البحث العلمي وتقنية التصنيع ...(موضوع للنقاش)

اشكرك على طرح هذا الموضوع ..

اوافقك أننا بحاجه إلى تقنية التصنيع أكثر من حاجتنا للبحث العلمي وهذا لا يعني اهمال جانب البحث العلمي فهو الاساس بالطبع .. المشكلة عزيزي هي انعدام الدعم من منسوبي الدولة والتجار لمثل هذه الافكار والمشاريع .. فنحن شعب مستهلك لا منتج مع الاسف ..

صحيحة نوعا ما .. لان الدول النامية ستحذو حذو الدول المتقدمة .. الوسيلة الاسرع لذلك هي النسخ والتقليد الاعمى لهذه المنتجات .. والصين اكبر مثال على ذلك .. وانظر الى اين وصلو ..

في الغالب انها مجهودات شخصية .. والدعم يأتي متأخرا او قد لا يأتي على الاطلاق ..

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

موضوع شيق وجميل جداً وإذا سمحت لي أضيف بعض اللفتات لوضوعك اللي بتثري الموضوع وتخلينا نؤطر محاوره ..

أولا : المصادر لكل الأشياء سواءً اختراعات أو منتجات أو أو .. هي نفسها الآن زي ما هي نفسها 30000 BC ع أيام العصر الحجري ..

وهي الحيوانات .. النباتات .. المعادن .!

ولكن اللي يفرق إنا حددنا الأشياء اللي نحتاجها + سوينا تعديل ع المصادر + استخدمناها ..

ثانيا : إن مسار أي منتج لازم يمر بمراحل ..

البحث العلمي -> التصنيع -> التسويق ( وهنا مجال الربح ) ..

فإذا جينا للبحث العلمي اللي هو جواب سؤالك ..

نجد إن الجهود المبذولة في هذا المجال متواضعة وبأضرب مثالين حتى يتضح مقصدي ..

1- الدكاترة بالجامعة عندنا - ع سبيل المثال - بعضهم مبدعين في مجال البحث ومستعد يطلع papers و patents بالهبل لو فرغ لهذي الشغلة .. فليش نضيع مثل هذي القدرات في سبيل تدريس الطلاب ..

حقيقة لو جينا للخارج وأتكلم فرضاً ع جامعة McGill وهي من أرقى الجامعات ع مستوى العالم يحدثني أحد اللي راحوا ودرسوا هناك , المواد يدرسونها lecturers ويجي الدكتور أحياناً في بعض المحاضرات فقط ..

وباقي وقته مفرغ للأبحاث والإختراعات ..

وهذا اللي المفروض يصير .. مو معقولة دكتور دارس دكتوراه ومتعود ع الأبحاث وفي النهاية يمسكونه كل ترم نفس المواد يدرسها ومواد أنا كطالب يمديني أشرحها فما بالك إذا كان lecturers ..

2- إذا جينا ونتكلم عن معاهد الأبحاث عندنا في السعودية ع سبيل المثال هل ترقى إلى مستوى معاهد الأبحاث في دول الخارج ..

والله سمعت إحصائية لمركز واحد من مراكز الأبحاث في فرنسا مقارنة بمركز أبحاث أرامكو .. شي يخوف يا إخوان ..

ماني متذكر الإحصائية بالضبط ولكن كانت قريبة من ..

200 براءة إختراع لمركز الأبحاث في فرنسا مقابل 5 براءات اختراع لمركز الأبحاث في أرامكو ..

وإن كنا نرى الإقبال ع الأبحاث في الآونة الأخيرة ولكنها لا ترقى للمتسوى المطلوب .. إذا عرفنا إن في مشروع السفر للقمر كلف أكثر من 20000 مهندس عندهم شهادة دكتوراه للعمل 9 سنوات متواصلة في سبيل تحقيق هذا المشروع .. شف كم المبالغ اللي دفعت .. شف كيف الإستعداد لتحمل الخسائر في سبيل البحث العلمي , فتقول ليش ما يكون عندنا تصنيع .. إلا أقول ليش ما يكون عندنا معاهد بحثية متخصصة راقية ..

ما أقول لازم نجيب 20000 دكتور يبحثون ولكن اللي أقوله لازم يكون زيادة اهتمام لهذي النقطة ..

فتقنية التصنيع لا يمكن أن تنجح مالم ننجح في مجال البحث العلمي ..

أقولها وبكل أسف إن تجارنا ما عندهم ثقافة " taking risk " ..

ما هم مستعدين يخوضون هذا الغمار ..

ع سبيل المثال حضرت قبل كم يوم مؤتمر لأحد التقنيات البديعة وتسمى " thermal spraying coatings "

ومنشأها الهند .. بس عشان أوضح ميزتها ..

تخيل عندك structure بالطريقة التقليدية اللي موجودة بالمملكة تقدر تحميه من الصدأ لمدة خمس سنوات ..

بينما بهذي التقنية يمديك تحميه لمدة 30 إلى 50 سنة قدام وإنت تعرف إن أقسى بيئة ع مستوى العالم في السعودية وخاصة المنشأت اللي ع البحر ..

للأسف إذا عرفنا إن فيه شركتين للـ coatings في المملكة العربية السعودية وما فيها ولا جهاز واحد من هذا ..

بينما الأمارات وما فيها إلا شركة وحدة وعندها 15 جهاز يعمل بهذي التقنية واستفادوا منها في بناء برج العرب ..

فا أغلب التجار عندنا تفكيره محدود متى ما دام تجيه فلوس من صناعة معينة فخلاص تكى وارتاح وما عنده استعداد يتحمل مخاطر استيراد تقنيات جديدة لخدمة بلده ومجتمعه ..

هذا إذا هي تقنية فقط فما بالك في إنشاء صناعات جديدة ..

ختاماً عشان لا تكون نظرتي سوداوية بحتة ..

فيه الآن جهود كبيرة تدفع بمجال البحث العلمي للأمام عن طريق تبيين أهميته وكذلك نشر هذي الثقافة على مجتمع المهندسين والمثقفين وفيه أصوات تنادي إلى تثقيف التجار وتحفيزهم إلى التكفل بمثل هذي المشاريع اللي فيها تحمل مخاطر , اللي تصب بالأساس في مصلحة وتقدم الوطن نحو الأمام ..

اعذرني ع الإطالة ولكن موضوع أصاب مقتل ..

أخوك
أبو سعيد ..

 

معلومات قيمة يا ابوسعيد والله يعطيك العافية