إجهاد مهلك بلا أي مردود

لا أدري من أين أبدأ و لا ما أريده من هذا الموضوع و لكن ها أنا ذا أكتب لعلي أنفس شيئاً من الأسى و الغضب الذين يكادان يقتلانني .

متخصص في هندسة الحاسب في السنة الثانية (دون التحضيرية) . سجلت مواد مجموع ساعاتها 13 هذا الفصل كالآتي :

EE 202
EE 212
COE 202
COE 203
COE 241
IAS 201

و بما أن عدد الساعات نفس ما آخذه عادة أو أقل فقد بدأت الفصل بجهد متوسط كما أبدأ أي فصل . لكن من الأسبوع الثاني بدأ تلوح في الأفق علامات الشؤم و البؤس و الشقاء . في COE 203 لم أفهم أي شيء على الإطلاق . أخذتها لأنها مرسومة في الخطة الدراسية مع 202 و لكن الواقع هو أنها تتطلب 202 لكي تصير مفهومة . فكرت في أن ألغيها لكي أدرسها لاحقاً و لكن لغبائي الشديد وقتها سمعت لقول الدكتور : "ستسهل الأمور" و أبقيت عليها . و مع كل أسبوع أكاد ألعن نفسي و غبائي فبالكاد أستطيع إتمام المختبر و إن أتممته لم أفهم شيئاً و لم أستفد مثقال ذرة .

أما المصيبة الثانية و الأكبر و التي جرت علي كل المصائب الأخرى فمنهج الكهرباء الذي أكاد أحلف أنه من تأليف إبليس . استسهلته في البداية إذ كنت أستطيع الإجابة بيسر عن الأمثلة و التمرينات الأولية و الواجبات . لكن بعدها أتى الاختبار الأول فكرهت نفسي و حياتي و لم أحسن الإجابة إلا عن سؤال واحد . و لو كنت أدري ما سأعانيه بعد ذلك لألغيت كل هذا الفصل التعيس و لكن استمعت بحماقة لأقوال الناس أنه ما تزال عندي فرصة إن بذلت مجهوداً .

و ما النتيجة بعد كل ذلك ؟ غيظ و حسرة و أسى و غضب يكادون يقتلونني . أمضيت مكرهاً نصف إجازة منتصف الفصل و أسبوعين قبلها و أسبوعين بعدها أراجع الكهرباء ، تلك المادة التعيسة المدمرة للبدن و الروح التي تحتاج فصلاً كاملاً لها وحدها . و رغم إمضاء أكثر من خمس ساعات في المتوسط كل يوم ، أتى الاختبار الثاني ليطعنني قائلاً : سحقاً لك و لمجهودك . و بالدرجة من الاختبار الأول و المتوقعة من الثاني لست أضمن حتى أقل درجة نجاح في هذه المادة .

ثم ماذا ؟ لا شيء . لم يعد مجهودي بشيء علي سوى بالتعاسة . ضيعت اختبارات فصلية و واجبات كثيرة في مادتي الحاسب 202 و 241 لأني لم أملك الوقت لأراجع فيهما و اختباراهما الأسبوع القادم . لم أقرب الكتاب المقرر علي في مادة الكتابة الوظيفية و الذي يفترض أن أقدم عنه عرضاً لأنني لم أملك الوقت لألمسه . و في كل ذلك أدمنت القهوة و البانادول الأحمر كي أبقى مستيقظاً لأذاكر فحرمت نفسي النوم و صارت الحمرة صفة ملازمة لعيني فأهلكت نفسي جسدياً و روحياً . و بعد كل هذا ربما أفشل في كل المواد هذا الفصل إلا الكتابة الوظيفية قد أتحصل فيها على درجة مقبول . و لكي يصبح المستحيل أسوأ من المستحيل ، تم تقديم موعد الاختبارات النهائية .

ثم أتعلمون ما الذي يكاد يجعلني أنفجر بعد ذلك ؟ قول أحدهم عن الطلاب - و أنا منهم بداهة - أنهم يتكاسلون و لا يذاكرون . يكفي غيظاً أن تضع مجهوداً لا يوصف في شيء فتفاجأ في النهاية أنك لم تجن شيئاً . لكن لتزداد هماً على هم و كمداً على كمد يأتي أحدهم ليطعن فيك و يقول أنك لم تبذل جهداً يذكر .