المصالح الأمريكية فوق أي اعتبـار,,,"غزو كوبا 1960مثالاً"

​

أولاً الحمد لله أن يسـر لنـا الكتـابـة بعـد انقطــاع,,,,​

في هذا الموضوع,,سيكون محور الحديث عـن أحداث وقعـت قبل 50 سنـة,,عرفت بعملية غزو خليج الخنازيـر,,,​

وهــي إحدى سياسات الولايات المتحدة الأمريكيــة مـع من يتمرد عليهـا,,كـانت ولا تزال تسيـر بنفس النهـج وإن اختلفت الطرق,,​

فهـي في نظرهــا لا حليف دائم ولا عدو دائــم,,,المصلحــة هـي من تتبعهــا,,,دون أدني اعتبـار لأي كــان,,,لا عـلاقـات شخصيـة ولا اتفاقيـات دوليــة,,,​

كوبــا,,مـركز الأحداث وعـلى أرضهـا جرت الوقائــع,,,بدايـة الشرارة كـانت من كوبـا,,حيث حدث انقلاب عـلى نظام الحكـم الذي كـان حليف للولايات المتحدة,,,وقدوم حكومـة حليفة للمعسكر الشيوعي وقتـها,,المنافس الأوحد للولايات المتحدة,,,وخصمه,,,انذاك,,,​

بداية الموضوع,,سنتطرق بشكل سريــع إلى دولـة كوبا من حيث الموقـع والسكان وحدودها الجغرافيـة,,وأهمية موقعها بالنسبة للولايات المتحدة,,​

بعدهـا سنتحدث عـن فيدل كاسترو وعن كيفية قيامه بتشكيل الثورة الكوبية وكيف تدرب أفرادها عـلى الولاء لقائدهم,,,وعن بداية قتالهم لحكومة كوبا أنذاك واسقاطه,,,وعن سبب قيام هذه الثورة من الاساس,,​

بعدها سنذكر ردود الفعـل الأمريكية وكيف تغـيرت,,من مؤيدة لما حدث إلى محاولات تدمير الثورة وقائدها,,​

أيضـا سنذكر عـن كيف دخل الاتحاد السوفيتي في الخط المواجهة الغير مباشرة مع الولايات المتحدة الامريكية,,,​

أيضـاً سنذكر كيف تدخـل المسؤولون الأمريكيون,,وما هي الحلول التي طرحت لانهاء ما يحدث في كوبا من تمـرد,,على مصالح الولايات المتحدة,,,​

وسنتطرق إلى استغـلال الكوبيين المنفيـين لإحداث البلابل والفوضـى,,والدخول في مواجهات مسلحة مـع الحكومة الجديدة,,,​

وكيف تنبأ فيدل كاسترو بهجوم عسكري عـلى بلاده,,وطريقة اخذ الاحتياطات,,,​

بعدها سنذكر الحل العسكري وكيف دخل المجندون كوبــا,,,​

وسنختـم الموضوع,,بنتائج الهجوم عـلى كوبــا,,,,​

المصادر,,​

ختاماً,,الهدف من طرح الموضوع والذي حدث وانتهـى قبل أكثر من 50 سنة هـو لنعـلم أن السياسة الأمريكية,,تلهث وراء مصالحهـا في أي بقعـة عـلى الأرض,,,وتستخدم الطرق وان كانت غير مشروعـة لقمع أي تمرد من شأنه أي يؤثـر على مصالحهـا سواء كانوا أشخـاص أو حكومات أو دول حتـى,,,ولا تزال تسيرعلى ذات السياسـة,, ,​

دمتم بــود,,,​

​

 

كوبـا,,
تقع جنوب شرق الولايات المتحدة الأمريكية مقابل ساحل ولاية فلوريدا الجنوبي في البحر الكاريبي,,

تبلغ مساحتهــا تقريبأ 110922كم مربع وتبلغ مساحة الجزيرة الرئيسية 104الف كم مربع ويبلغ تعداد سكانهـا قرابة الـ13 مليون نسمـة,,مضيق فلوريدا الذي يفصـل كوبا عـن الولايات المتحدة يبـلغ اتساعـه 180كم,,, واللغة الرسمية في البلاد الإسبانية,,وهي ذات حكم جمهوري,,,

 

​

فيدل كاسترو:​

فيدل كاسترو الذي أصبح رئيس كوبا عام 1959 ولد عام 1917 درس المحاماة والقانون في جامعة هافانا وفي عام 1952 تفرغ للعمل ضد الحكومة ليبدأ العمل المسلح,,حكم عليه بالسجن بسبب عملية فاشلة على ثكنة عسكرية للجيش افرج عنه بعد ذلك و بعدها توجه إلى المكسيك حيث كون بها مجموعـة قم بها إلى كوبـا,,

كـان فيدل كاسترو الكوبي الأصـل والذي يساعده تشي جيفارا الطبيب الأرجتيني الذي لجأ من الأرجنتين إلى المكسيك وتقابلا في المكسيك بعد خروج كاسترو من السجـن,,ليقودا بعدهـا مجموعة من الثوار للسيطرة على كوبـا بأكلمهــا,,​

بدأ تدريب مجموعـة أفراد فريقه في إحدى المزارع القريبة من مقر إقامته في المكسيك,,وفي عـام 1956 تحرك المركب الذي اشتروه مـع مجموعة من الأسلحة الخفيفـة ومتوسطة الحجـم, وأسلحة مضادة لدبابات,وقنابل يدوية,,وعـلى ظهر القارب 83 شخصـاً,,,​

وصـل المركب إلى كوبـا نزل الثوار في موقـع يدعـى بيليك على شاطئ دولاس كولورادوس في مقاطعة أوربانت بعد رحلة شاقـة مدتها سبعـة أيـام,,​

بعـد راحـة لبضعـة أيـام,, اشتبكت قوات كاسترو ببعض القوات الحكومية,,وكـان هدف الثوار اسقاط باتيستا الذي يتهمونه بمولاة الولايات المتحدة ورهن مقدارات الدولة لهـا,,,​

باتيستا: رئيس كوبـا الذي أسقط من قبل الثوار,,قام بانقلاب وهو برتبة جنرال في الجيش لدعم من الولايات المتحدة في مارس لعـام 1952 وتولى لرئاسة الجمهورية حتى تم طرده من قبل الثوار,,,​

توالـت انتصارات كاسترو ورفاقـه ابتداءاً من جبال سبيرا مايسترا وانتهاء بسانتاكلارا,,,وفي الأول من كانون الثـاني 1959 م اقتحم الثوار ومـن انضم معهــم,,من الشعـب الثائر عـلى رئيسهـم الحالـي,,آخر حصن في المدينة وكـان الرئيس قـد فر إلى الولايات المتحدة الأمريكية,,,حاملاً معه ثروة ضخمــة وبعد هروبه انهار النظام العسكري الذي خلفه الديكتاتور باتيستا,,​

كــان يبدوا عـلى الثوار الجدد أنهم معتدلو السلوك إلا ان كاسترو أخذ ينهج النهج الاشتراكي وأخذ بمبدأ تصدير الثورة,,وأمم الصناعات والمؤسسات الوطنية والأجنبيـة وحصل على دعـم المعسكر الشيوعي بقيادة الاتحاد السوفيتي,,, ​

​

​

 

كان لدى الولايات المتحدة الأمريكية عـلم بتذمـر الشعـب الكوبـي من حكم الرئيس باتيستا,,لذا فقد باركت حركة كاسترو ولم تبدي أي اعترض بداية الأمر,

ولكنها انقلبت عليهـا في سنة 1960 م حين بدأ كاستروا يتقرب إلى المعسكر الشيوعـي ويطبق القوانين الإشتراكية في بـلاده,,
وخشيــت الولايات المتحدة أن يمتد الحال إلى دول أمريكا اللاتينية التي تنتهج نظام كوبا السابق وكانت الولايات المتحدة تعتقد أن الضغط السياسي والاقتصادي كفيلان لإخضـاع كوبـا دون تدخل عسكري,,

ووجدت الولابات المتحدة نفسها في موقف حرج عندما رأت الاتحاد السوفيتي يتواجد في منطقة استراتيجية حساسة من مناطق النفوذ الأمريكي,,وهذه المنطقة تسيطر على خليج المكسيك وتعترض الطرق البحرية المؤدية إلى قناة بنمـا,,وكان معنـى ذلـك أن الضغط السياسي والاقتصادي فشـل في تحقيق أهدافه,,,

وقبـل ذلـك كـانت الولايات المتحدة الأمريكية بدأت فعليـاً بالحظر العسكري عـلى كوبـا من ناحية منعهـا من الحصول عـلى الأسلحة الحديثـة,,وكمثـال فقد تـم تفجير إحـدى السفـن التي تحمـل أسلـحة متوجهـة إلى كوبـا,,قادمـة من بلجيكـا في سنـة 1960 م ,,

ولقرب كوبـا من سـاحل الولايات المتحدة الأمريكيـة ينظر لها المخطيطين الأمريكيين أنهـا تقـع في الحديقة الخلفـية للولايات المتحدة,,والتي لا تبعـد عنهـا سوى 100 ميــل لأقرب نقطـة عـلى سـاحل ولايـة فلوريدا,,ولذا قررت المخابرات المركزية اللجوء إلى العمـل العسكري لإرجـاع كوبـا تحت السيطرة بعـد دراسـة عدة سيناريوهات كــان من ضمنهــا سلسلة حوادث منسقـة داخل القاعدة الأمريكية الحربية التابعـة للولايات المتحدة في غوانتنامو وهي قاعدة عسكرية في الجزيرة الكوبـية بحيث تبـدو وكأنهـا من تدبير قوى كوبية معـادية لأمريكـا,,,
وخيارات أخرى كإغراق السفــن أو التعرض للطارئرات المدنيـة الأمريكية وجعـل الأمـر كـانه عمـل إجرامـي قـامت به كوبــا,,,,


أعدت الخطـة خلال الشهور الأخيرة من عهد الرئيس الأمريكي أيزنهاور خطـة للإنزال العسكري على الساحل الكوبـي وتعتمـد الخطـة على المنفيين الكوبييـن في الخـارج وهم عـبارة عتن كبـار الضبــاط والإقطاعيين من نظام الرئيس السـابــق,,

الذيـن فقدوا امتيازاتهم بسبب الثورة وتغير نظـام الحكم في كوبـا,,ويقيـم غالبيتهــم في الولايات المتحدة,,,


يتبـــع,,​

 

كان الرئيس الأمريكي ايزنهاور قـد وافق عـلى خطـة آلان دالاس رئيس المخابرات,, ولكنــه فـضّـل تأجــيل العمليــة لما بعـد الاتنخابات الأمريكيــة..

وقبلهـا قـد وجــه الرئس الأمريكي ضربــة اقتصاديـة عندمــا قرر وقف شراء السكر الكوبـي الذي كتان انتاجه قد قفز إلى 740 ألف طـن وطلبت واشنطن من الدول التي تتلقـى المعونـات الأمريكية الامتناع عن استيراد السكر الكوبـي التي كـانت الولايات المتحدة تستورد قبل المقاطعـة 90% من انتاجه,,والمعروف أن السكـر هـو المورد الاقتصادية الأول في كوبــا,,

ورد كاسترو عـلى هذا العمــل بأن قـام بتأميم مصانع السكر الأمريكية في أنحاء كوبـا وكذلك الشركات الأمريكية والبنوك وخلافـه,,, ولهذا كـان لابد من الحل العسكري المباشـر في نظر المخططين الأمريكيين,,ضد هذه الدولـة التي خرجـت عـن الطاعــة وتنذر بأن تكون قدوة لغيرهـا من دول القـارة اللاتينيــة,,

حيـن قـدم الآن دالاس الخطــة للرئيس المنتخـب الجديد جون كينيدي لم يناقش الررئيس الخطــة أو يقف عنـد إمكانيات نجاحهـا لأن الرأي العـام الأمريكي قـد عبـئ ضد الثورة الكوبيـة لما تعرضـت له الثورة للمصالح الأمريكية ووقوف الصحافـة الأمريكية ضدهـا,,وتقتضي الحكمــة الاستماع إلى ممثلي المؤسسـة الحاكمـة من الخبراء في القيادة العسكريـة في البنتاجون والشخصيات المؤثرة على القرار الأمريكي,,وفي أحد استفسارات كينيدي لاحقـاً عـن الخطـة قـال هل تقتضي بتدخـل عسكري أمريكي مباشر,,,فرد دالاس إن ذلك ليس ضرورياً,,,


​

 

التدريب..
كـانت الخطـة تقتضي بتدريب الكوبيين المنفيين المعارضيـن للثورة الكوبيـة والزج بــهم عسكرياً إلى الجزيرة محملين بالسـلاح والمؤن ويقومون باسقاط الحكومـة الثورية,,في هافانا,,
مزودين بوسائل إعـلام قويــة البــث,,تدعـو الشعـب للثورة عـلى كاسترو متزامنــة مـع بدء الهجــوم من منطقــة قريبــة إلى حـد مـا,,من العـاصمــة تتوســع بـعد تثبييت أقدام المهاجميــن عـلى السـاحـل باتجاه بقيـة الجزيـرة,,,مركزين في الهجوم عـلى مرحلتيــن,,

الأولـى: تثبيت وحمـاية منطقـة الانزال والثانيـة الزحـف نحو العـاصمـة مقر المراكز الحكوميـة وباحتـلالها تنهـار الحكومــة وتنهار الؤسسات الشرعيــة ويقيم أكثر الكوبييين اللاجئيين في ولايـة فلوريدا لقربها من الساحل الكوبــي,,

ولقد تم جمـع اعداد كبيرة من هؤلاء اللاجئيين والقادرين على التدريب في مزارع كبيـرة لملاك في دولـة جواتيمالا,,,استمـرت فتـرة التدريب أكثـر من 18 شهــر وقد ضمت الوحدات المدربـة 1400 عنصــر وصرف عليــهم ما يقارب الـ 25 مليون دولار,,​

 

ازدادت حدة العـداء بين الولايات المتحدة وكوبـا وهيـئ الرأي العـام الأمريكي لتقـبل عمـل مـا ضد كوبــا,,
​

وفي كانون الثاني عـام 1961 م قطعت الولايات المتحدة الأمريكية عـلاقاتهـا الدبلوماسيـة مـع كوبـا فيما ازدادت كوبـا تقربا من الاتحاد السوفيتي,,وكانت الحرب الباردة هي المسيطرة عـلى واقـع العلاقات الدوليـة التي كـانت ستصـل إلى ذروتهـا بعـد تصـاعد الأحداث وإدخـال الاتحاد السوفيتي الصواريخ الروسيـة إلى جزيرة كوبـا فيمـا عرف لاحقـا بأزمـة الصواريخ الروسيـة,


في الثاني من ابريل 1961 م تم نقـل وحدات الغزو الكوبيـة من جواتيمالا نيكاراجوا لتكون مقابلـة للساحـل الكوبـي وقـد اشتمـلت الخطـة عـلى أن تقوم وكالة المخابرات المركزيـة الأمريكية بتشكيل مجلس ثوري في ميامي بفلوريدا بالإضـافـة إلى قوات الثورة المضادة المكونة من 1400 عنـصر يقودهـم مانوبل آيم والتي تتقدم لتضـع لهـا موطئ قدم عـلى شاطئ خليج كوتشينوس المعروف بخليج الخنازير ثم تبدأ التوسـع بعد بـث الدعـايـة بواسطـة بواسطـة محطات الاذاعـة إلى الشعـب الكوبـي لإسقـاط الثورة بقيادة كاسترو​

 

وقد قامت الطائرات الأمريكية المموهـة في 15 / 4/ 1961 بقصف مطارات سانتياغو وسان انطونيو ومخيم قرب هافانا وأسفر القصـف عن خسائر مادية جسيمة ولم ينجح في تدمير كـل الطائرات الكوبيـة والتي كان جزء منهـا مخبأ في أماكن محصنـة,,والتي تنبأ كاسترو قبلها بعلمية مـا ضد قواته الجويــة,,

​

وقد اتهم كاسترو الولايات المتحدة صراحة بالقيام بالقصـف ومحاولة تدمير القوة الجوية الكوبيـة وكانت حجـة الولايات المتحدة أن الطائرات كبيـة لجـأ طياروها إلى الولايات المتحدة بعد تنفيذ القـصف,,وذلـك لأن التسليح في كوبـا كـان أمريكي وبريطاني قبل الثورة,,وقد قـام الأمريكان بـطلاء الطائرات بلون وشعـار كوبـا للتمويـه وهو مـا أعطـى الزعيم الكوبـي التأكيد بأن الولايات المتحدة تنوي القيـام بعمـل عسكري ضد الحكم في كوبــا,,,

​

وقد زار كاسترو خليج الخنازير قبل هذه الواقعـة بأسبوعين للإطـلاع عـلى سيـر الأمور في عمليـة بناء مقره,,وتبدال مـع مـن معـه الحديث بعـد أن تمعـن النظر في المنطقـة قائـلاً " إنه مكـان جيد للإزال..علينا أن نضـع مدفعية ثقيلة هنا عـلى سبيل الاستعداد.."
​

كان جيش كوبـا يصـل عدده إلى 25 ألف رجـل مدربـين جيـدا,,وتم تعزيزه بحـوالـي 200ألف رجـل ميليشيـا بعد نجاح الثورة,,
​