قصيدة العنقاء لإيليا أبو ماضي. كُتبت على البحر الكامل أنا لستُ بالحسناء أول مولعِ!____هي مطمع الدنيا كما هي مطمعي! فاقصص عليّ، إذا عرفت حديثها____واسكن، إذا حُدّثت عنها واخشع ألمحتها في صورة؟ أشهدتها____في حالة؟ أرايتها في موضع؟ إني لذو نفسٍ تهيم وإنها____لجميلةٌ فوق الجمال الأبدع! ويزيد في شوقي إليها أنها____كالصّوت لم يسفر ولم يتقنّع فتّشت جيب الفجر عنها والدّجى____ومددت حتى للكواكب إصبعي! فإذا هما متحيران كلاهما____في عاشق متحير متضعضع! وإذا النجوم لعلمها أو جهلها____مترجرجات في الفضاء الأوسع رقصت أشعتها على سطح الدجى____وعلى رجاء فيّ غير مشعشع والبحر، كم سائلته فتضاحكت____أمواجه من صوتي المتقطّع! فرجعت مرتعش الخواطر والمنى____كحمامة محمولة في زعزع وكأنّ أشباح الدهور تألّبت____في الشطّ تضحك كلّها من مرْجعي ولكم، دخلت إلى القصور مفتّشا____عنها، وعجت بدَارِسات الأربع إن لاح طيف قلت: يا عين انظري____أو رنّ صوت قلت: يا أذن اسمعي فإذا الذي في القصر مثلي حائر____وإذا الذي في القفْر مثلي لا يعِي قالوا: تورّع، إنها محجوبة!____إلاّ عن المتزهّد المتورّع! فوأدت أفراحي وطلّلقت المنى____ونسخت آيات الهوى من أضلعي وحطمت أقداحي ولما أرتوي____وعففت عن زادي ولمّا أشبع وحسبتُني أدنو إليها مسرعا____فوجدت أني قد دنوْت لمصْرعي ما كان أجهل نصّحي وأضلّني____لما أطعتهم ولم أتمنّع فكأنّني البستان جرّد نفسه____من زهرِه المتنوّع المتضوّع! ليحسّ نور الشمس في ذرّاته____ويقابل النسمات غير مقنّع! فمشى عليه من الخريف سرادقٍ____كالليل خيّم في المكان البلقع وكأنني العصفور عرّى جسمه____من ريشه المتناسق المتلمّع ليخفّ محمله، فخرّ إلى الثرى____وسطًا عليه النمل غير مروّع وهجعت أحسب أنها بنت الرؤى____فصحوت أسخر بالنيام الهُجّع! ليست حبورا كلها دنيا الكرى____كم مؤلم فيها بجانب مفزع! تخفي أمانّي الفتى كهمومه____عنه، وتحجب ذاته في بُرقُع ولربما التبست حوادث يومه____بالغابر الماضي وبالمتوقّع! يا حبّذا شطَطَ الخيال وإنّما____تمحي مشاهده كأن لم تُطبع لمّا حلمت بها حلمت بزهرة____لا تجتني، وبنجمة لم تطلُع! ثم انتبهْت فلم أجد في مخدعي____إلا ضلالي والفراش ومخدَعي من كان يشرب من جداول وهمه____قَطع الحياة بغلّة لم تنقع! ذهب الربيع فلم تكن في الجدول____الشادي، ولا الروض الأغنّ الممرع وأتى الشتاء فلم تكن في غيمه____الباكي، ولا في رعده المتفجع ولمحت وامضة البروق فخِلتها____فيها، فلم تك في البروق اللمّع صفرت يدي منها وبي طيش الفتى____ وأضلّني عنها ذكاء الألمعِ حتى إذا نشر القنوط ضبابه____فوقي، فغيّبني وغيّب موضعي! وتقطّعت أمراس آمالي بها____وهي التي من قبل لم تتقطّع عصر الأسى روحي فسالت أدمعًا____فلمحْتها ولمسْتها في أدمعي وعلمت حين العلم لا يجدي الفتى____أنّ التي ضيّعتها كانت معي! إبداع بمعنى الكلمة! أحسنت يا أبا ماضي! الحسناء: السعادة؛ على مرّ القصيدة كان يبحث عنها!
هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ، وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ هذا ابنُ خَيرِ عِبادِ الله كُلّهِمُ، هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهِرُ العَلَمُ هذا ابنُ فاطمَةٍ، إنْ كُنْتَ جاهِلَهُ، بِجَدّهِ أنْبِيَاءُ الله قَدْ خُتِمُوا وَلَيْسَ قَوْلُكَ: مَن هذا؟ بضَائرِه، العُرْبُ تَعرِفُ من أنكَرْتَ وَالعَجمُ كِلْتا يَدَيْهِ غِيَاثٌ عَمَّ نَفعُهُمَا، يُسْتَوْكَفانِ، وَلا يَعرُوهُما عَدَمُ سَهْلُ الخَلِيقَةِ، لا تُخشى بَوَادِرُهُ، يَزِينُهُ اثنانِ: حُسنُ الخَلقِ وَالشّيمُ حَمّالُ أثقالِ أقوَامٍ، إذا افتُدِحُوا، حُلوُ الشّمائلِ، تَحلُو عندَهُ نَعَمُ ما قال: لا قطُّ، إلاّ في تَشَهُّدِهِ، لَوْلا التّشَهّدُ كانَتْ لاءَهُ نَعَمُ عَمَّ البَرِيّةَ بالإحسانِ، فانْقَشَعَتْ عَنْها الغَياهِبُ والإمْلاقُ والعَدَمُ إذ رَأتْهُ قُرَيْشٌ قال قائِلُها: إلى مَكَارِمِ هذا يَنْتَهِي الكَرَمُ يُغْضِي حَياءً، وَيُغضَى من مَهابَتِه، فَمَا يُكَلَّمُ إلاّ حِينَ يَبْتَسِمُ بِكَفّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُهُ عَبِقٌ، من كَفّ أرْوَعَ، في عِرْنِينِهِ شمَمُ يَكادُ يُمْسِكُهُ عِرْفانَ رَاحَتِهِ، رُكْنُ الحَطِيمِ إذا ما جَاءَ يَستَلِمُ الله شَرّفَهُ قِدْماً، وَعَظّمَهُ، جَرَى بِذاكَ لَهُ في لَوْحِهِ القَلَمُ أيُّ الخَلائِقِ لَيْسَتْ في رِقَابِهِمُ، لأوّلِيّةِ هَذا، أوْ لَهُ نِعمُ مَن يَشكُرِ الله يَشكُرْ أوّلِيّةَ ذا؛ فالدِّينُ مِن بَيتِ هذا نَالَهُ الأُمَمُ يُنمى إلى ذُرْوَةِ الدّينِ التي قَصُرَتْ عَنها الأكفُّ، وعن إدراكِها القَدَمُ مَنْ جَدُّهُ دان فَضْلُ الأنْبِياءِ لَهُ؛ وَفَضْلُ أُمّتِهِ دانَتْ لَهُ الأُمَمُ مُشْتَقّةٌ مِنْ رَسُولِ الله نَبْعَتُهُ، طَابَتْ مَغارِسُهُ والخِيمُ وَالشّيَمُ يَنْشَقّ ثَوْبُ الدّجَى عن نورِ غرّتِهِ كالشمس تَنجابُ عن إشرَاقِها الظُّلَمُ من مَعشَرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ، وَبُغْضُهُمُ كُفْرٌ، وَقُرْبُهُمُ مَنجىً وَمُعتَصَمُ مُقَدَّمٌ بعد ذِكْرِ الله ذِكْرُهُمُ، في كلّ بَدْءٍ، وَمَختومٌ به الكَلِمُ إنْ عُدّ أهْلُ التّقَى كانوا أئِمّتَهمْ، أوْ قيل: «من خيرُ أهل الأرْض؟» قيل: هم لا يَستَطيعُ جَوَادٌ بَعدَ جُودِهِمُ، وَلا يُدانِيهِمُ قَوْمٌ، وَإنْ كَرُمُوا هُمُ الغُيُوثُ، إذا ما أزْمَةٌ أزَمَتْ، وَالأُسدُ أُسدُ الشّرَى، وَالبأسُ محتدمُ لا يُنقِصُ العُسرُ بَسطاً من أكُفّهِمُ؛ سِيّانِ ذلك: إن أثَرَوْا وَإنْ عَدِمُوا يُستدْفَعُ الشرُّ وَالبَلْوَى بحُبّهِمُ، وَيُسْتَرَبّ بِهِ الإحْسَانُ وَالنِّعَمُ
خذوا بدمي ذات الوشاح فإنني == رأيتُ بعيني في أناملها دمي أغار عليها من أبيها وأمها == ومن خطوة المسواك إن دار في الفم
نجدد الوفاء لصديقي عطاروو عندما قلت فيه هذه الأبيات عجبا لأمر عطاروو كم اهواهُ قد اتعب القلب وقد أعياهُ في كل يوم سيزيد حبه وفي كل ثانيةٍ يزد ذكراهُ في كل ليلة انا ادعوا له ياربي اجعل جنتك مثواه وأبعده ياربي عن النار التي جعلت لكل مشرك وسواه ياربي يارحمن أرضى عنه ويسر له الأمور يارباه ربي ورب الكون قد ناجيتك فرجائي القبول يا رباه
تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها *** من الحرام ويبقى الذل والعار تبقى عواقب سوء في مغبتها *** لا خير في لذة من بعدها النار
هل تذكرين بباريسٍ تسكعنا؟ تمشين أنتِ فيمشي خلفك الشجرُ خطاك في ساحة (الفاندوم) أغنية ٌ وكحلُ عينيكِ في (المادلين) ينتثرُ. نزار قباني
إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ محفزة جداََ ، - المتنبي
»حـبيب« مـازال فـي عينيك أسئلة***تـبدو... وتـنسى حـكاياها فـتنتقب ومـاتـزال بـحـلقي ألـف مـبكيةٍ*** مـن رهبة البوح تستحيي وتضطرب يـكـفيك أن عـدانـا أهـدروا دمـنا*** ونـحن مـن دمـنا نـحسو ونـحتلب سـحائب الـغزو تـشوينا وتـحجبنا*** يـوماً سـتحبل مـن إرعادنا السحب؟ ألا تـرى يـا »أبـا تـمام« بـارقنا ***(إن الـسماء تـرجى حـين تحتجب)
ولرب نازلة يضيق لها الـــفتى . . ذرعـا وعـند الله مـنـهـا الـمـخـرج ضاقت فلما استحكمت حلقاتها . . فرجت ... وكنت أظنها لا تفرج
عامان .. مرا عليها يا مقبلتي وعطرها لم يزل يجري على شفتي كأنها الآن .. لم تذهب حلاوتها ولا يزال شذاها ملء صومعتي إذ كان شعرك في كفي زوبعة وكأن ثغرك أحطابي .. وموقدتي قولي. أأفرغت في ثغري الجحيم وهل من الهوى أن تكوني أنت محرقتي لما تصالب ثغرانا بدافئة لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية حمراء .. إنك قد حببت معصيتي ويزعم الناس أن الثغر ملعبها فما لها التهمت عظمي وأوردتي؟