الأدب وحقوق الإنسان

الموضوع في 'ركن الإبداع' بواسطة saito, بتاريخ ‏9 ابريل 2019.

  1. saito

    saito عضو

    انضم:
    ‏17 ابريل 2017
    المشاركات:
    1
    التخصص:
    Finance
    الجامعة:
    KFUPM
    سنة التخرج:
    2019
    الجنس:
    ذكر
    التقييمات:
    +1 / 0 / -0
    تعود قصتنا إلى كاتب في القرن التاسع عشر في روسيا. تلك البلاد ذات الأطراف المترامية والطقس شديد البرودة. ذلك البرد القارس الذي حرم هتلر ونابليون من الانتصار على "روسيا العظيمة" كما كانت تسمى. ذلك الكاتب هو دوستوفيسكي، أحد أشهر الكُتاب والمؤلفين حول العالم فرواياته تحوي فهماً عميقاً للنفس البشرية كما تقدم تحليلاً ثاقباً للحالة السياسية والاجتماعية لروسيا في القرن التاسع عشر. تم القبض على دوستوفيسكي من قبل القيصر نيكولاي الأول بسبب آراءه التي تعارض الاستبداد القيصري والعبودية الروسية. تم الحكم على دوستوفيسكي بالإعدام مع مجموعة أخرى من الكتاب والأطباء والمثقفين المعارضين لكن في اللحظات الأخيرة قبل إعدام دويستوفيسكي وصل أمر من القيصر يعفو عنه ويحكم عليه بدلا من ذلك بالنفي إلى سيبيريا لمدة أربعة أعوام (١٨٤٩-١٨٥٤).



    خدم دوستوفيسكي أربع سنين في السجن مع الأعمال الشاقة في معسكر سجن كاتورغا في أومسك في سيبيريا. عاش خلالها الآلام والويلات من العذاب النفسي والجسدي. أثرت تلك التجربة المريرة كثيرا في أعمال دوستوفيسكي وفي فهمه للنفس البشرية، حيث تعرف على أن الإنسان قادر على التكيف أمام كل الظروف، وأن مبادئه قد تتغير من أجل النضال للبقاء على قيد الحياة.

    كتب دوستوفيسكي ثمرة تجربته الشخصية في رواية "ذكريات في منزل الأموات" رغم أنه نسب المذكرات إلى رجل سماه ألكسندر جوريانتشكوف. روى فيها كل تجاربه وصور المعاناة التي واجهها في السجن، فتحدث عن عالم الأعمال الشاقة التي يقومون بها، والعقوبات الجسيمة والرهيبة التي تنزل بهم، والمستشفى الكريه الذي يعالجون فيه، والمعاملة السيئة من قبل السجّانين.


    حينما تم نشر الرواية ، أحدثت الكثير من الضجج في منتديات الثقافة الروسية مما أدت إلى زيادة الغضب الجماهيري على استبداد الحكومة. تم بعدها إقفال العديد من المعسكرات في سيبيرا وتخفيف العديد من العقوبات الغير إنسانية وزيادة الرقابة. بالإضافة إلى ذلك، غيرت تلك الرواية النظرة السائدة عن السجناء بأنهم مجرمين وأشرار الأنفس ، فلاحظ دوستوفيسكي أن يوجد من بين السجاء الكثير من الأخيار، رجال ذو مواهب وطاقات رائعة كنها ذهبت سدا بسبب السجن.



    إن تأثير الأدب لا يتوقف عند آخر كلمة من الكتاب. بل تمتد أثاره إلى حياة الفرد اليومية والاجتماعية والسياسية. فمستوى حقوق الإنسان في يومنا الحالي إنما هو تراكم جهود متعددة في مجالات مختلفة منها السياسي والعلمي والأدبي وغيرها من العلوم والمجالات. إن من مسؤولية الفرد بأن يساهم بمجاله بما يساعد على تعزيز حقوق الإنسان والحفاظ عليها. فتراكم تلك المجهودات هو من يصنع الفارق.

    201439640
     
    • x 1 إعجاب إعجاب
جاري تحميل الصفحة...
مواضيع شبيهة - الأدب وحقوق الإنسان
  1. CHECKMATE
    الردود:
    5
    المشاهدات:
    738
  2. M.I.D
    الردود:
    7
    المشاهدات:
    1,211
  3. عبدالله خ
    الردود:
    14
    المشاهدات:
    3,505
  4. عبدالله الدماك
    الردود:
    20
    المشاهدات:
    2,209
  5. فيصل الفاهد
    الردود:
    0
    المشاهدات:
    403
  6. Naif Haddadi
    الردود:
    0
    المشاهدات:
    511
  7. سلمان توفيق صالح
    الردود:
    0
    المشاهدات:
    626
  8. Hashem Shu
    الردود:
    0
    المشاهدات:
    577
  9. YousufOB
    الردود:
    0
    المشاهدات:
    496
  10. عكّاش
    الردود:
    0
    المشاهدات:
    541

مشاركة هذه الصفحة