روميتان

الموضوع في 'ركن القهوة' بواسطة أبو ريناد, بتاريخ ‏13 أغسطس 2016.

  1. أبو ريناد

    انضم:
    ‏9 سبتمبر 2015
    المشاركات:
    264
    التخصص:
    هندسة
    الجامعة:
    البترول
    سنة التخرج:
    2017
    الإقامة:
    الظهران
    التقييمات:
    +873 / 43 / -284
    #1 أبو ريناد, ‏13 أغسطس 2016
    آخر تعديل: ‏14 أغسطس 2016
    روميتان


    في هذا الموضوع سأحكي عن صديقين روميتين عشت معهما مدة ليست بالطويلة لكنها كافية لأن اعرف كل ما احتاجه لكتابة هذا الموضوع، الصديقان ولنسم الأول أحمد وتخصصه "كهرب" والآخر ماجد وتخصصه "علوم حاسب" لا يجمعهما عدا الغرفة إلا انهم أصحاب مرتبة شرف، فأحمد أحمد وماجد ماجد، حتى انهم يختلفون في كاسات الشاي فأحمد يحب أن يكون الكاس خالي من الكتابات وماجد ينازعه ولا أدري هل يفعل ماجد ذلك عنادا أم فعلا هو لا يحب ذلك.


    أما أحمد فعلى وجهه مخايل الرزانة قليل الضحك قليل المزاح، غرفته – جانب الغرفة - في قمة النظافة والترتيب حتى لتحسب أنها محل عطورات أو محل ساعات. أما ماجد وما أدراك ما ماجد ثم ما أدراك ما ماجد كتبه على السرير وملابسه على المكتب كأن غرفته صناعية الثقبة حتى أني مرة حاولت أن أحرّش بينهما فقلت لأحمد لماذا لا تضع فاصل أو جدار يفصل بينكم فأنت رمز للنظافة والترتيب – وأحمد يحب المدح كثيرا – واخشى أن يؤثر عليك ماجد والصاحب ساحب، فيبتسم أحمد ابتسامة حب المدح وكأنه يشكرني على مدحي له ثم يقول: كلم ماجد لعله ينتصح من نصحك فأنا حاولت ولم تنجح المحاولة.


    أما ماجد فإنسان ملول عجول فكثيرا ما يشتكي من طول المحاضرات وطول الجلوس في الغرفة وأكثر ما يزعجه أحمد إذا تكلم في موضع في تخصصه فيجلس دقائق ودقائق ليشرح، على الرغم من لذة حديثه فهو إذا تحدث في تخصصه فكأنك ترى شحنات الكهرب وهي تمشي وإذا قص قصة فكأنك ترى فلما.



    ومن الاختلاف بينهم أن ماجد كان حاد الذكاء فهو دائما يشرح لأحمد إلا أن شرحه لا يقارب ذكائه فيجد صعوبة في إيصال المعلومة، لكن ماجد على قلة ذكائه مقارنة بماجد إلا أنه أكثر اجتهادا وصبرا حتى أن ماجد يتعجب منه أحيانا.

    وقد رأيت ورقة الاختبار لمادة أخذاها معا فكانت درجاتهم متقاربة، إلا أن حل ماجد يختلف كثير عن صديقه فهو لا يتجاوز الثلاث أسطر لجواب السؤال وأحمد يتجاوز السبعة أسطر إن لم تكن عشرة في الحل لكنها مرتبة ونظيفة كما لو أنه رأى الأسئلة قبل الاختبار، ولا تسألوا عن ورقة ماجد فاسأل الله العون للدكاترة عند تصحيحهم لورقته.


    أما عن الثقافة فأحمد موسوعة في كل العلوم، التاريخ، الحديث، الفلسفة، الطب .... لذلك كنت أطيل المكوث معه، وماجد كثيرا ما يسأله عن معنى كلمة أو عن شخصية تاريخية فيجد الجواب الكافي. ومرة تكلم أحمد عن مرض من الأمراض وأظنه جرثومة المعدة – عافنا الله منه – فتكلم فيه كلام لو سمعه الأطباء لأنصتوا له. أما ماجد فليس في مكتبته إلا كتاب واحد وهو عبقرية عمر – الذي وزعه النادي الثقافي في الجامعة ــ ويقول وهو يضحك: لم أقرأ منه إلا المقدمة! ومع ذلك فهو يعرف كل صغيرة وكبيرة في عالم التقنية، ولولا عجلته وملله لكان لديه أكثر من براءة اختراع.
     
    • x 6 إعجاب إعجاب
  2. أبو ريناد

    انضم:
    ‏9 سبتمبر 2015
    المشاركات:
    264
    التخصص:
    هندسة
    الجامعة:
    البترول
    سنة التخرج:
    2017
    الإقامة:
    الظهران
    التقييمات:
    +873 / 43 / -284
    الويكند والروميتان


    أما ماجد فلا يقر له قرار، فهو ينتظر الويكند لكي يمارس هوايته - السفر – من البحرين لقطر ومن قطر للكويت، وكان كل ما عاد من سفره للغرفة يسأله أحمد عن الذي يفعله هناك فيرد ماجد: اطمئن على اخواني الخليجيين، فيسرها أحمد في نفسه. والغريب أن ماجد لا يذهب إلا وحيدا ولقد حاولت مرارًا أن أرافقه فيقول إذا سألته الصحبه: ومن سيكون مع أحمد المسكين في الغرفة؟ فابتسم له ولكني لم أسرها في نفسي، فتبعته مرة وهو لا يعلم – واسأل الله أن يغفر لي تجسسي عليه – ولم افعل هذا إلا لأنه سخر مني وهذا الشي الوحيد الذي يستفزني. ولن أقول أين ذهب، فمن ستر على مسلم ستر الله عليه.


    بخلاف أحمد فهو لا يذهب لمحطة البنزين إلا مرة واحدة كل شهر وأقصى مكان يذهب له هو قيصرية الراشد، واسمعوا هذه القصة ذهبت مرة معه للقيصرية وكان معه كتاب غادة السمان وأحلام مستغانمي ، ولم يكن على معرفتي به يحب هذا النوع من الكتب إلا أني اكتشفت أن الرجل إذا دخل الراشد لم تدخل رزانته المعروفة معه ، فهو يحب أن ترى الغزلان – أي البنات كما يسميهم – ثقافته وحبه لهم ، ولمّا صارحته مرة عن هذا تغير وجهه وتلعثم لسانه إلا انه اعترف أخيرا قائلا :

    لا أستطيع مقاومة الغزلان

    ولكن كم هو مضحك شكل أحمد وهو يتزين للغزلان ويتجمل، فهو لا يتقن أبجديات الغزل، وماجد لا يأخذه معه أحيانا لهذا السبب فهو بالعامي ( يفشل ).


    ومرة كنت مع أحمد في قيصرية الراشد وعلى طاولتنا كتاب مستغانمي والسمان وقد وضعه بشكل يراه كل من يمر بجانبنا فجاءته امرأة وظنها معجبه – وللأسف كانت فقيرة تسأله مالا - وأنا كنت بعيد عنه ، فاحمر وجه خجلا وضحكت عليه فاستغرب المحاسب من ضحكتي ، فأتيت لصائد الغزلان وقلت صدتها ؟ فقال لكي انسى الموضوع: كم حساب القهوة ؟ فقلت 3 غزلان و24 هلله.
     
    • x 4 إعجاب إعجاب
  3. HESHY

    HESHY ~lost~

    انضم:
    ‏11 يوليو 2012
    المشاركات:
    1,121
    التخصص:
    Aerospace Engineering + MEM
    الجامعة:
    KFUPM + UJ
    سنة التخرج:
    2017 + 2023
    الجنس:
    ذكر
    الوظيفة:
    Portfolio Manager
    الإقامة:
    RUH
    التقييمات:
    +401 / 5 / -48
    هههههههههههههههه

    اضحك الله سنك
     
  4. أبو ريناد

    انضم:
    ‏9 سبتمبر 2015
    المشاركات:
    264
    التخصص:
    هندسة
    الجامعة:
    البترول
    سنة التخرج:
    2017
    الإقامة:
    الظهران
    التقييمات:
    +873 / 43 / -284
    نقاش حاد


    في بداية تعرفي على أحمد وماجد أردت أن أقوي علاقتي معهم لأنهم ممن يستأنس بهم، فدعوتهم للعشاء في "بيت التنور" على حرارة أسعاره – أي غلاء أسعاره - لكنها تبرد بهم – فكانا على طاولة الطعام حياءا ينظران إلى الطاولة ثم ينظران لبعضهما إلى أن قلت: حي الله الشباب وش تطلبون؟ وحياءا قالوا اللي ودك فطلبت لهم، ثم بدأ النقاش بعد أن سألتهم عن الجامعة والدوام، فقال ماجد: الدوام طويل ، 50 دقيقة للمحاضرة ولو كنا بقرًا لفهمنا ، فظن أحمد أنه يعرض به – لأن أحمد بطئ الفهم – لا يا أخي 50 دقيقة غير كافية و كل المحاضرة تروح على التحضير.

    "وأحمد يعرف أنها غير كذلك لكنه يحاول أن يخفى عيبه – وهو عدم سرعة الفهم – بقوله أنها تذهب في التحضير"
    فقلت له حرام عليك يا أحمد التحضير لا يأخذ إلا 5 دقائق على الأكثر، فقال : لكن ال50 دقيقة غير كافية.

    ماجد : إلا كافية ونص.

    أحمد : لا.

    ماجد : إلا.

    أحمد : كافية للدوافير اللي يذاكر الدرس قبل المحاضرة.

    ماجد : والله ما أذاكر.

    وأنتهى الحوار بحضور الشوربة وانشغلنا بها ثم بدأت الحوار مرة أخرى بهذا السؤال ، كيف شفتوا الفرق بين الثانوي والجامعة ؟

    كان هذا السؤال بمثابة حمام ساخن لماجد فبدأ يتحدث بإسهاب عن المرحلة الثانوية، وكان وهو يتحدث يحرك بملعقته قطعة دجاج صغيرة داخل صحن الشوربة، وخلاصة ما قال انه كان في الثانوي يدرس فقط لأجل حب العلم ولم تكن الدرجات هي هم، بل همه أن يفهم كل ما يدرس، ويقول كنت لا اكتفي بكتب المدرسة وبلا مبالغة أن مجموع ما أقراه من الكتاب المدرسي لا يتجاوز ال 10% مما اقرأه من النت، ويقول قوانين نيوتن فهمتها وقرأت عنها كما لو كانت قوانين ماجد.

    أما الآن – أي في الجامعة – أنا من طلاب الاونر ولكني لم يكن همي إلا القريد النهائي.


    وانتهى الحديث ثم جاء العشاء مباشرة وكأن النادل كان يستمع معنا حديث ماجد. ،
     
    • x 4 إعجاب إعجاب
  5. أبو ريناد

    انضم:
    ‏9 سبتمبر 2015
    المشاركات:
    264
    التخصص:
    هندسة
    الجامعة:
    البترول
    سنة التخرج:
    2017
    الإقامة:
    الظهران
    التقييمات:
    +873 / 43 / -284
    أسرار



    أخذت مرة بيد ماجد ودعوته على كوب من القهوة وقطعة من التشيزكيك وهو يحبها ويقول: قهوة بلا تشيزكيك كلابتوب بلا كيبورد.

    ذهبنا للمقهى عند التاسعة مساء وتحدثنا لساعات في مواضيع شتى، ما يهمكم منها هو حديثه عن روميته أحمد لأني سألته عن سبب ترميته معه فهو كما اعرفه ليس لديه أصدقاء ولا يحب الجلوس مع أحد ويستطيع السكن فرادى.

    فقال: أنا شديد الحساسية من الناس ولا أحب أحد وكثير من الناس لا يحبني، لكن أحمد شخص فريد وقليل من الناس يحمل صفاته، فهو أمين وحافظ للسر وقد اختبرته أكثر من مرة ووجدته كذلك. فهو لا يعطي أحد أي معلومة تخصني حتى أن مرة سأله صديق له عن تخصصي فقال له: اسأل ماجد، وهو كما ترى سؤال عام ليس فيه أي خصوصية. أما امانته فهو لا يتدخل في شؤوني ولا يتجسس* علي ولا يفتش في أغراضي واعرف أنه يتضايق من عدم نظافة ناحيتي في الغرفة ومع ذلك لم يلمسها.


    * أنا من يتجسس عليك.
     
    • x 4 إعجاب إعجاب
  6. أبو ريناد

    انضم:
    ‏9 سبتمبر 2015
    المشاركات:
    264
    التخصص:
    هندسة
    الجامعة:
    البترول
    سنة التخرج:
    2017
    الإقامة:
    الظهران
    التقييمات:
    +873 / 43 / -284
    رأي آخر



    أخذنا رأي ماجد في أحمد والآن إليكم رأي أحمد في ماجد:


    طبعا لم اذهب مباشرة لأحمد واقول له: ما رأيك في ماجد؟ لأنه كما قال ماجد عنه "حافظ للسر"، وأيضا سؤال مباشر مثل: ما رأيك في ماجد ؟، فيه نوع من المفاجئة والغرابة التي قد لا يكون الجواب عنها دقيقا.

    كان من عادة أحمد المشي على الحزام مرتان أسبوعيا، فانتظرت المرة الثانية لأن الأولى مرت، فمشيت معه وبدأنا الحديث وأنا كلما أردت أخذ معلومة من أحد وهو لا يريد أن يعطيني إياها سرقتها منه وهو يمشي لأن الذي يتحدث وهو يمشي يكون منشغلا بالمشي أولا والحديث ثانيا، ويكون فكره مقسم ونصيب الأسد للحركة، فيتكلم بلا تفكير كبير، إلا أن يكون الهدف من المشي هو التفكير فقط فإذا كان كذلك فسيقول لنفسه من يمشي بعد دقائق: مالذي أتى بي إلى هنا؟


    لذلك لما بدأت الحديث مع أحمد حاولت أن اشتته فآمره بالقفز مرة وبالمشي بقدم واحدة مرة أخرى إلى أن استخلصت منه ما مفاده أن ماجد "ذكي" ويصفه في تعبير جميل ويقول: إن ماجد "عقله يتآكل إن لم يجد مايأكله" لذا يمل بسرعة ولا يستقر ويطمئن إلا إذا بدأ في حل مسألة عقليه، وهذا يعني أن أحمد يستفيد من روميته في شرح الدروس وحل الواجبات، وهذه الصفة الوحيدة الذي ذكرها عنه. وللأسف هذه صفة أعرفها وما بوسعي أن أفعل مع حافظ الأسرار؟.
     
    • x 4 إعجاب إعجاب
  7. أبو ريناد

    انضم:
    ‏9 سبتمبر 2015
    المشاركات:
    264
    التخصص:
    هندسة
    الجامعة:
    البترول
    سنة التخرج:
    2017
    الإقامة:
    الظهران
    التقييمات:
    +873 / 43 / -284
    #7 أبو ريناد, ‏2 سبتمبر 2016
    آخر تعديل: ‏3 سبتمبر 2016
    التواصل مع الزملاء



    أريد أن اعرض لكم حال الروميتان مع زملاؤهم في الجامعة، ونبدأ بماجد لأنه لا يطيق رؤية الطلاب وخاصة من يشاركونه التخصص، وتقوم قيامته إذا كان للمادة مشروع – بروجكت - ينبغي تسليمه فهو أحيانا يطلب من من معه في المشروع أن يفعله لوحده.

    وهو لا يحب أن يسأله أحد عن شيء ولا يحب أن يعطي أحد رقم جواله لئلا يزعجه.

    ولا أدري لماذا كل هذا فهو يقول مرة: هؤلاء يتقاسمون رزقي، ومرة يقول: لو أردت منهم معروف ولو ورقة لما أسدوه لي فهم يريدون أن يأخذوا فقط.





    أما أحمد فهو على النقيض ، فهو كالريحان في الكلاس ، الجميع يقترب منه والجميع يطلب منه ، وهو يأخذ ويعطي وهو رئيس سبع مجموعات في الواتس وقال لي مرة : أني احرص أن اساعد أوريات الجبل لأن الرؤية لديهم ضبابية عن التخصص ويحتاجون من يدلهم على الطريق إلى أولى درجات السلم ، فأتجرأ واسلم عليهم إذا رأيتهم، فقلت له مالذي يجعلك تتعنى وتذهب لهم ولربما اتعبوك بأسئلتهم وارهقوك باستفساراتهم ، فقال: أنا أرد الدين لأنه ساعدني مرة طالب سينير لما كنت مثلهم وهذا هو الدين في الجامعة ولا يرد إلى بهذه الطريقة.

    فتعجبت من كلامه وقلت ليتك تُسمع روميتك كلامك، فآرائكم متناقضة، فهو يقول عن الطلاب: هم يتقاسمون رزقي ولو طلبتهم ورقة لما اعطوني.


    فضحك أحمد وقال: لو لم يكن في تخصص ماجد إلا هو ولم يكتب الله له الوظيفة لمَا رُزقها، فكيف يتقاسمون رزقه؟


    أما الورقة فأنا سأعطيه آلاف الأوراق إن اثبت أنه لم يحتج أحد هؤلاء الطلاب مرة في حياته الجامعية؟ ألم يشغل الطلاب بسؤاله عن المباني؟ ، أنا اذكره مرة سأل ثلاث طلاب عن مبنى الماث في الأوريا.

    صحيح أن ماجد يفهم الدروس بسرعة ويسأله الطلاب ليشرح لهم فهم يحتاجونه أكثر من أن يحتاجهم لكن هذا لا يبرر كلامه.
     
    • x 4 إعجاب إعجاب
  8. ahmad 00

    ahmad 00 عضو

    انضم:
    ‏25 أغسطس 2014
    المشاركات:
    66
    التخصص:
    E
    الجامعة:
    KFUPM
    سنة التخرج:
    2
    الإقامة:
    كفيوبم
    التقييمات:
    +41 / 0 / -15
    جميييل جدا .. استمر :وردة::وردة:
     
    • x 1 إعجاب إعجاب

مشاركة هذه الصفحة