من الإيجابية والتفاؤل ! فتلاحِظ أنه لا يوجد أساسات عملية لتلك الرحلة - المفترضة - للنجاح ! فهو كلام عام - شيء بالهوا-. والحديث أيضاً يجرنا( للشعوذة ) الجديدة التي خرجت مؤخرا - في آخر خمس أو ست سنوات وهي ( ريادة الأعمال ) التي أكثر ما يطرح فيها خواطر وتجارب خاصة يتم تقديمها كقواعد ومناهج! . هذه حزمة كلام في فمي انعقدت واشتاقت للبوح - كما يقول جاسم الصحيح- فبحت بها هنا وإلا شرقت بها. وليعذرني القارئ على قساوة ذلك الحديث وكذلك ما استطرد منه فأنا كثير الاستطراد كيف ولا وأنا من قراء الجاحظ. فمختصرُ الكلام لو أُلغيت هذه الكورسات واستبدلت بمواضيع أخرى من مواضيع الثورة الصناعية الرابعة لكان أفضل.



    []الإيجابيات[]

    ١- تعريف طلاب الجامعة بمواضيع تقنية جديدة :

    مواضيع الثورة الصناعية الرابعة تعتمد على كورسات عديدة - بل تخصصات- مثل البرمجة والماث والستات وغيرها. لذا من الصعب أن يتم تحصيلها بكورس أو اثنين فما بالك في كورس مدته أسبوع (short course or crash course )! لذا هذا البرنامج - KLASS- من هذه الناحية - أي إعطاء معرفة بتلك المواضيع التقنية - حقق نجاح كبير والمعرفة التي قدمها كانت باذخة جدًا. فكثير من الطلاب لم يعرف ما هي الثورة الصناعية الرابعة وماهي أصلاً الثورة الصناعية الأولى والثانية حتى وصلنا للرابعة وماهي أيضاً مواضيعها كعلم البيانات والأمن السيبراني والحوسبة السحابية وغيرها.


    ٢- التنظيم :

    على الرغم من العدد الكبير للمسجلين في البرنامج إلا أنهم نظموا بشكل ممتاز وسلس التعليم الافتراضي. خصوصاً ( نايك والأخت انيشا) فنظموا عملية التواصل بين الطلاب والدكاترة بمهارة عالية.


    ٣- الجودة :

    في مثل هذه الكورسات الخفيفة قد يتم التغاضي عن CV كبير وباذخ للمحاضرين - وهو أمر مقبول لحد ما- لكن في KLASS كان المحاضرون ذوي خبرات طويلة وشهادات رفيعة. هذا بالإضافة بأنهم بريطانيين وأمريكيين فلم نتعب- أيضاً- في موضوع اللكنات وماشابه ولم تكن عائق هنا.



    في الختام برنامج KLASS كان رحلة تعليمية افتراضية لذيذة وخفيفة له ما له وعليه ماعليه ككل جهد بشري فالمعيار ومحك النظر هو غلبة الإيجابيات على السلبيات و المصالح على المفاسد. ورغبت هنا بتقييمه وهو أمر غير مستطاع ولكن على الأقل تقييم تجربتي معه. وجميل مايُختم به في مثل هذه المواضيع التي يرغب بها المرء النظر في الحق من جهة النقد مقولة أرسطو " إن النظر في الحق صعب من جهة. سهل من جهة ثانية. والدليل لم يقدر أحد من الناس البلوغ فيه بقدر ما يستحق " ولكن يكفيها بأنه محاولة لبلوغه.
     
    • x 3 إعجاب إعجاب