د. خالد السلطان :منوهاً بموافقة وزارة التعليم العالي على تمويل مركزي تميز بحثي

د. خالد السلطان :
تكرير البترول والطاقة المتجددة من المجالات البحثية
التي تتميز فيها جامعة الملك فهد

التجربة تسهم في إبراز القدرات البحثية وابتكار تقنيات متطورة

نوّه معالي مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن د. خالد بن صالح السلطان بمبادرة وزارة التعليم العالي بتمويل إنشاء مراكز تميز بحثي في الجامعات السعودية مشيراً إلى ما تجسده هذه التجربة من وعي كبير بأهمية البحوث العلمية التطبيقية المتقدمة ذات العلاقة الوثيقة بأولويات التنمية الوطنية. واعتبر التجربة إنجازاً جديداً يضاف إلى إنجازات كثيرة حققتها الوزارة على صعيد توفير المناخات المواتية للبحث العلمي وزيادة ربط البرامج البحثية بمقتضيات مسيرة التنمية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز يحفظهما الله.

وأضاف أن قائمة مراكز التميز البحثي، التي تم توقيع عقود إنشائها يوم السبت 15 محرم 1428هـ الموافق 3 فبراير 2007م، تشمل مركزين بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن هما مركز التميز البحثي في تكرير البترول والبتروكيماويات ومركز التميز البحثي في الطاقة المتجددة، مشيراً إلى أن الجامعة تمتلك خبرات بحثية متراكمة في هذين المجالين اللذين يعدان من نقاط القوة البحثية فيها.

وأعرب عن ثقته في أن يساعد المركزان على إبراز إمكانات الجامعة وتطوير قدراتها البحثية بما يسهم في تعزيز الإبداع والابتكار وتجديد معارف الأساتذة والباحثين وجعل مخرجات الجامعة البحثية أكثر جودةً وتميزاً وتحويل الجامعة إلى بيت خبرة وطني ومخزون ثري للخبرة البحثية في هذين الحقلين وفي معالجة القضايا التنموية ذات الصلة بهما.

وقال إنه يأمل أن تسهم مراكز التميز البحثي في دعم وتطوير الإمكانيات البحثية والأنشطة المهنية في تخصصاتها، وتقديم المساعدات الممكنة للجهات والمؤسسات التي تحتاج إلى خبرة هذه المراكز وإمكاناتها البحثية والعلمية، وتعزيز الترابط بين التخصصات العلمية من أجل تطوير طرق جديدة للتقنيات المختلفة، ولفت إلى الدور الذي يمكن أن تنهض به هذه المراكز في دعم الشراكة بين الباحثين والعلماء والجهات الحكومية والخاصة لابتكار تقنيات متطورة، وتأسيس بيئة مناسبة لمساعدة الباحثين من أجل تقديم أفكار ابتكارية لمشاريع تسهم في طرح الحلول العلمية للتحديات التنموية.

وقال إن أهمية هذه المراكز تنطلق من أهمية البحث العلمي ودوره الحيوي في إنتاج المعرفة وتجديدها وتطويرها مشيراً إلى أن التقدم التقني والتدفق المعرفي هو نتيجة حقيقية ومحصلة طبيعية للأبحاث التي تقوم بها الجامعات ومراكز البحث العلمي.

وأشار إلى أن هناك أسباباً جوهرية للاهتمام بالبحث العلمي الذي يعد إحدى الوظائف المهمة للجامعة المعاصرة إضافة إلى دوره في تحسين أداء عضو هيئة التدريس وتطوير مستواه المهني فضلاً عن دور البحث العلمي في التقدم العلمي وفي الانتقال من محطة استهلاك التقنية إلى محطة إنتاجها.

وقال إن الحاجة لإنشاء مركز التميز البحثي في تكرير البترول والبتروكيماويات تتبع من المكانة المتقدمة التي وصلت إليها المملكة في صناعات التكرير والبتروكيماويات والبوليمر وخطط التوسع الكبيرة في هذه الصناعات الاستراتيجية المهمة. وأضاف أن المركز يهدف إلى تأسيس برامج بحث متعددة التخصصات تنتج عنها أفكار جديدة وملكية فكرية لمنتجات محسنة وذات قيمة عالية ، إضافة إلى التوسع في مجال الدراسات والتدريب ضمن تخصصات المركز لإيجاد اليد العاملة الماهرة في الصناعات المختلفة.

وأوضح أن أنشطة المركز تركز بصورة خاصة على بحوث الحفازات والبوليمر وإنشاء مجموعات بحث تخصصية لدعم البحوث في الجامعة، وقال إن الباحثين وأعضاء هيئة التدريس والمرافق المتوافرة في الأقسام الأكاديمية المشاركة تمثل المساهمة الأكبر للجامعة في إنشاء المركز. وأوضح أنه سيتم دعوة الباحثين المشاركين للمساهمة في تعزيز برامج البحث المقترحة وهي الوقود النظيف وتحسين المخلفات البترولية الثقيلة (في تكرير البترول)، الحفازات المدعمة بالزيولايت لإنتاج العطريات مثل البنزين والتولوين والزايلين (في البتروكيماويات)، إنتاج ومعالجة البولي أوليفينات والمحاليل الكهربائية المذابة بالماء (في البوليمر) وستركز أبحاث البولي أوليفينات على تطوير حفازات جديدة وتركيبات وإضافات ومركبات متناهية الصغر.

وعن أهداف مركز التميز البحثي في الطاقة المتجددة قال معالي مدير الجامعة إنه يهدف إلى إجراء البحث والتطوير والتقدم ونشر المعرفة، وتقديم التدريب، وتقوية أبحاث الدراسات العليا والمساعدة في الإنتاج الصناعي على المستويين المحلي والعالمي في خمسة تخصصات هي خلايا الوقود والهيدروجين والميثانول، الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، نظام تخزين الطاقة المتقدم، أنظمة التحكم والبنية التحتية الكهربائية، اقتصاديات الطاقة المتجددة.

وأضاف أن أعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن يمتلكون خبرات بحثية واسعة في هذه المجالات ، مشيراً إلى ماتم إنجازه من مشاريع البحوث، وبراءات الاختراع، ومنشورات المجلات العلمية والكتب، وقال إن المركز سيسعى إلى زيادة وعي المجتمع المحلي والدولي لأهمية استعمال الطاقات المتجددة وإلى تدريب وتأهيل الشباب السعودي في هذا المجال الحيوي إضافة إلى المساعدة في إنشاء الصناعات الجديدة التي تلبي سوق الطاقة المتجددة.

وعرض د. السلطان تجربة جامعة الملك فهد في مجال البحث العلمي، مشيراً إلى أن الجامعة نجحت في تحقيق نوع من الربط الوثيق مع القطاعين الإنتاجي والخدمي وهندسة شراكة بحثية مع كبريات المؤسسات والشركات. وأضاف أن الجامعة تستعين بأعضاء هيئة التدريس المتميزين بحثياً وأصحاب الأثر الملموس في النشر العلمي وتدعم برنامجاً للبحوث الداخلية التي يجريها أعضاء هيئة التدريس، إضافة إلى دعمها سنة "التفرغ العلمي" وما ينتج عنها من أبحاث.

وقال إن أعداد البحوث المنجزة والقائمة، وعدد المؤتمرات والندوات العلمية الداخلية والخارجية التي نظمتها أو شاركت فيها الجامعة وعدد المشاريع البحثية التطبيقية تعكس حجم الدور الذي تضطلع به الجامعة على صعيد البحث العلمي. وقال إن الجامعة تضم معهداً للبحوث تحاول من خلاله تجذير دورها البحثي في توطين التقنية. وقال إن المعهد نجح في تنفيذ دراسات بحثية عديدة لصالح جهات في القطاعين الحكومي والأهلي وفي كل المجالات ذات الارتباط الوثيق بمقتضيات التنمية الوطنية .

وقال إن كل ما حققته الجامعة تم بفضل الله ثم بالدعم المادي والمعنوي الكبير من حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز – يحفظهما الله. كما نوه بالرعاية الكريمة التي يحيط بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبة صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد نشاطات الجامعة ومناسباتها، وشكر لمعالي وزير التعليم العالي د. خالد بن محمد العنقري متابعته الدائمة وتوجيهاته السديدة وتبنيه هذه الفكرة المبتكرة التي تسهم في دعم وتطوير الإمكانيات البحثية للجامعات السعودية ومساعدتها على ابتكار تقنيات متطورة والمساهمة في تحقيق التقدم العلمي والتقني الذي يتوازي مع ما تعيشه بلادنا من نهضة في مختلف المجالات .​