العبودية الحديثة

الموضوع في 'الحوار الجاد' بواسطة باسل الزهراني, بتاريخ ‏2 ديسمبر 2018.

  1. باسل الزهراني

    انضم:
    ‏2 ديسمبر 2018
    المشاركات:
    1
    التخصص:
    هندسة مدنية
    الجامعة:
    KFUPM
    سنة التخرج:
    2020
    الجنس:
    ذكر
    الوظيفة:
    طالب
    الإقامة:
    الظهران
    التقييمات:
    +0 / 0 / -1
    العبودية الحديثة
    بقلم باسل الزهراني

    في زمن يتغنى فيه الجميع بحقوق الانسان و المطالبة بها في الشرق و الغرب و يمدح فيه بان تم التخلص من تجارة العبيد و الرق قديما , يظهر لنا ان العبودية و هي نقيض الحرية انها لن تزول و انها آفة عابرة للأزمان و عابرة للقارات و الحدود. العبودية تجلت في هذا العصر الحديث بمسمى العبودية الحديثة و هي تظهر لنا في استغلال الاطفال في اعمال المناجم و الزواج بالاكراه و العمل لساعات طويلة بلا راحة و بدخل زهيد و التجارة بالبشر و استغلال اوضاع اللاجئين لمصالح شخصية. فالنخاسين هم انفسهم و التجار هم انفسهم لكنهم الآن تحت غطاء قانوني دولي. يقدر عدد البشر الذين يعيشون تحت بند العبودية الحديثة ب 40 مليونا و ثلاثمئة الف انسان اغلبهم من النساء حيث يشكلون بما يقارب 71% منهم. ففي كوريا الشمالية 1 من 10 اشخاص يعيش هذه العبودية و معظمهم يجبر للعمل للدولة ذات النظام القمعي الشيوعي. تسعون بالمائة من لاجئين كوريا الشمالية ينتهي بهم الامر في الصين لاغراض جنسية. الطبقة العاملة قد تستغل لان تعمل 7 ايام في الاسبوع لما يقارب 12 ساعة لكل يوم و قد تصل في بعض الاحيان لاكثر من 20 ساعه لليوم الواحد. ايضا في باكستان يوجد ما يقارب 2 مليون طفل باكستاني يعملون في المداخن دون اكتراث للمخاطر الصحية التي قد تؤدي للوفاة من غير اي اشتراطات للسن و الصحة. في اوروبا , تجارة البشر لأغراض جنسية تأخذ لقمة الاسد من هذه التجارة و خصوصا النساء فنسبتهم لا تقل عن 80% من ضحايا هذه التجارة. مما ذكر سابقا و هو لا يعدو كونه مقتطفات من هذه الحقيقة , يظهر لنا ان مع كل المنظمات الحقوقية و تفاخر الغرب بمستواهم في حقوق الانسان و انشاء المواثيق العالمية لاجله ان جل ما فعلوه هو اقناع البشر بكذبة انتهاء زمن العبودية في حين انه لا تجد بقعة في هذا العالم ليست غارقة في وحل انتهاك حقوق الانسان تحت غطاء دولي قانوني بل و احيانا ديني و سلبه لحريته اما بالتهديد و الخداع. في الواقع الكثير من اقتصاد الدول يشكل نظام العبودية الحديثة جزءا منه , هذا النظام الدموي يتسيده عصابات و مافيا دولية و منظمات عابرة للحدود يعمل لديها كل انواع البشر لتحقيق مصالحها مثل الاطباء و و مسؤولين رفيعي المكانة و اكاديميين و صحفيين و الى غيرهم من كل المهن. العبودية الحديثة و تعرف بالجريمة الخفية لانها تحدث خفية عن الانظار و في آن واحد تدر ارباحا طائلة لهذا يتم شرعنتها من قبل المتدينون و القانونيين و الساسة الدوليين لأجل تسهيل عملها . معظم تجارة العبودية الآن قائمة على النساء ثم الاطفال لإستغلالهم في دواعي جنسية رغما عن ارادتهم و تهديدهم و خطفهم للعمل في مقرات الدعارة للتجارة بأجسادهم و خاصة في المانيا و التي تعتبر عاصمة لهذه التجارة و من ناحية الاطفال قد تستعمل وسائل التواصل الاجتماعي للوصول اليهم و التغرير بهم. مع كل هذه البشاعة الا انها تدر امولا و ارباحا تنخفض بقدرها القيم الاخلاقية و المؤسسات الدينية و المواد القانونية , ناهيك عن التحدث عن اللاجئين الذين يجدون انفسهم بين نارين اما الموت او الاستسلام للعمل لدى ارباب هذا النظام اللا أخلاقي. ازدادت هذه التجارة في الزمن هذا لسهولة نقل البشر بأقل الاضرار و الوفيات , لأن هؤلاء يشكلون نسبة بسيطة من عدد العمال المجبرين على العمل الا ان الارباح التي تاتي من خلالهم تتعدى 50% من ارباح هذا المجال. في اخر الحديث, يجب ان يزداد الوعي بهذه التجارة و ان يزداد معها ردة الفعل الدولية بدلا من اللوائح و الانظمة و الاجتماعات التي لا فائدة لها و المنظمات التي لا يرى لها فائدة ولو بالمجهر.​
     
    • x 1 عدم إعجاب عدم إعجاب
جاري تحميل الصفحة...
مواضيع شبيهة - العبودية الحديثة
  1. المنكسرلله
    الردود:
    62
    المشاهدات:
    10,834
  2. Mayar Mamdouh
    الردود:
    0
    المشاهدات:
    46
  3. Mayar Mamdouh
    الردود:
    0
    المشاهدات:
    37
  4. Mayar Mamdouh
    الردود:
    0
    المشاهدات:
    31
  5. Mayar Mamdouh
    الردود:
    0
    المشاهدات:
    31
  6. Mayar Mamdouh
    الردود:
    0
    المشاهدات:
    41
  7. Mayar Mamdouh
    الردود:
    0
    المشاهدات:
    44
  8. Mayar Mamdouh
    الردود:
    0
    المشاهدات:
    80
  9. AbdullahGS
    الردود:
    0
    المشاهدات:
    2,142
  10. RADI211
    الردود:
    15
    المشاهدات:
    7,883

مشاركة هذه الصفحة