الجزء الثاني: محتار في التخصص؟! .. اختر التخصص الذي يناسب ميولك وقدراتك ورغباتك

السلم عليكم ورحمة الله و بركاته

أحبابي الأعزاء

إكمالاً للموضوع الأول هنــا


فإنني أتابع معكم الجزء الثاني و آمل أن أقدم لكم ما يفيدكم

بسم الله

ذكرنا في الجزء الأول بأنه علينا العناية باختيار المؤسسة التعليمية التي سنلتحق بها و ندرس الأمر جيداً

و في هذا الجزء أنصحكم بهذه النصيحة

ثانيــًا:
اختر التخصص الذي يناسب ميولك وقدراتك ورغباتك


وهنا ينبغي عليك أن تعرف و تدرك نقطتين:
1- ماهي قدراتك و محبوباتك (اكتبها بوضوح)
2- التخصص الذي تفكر فيه..ما هو؟ على ماذا يحتوي؟ ماذا ستدرس فيه مستقبلا؟ ما هي المهارات التي تحتاجها فيه؟

لماذا ذكرت هذه النقاط؟ سأوضح لكم..

بخصوص (1):
بعض الناس لا يعرف قدراته على وجه الحقيقة، أو لا يعرف ماذا يحب بشكل أساسي.
فإذا سألته وش تحب؟ فيقول..أحب الميكانيكا.. أحب الطيران.. أحب صيانة أجهزة المنزل.. أحب إلخ
نعم هو يحب هذه الأمور و مبدع فيها لكن..هو لا يحبها لذاتها بل يحب شيئًا فيها لم يدركه هو.. وهذا ما ينبغي أن تعرفه عن نفسك

مثلاً.. هذا الذي يحب الميكانيكا.. هو يحبها لأن فيها عمل باليد و فك وتربيط و تركيب و إصلاح و محاولة إيجاد الحلول و إلخ من المهارات التي هو مبدع فيها و الميكانيكا تساعده على إبرازها.. ولو مثلاً نقلت هذا الشخص لمجال آخر يساعده لإبراز ذات المهارات فستجده أيضــًا يحبه

مثال واقعي.. أحد أقربائي سألته ماذا تنوي أن تدرس فقال لي طيران. فتعجبت و قلت له لماذا؟ قال لأني أريد أن أطوف العالم و أزور تلك المدن التي كثيراً ما أسمع عنها! و الطيران يحقق لي ذلك.
قلت له: كلامك صحيح، ولكن الطيران ليس هو التخصص الوحيد الذي يتيح لك ذلك. أعرف موظف في أرامكو في قسم التوظيف، وظيفته إجراء المقابلات لغير السعوديين في بلدانهم، و يسافر مدن العالم ليجري المقابلات و يعمل الترشيحات. و آخر يطوف مدن العالم للتجارة.
و قلت له: إذا كان هذا الهدف تراه يستحق بأن تتخص في تخصص ما لتحقيقه فأنصحك بالبحث عن مختلف التخصصات التي تتيح لك ذلك ثم دراسة الأفضل منها لحياتك.

إذًا. علينا أن نعرف و ندرك من نحن؟ و ماذا نحب حقيقةً.



بخصوص (2):
و لإيضاح فكرة هذه النقطة نوعد لصديقنا في النقطة (1) الذي يحب الميكانيكا
فهذا الشاب لتعلق بالميكانيكا قرر دخول تخصص الهندسكة الميكانيكية، و بعدما دخل التخصص اكتشف أن الميكانيكا التي يحلم و يفكر بها بعيدة عما يدرسه فيصاب بالإحباط.

أعزائي، نحن أحيانا نحمل تصور سابق عن تخصصات معينة و نختارها بدون أن نستفسر عنها و نسأل عنها من سبقونا أو نطلع على موادها و نعرف ماهيتها
و بعض الشباب هداه الله يمشي في حياته بسياسة (الموت مع الجماعة رحمه) خوياه دخلو تخصص درعم معهم
لا يا صديقي ليس هكذا تورد الإبل و تختار زوجتك؟! (اضغط هنـــا)

عندما تريد أن تختار تخصصك ينبغي عليك ما يلي:
1- معرفة ما هو هذا التخصص.
مثلاً: تخصص الهندسة الكهربائية. هل يعني اني حتعلم كهربا و أصير كهربائي و أصلح كهرب عمارتنا أو غسالة الملابس او التلفزيون؟ هل معناه اني حألعب بضفيرة السيارة عشان أقوي الزنون؟ أو ما هو هذا التخصص؟ ماذا سيعلمني؟ ماذا سأستفيد؟

2- الجلوس مع طلالب يدرسون حاليا في التخصص و طلاب تخرجو منه، و تسألهم عن
التخصص،
و المواد التي يدرسونها
و طبيعتها
و صعوبتها
و المهارات اللازمة لها
و الوظائف و الشركات التي تقبل هذا التخصص

3- الجلوس مع محاضرين أو دكاتره في هذا التخصص، و تستطيع الوصول لهم عن طريق طلاب التخصص الذين ستسألهم. دردش معهم حول التخصص و خذ منهم نصايح. لأنك لست أول شخص يزورهم ليسألهم لذلك فستجد منهم نصح الأب.

4- بعد ذلك أنت الآن قد تكوَّنت في ذهنك صورة جيدة تخولك لاختيار التخصص و لكن بقي أن تعرف هل هذا التخصص يناسب مهاراتك و طموحك و أهدافك؟ أم لا؟
هل هذا التخصص مناسب لحياتك التي تفكر فيها مستقبلاً؟

5- تعمل مفاضلة بين التخصصات التي ركزت عليها و سألت عنها و تستشير من تثق به. و في الجامعة لدينا مركز استشارات تستطيع زيارته والاستفاده منه.
اعمل مفاضلة و اختر التخصصات الأسهل و الأفضل التي تحقق ما تريد، وتذكر بأنه يوجد أكثر من طريق للوصول للهدف فاختر الأنسب.



إذًا.. اختر التخصص الذي يناسب ميولك وقدراتك ورغباتك

و ذلك حتى تنجح و تبدع في عملك و يكون ذلك من أبواب السعادة في حياتك


و قبل أن أودعكم و نلتقي على خير في الجزء الثالث


و بناءً على طلب و رغبة بعض الأعضاء أوضح لكم تجربتي في اختيار التخصص

تخصصي: هندسة كهربائية
1- كنت من عشاق الالكترونيات منذ سن العاشرة و كنت أنزع مواتير سياراتي الصغيرة و المبات و أصنع منها دوائر، طبعاً بدون أي خلفيات سابقة، كان الموضوع عبارة عن تجارب و عبث أطفال لا غير.
ثم تركت هذه الهواية و التفت للفنون، كالأعمال اليدوية و الخط العربي
ثم تركت ذلك و التفت للبرمجة بلغة الفيجوال بيسك
ثم تركت ذلك و عدت للاكترونيات في السنة الثالثة ثانوي بفضل الله ثم بفضل أستاذ الفيزياء و اسمه سهل قاسم و يدرس الآن في المدينة النبوية.

2- عندما دخلت الجامعة و من الترم الثاني بدأت رحلة الاستكشاف
سألت الطلاب و كنت أخبرهم عن المهارات التي أحبها وعن حبي للاكترونيات فالكثير أخبروني بأن ضالتي أجدها في تخصصين
هندسة الحاسب (وليس علوم حاسب) و تخصص الهندسة الكهربائية
فبدأت أركز عليهما و أسأل طلاب و معلمين فيهما
إلى أن استقر رأيي على الهندسة الكهربائية
و الجدير بالذكر بأني دخلت اختبار اسمه سابقا واحة المهن، وكان اختبار يحلل شخصيتك و يعطيك أفضل تخصص مناسب لك، وكانت تعمله الجامعة، و لا أدري هل هناك اختبار حالي متاح أو لا من الجامعة.

3- التحقت بالتخصص و فضلت مسار الالكترونيات و التحكم في دراسة المواد الاختيارية و تخرجت بمرتبة الشرف الثانية و لله الحمد.

4- و لو يعود بي الزمن لالتحقت بعلوم الحاسب!
لعدة أسباب:

1- سوق العمل السعودي ليس فيه مجال كبير لمجال الالكترونيات: ومجال الكترونيات أقصد به الهندسة الإلكترونية و هذا يعني إنشاء و تصميم الدوائر الالكترونية و إيجاد حلول بأنظمة الكترونية لمن يريدها.
و الآن عملي بعيد جدًا عن تخصصي و لا أذكر منه شيئاً و لو تسألني عن أبسط مبادئ الالكترونيات و الكهرباء لم أستطع الإجابة.

2- وجدت أن البرمجة تحقق لي طموحي و تناسب مهاراتي، وهي الطريق الأسهل بدلاً من الالكترونيات و لكنني لم أنتبه لذلك منذ البداية. أجدني الآن لدي الكثير من أفكار البرامج و التطبيقات و المواقع ولكن ليس لدي الأدوات اللازمة لتنفيذها.
و أيضــًا هي حرفة في يدك تستطيع أن تستقل بها عن الوظيفة بل و تقيم مؤسسة أو شركة خاصة بك.





ختامــًا يا أحبة

أرجو منكم قراءة القصة التي أوردتها في هذا الموضوع (هنا)

و أشكر لكم هذه القراءة و أتمنى أن تكون ماتعة و مفيدة

و لأي مساعدة في هذا المجال لا تترددوا في التواصل معي

تقبلوا تحياتي

م. أمجد