صور وفصول من حياة طالب البترول

الموضوع في 'حياة طالب' بواسطة Khweld98, بتاريخ ‏13 ديسمبر 2018.

  1. Khweld98

    Khweld98 عضو

    انضم:
    ‏27 نوفمبر 2016
    المشاركات:
    30
    التخصص:
    هندسة برمجيات
    الجامعة:
    KFUPM
    سنة التخرج:
    2022
    الجنس:
    ذكر
    التقييمات:
    +17 / 0 / -0
    بسم الله الرحمن الرحيم
    أفتتح هذه الصفحة بالصلاة والسلام على رسول الله صلَّ الله عليه وسلم​

    كنت أفكر منذ مدة أن أسجل بعض التدوينات لرحلتي في جامعة البترول، عسى أن يجد فيها السلوان طالبه لما حل أو يحل عليه من نوائب الدراسة - وهي كثيرة- . وقد مررت في بداية رحلتي الدراسية في بصعوباتٍ كادت أن تحول بيني وبين إكمال الدراسة في هذه الجامعة. وفي تلك الفترة وجدت تدوينات لطالبٍ كريم شاركنا قصة سنينه الطويلة التي قضاها هنا بين تعب وجهد وبلاء حتى منَّ الله عليه بالتوفيق والنجاح. وكانت هذه التدوينات بلسمًا أداوي به الجروح النازفة، وقد أعانتني كثيرًا بعد فضل الله وكرمه على تجاوز الصعوبات والمضي في طلب العلم. وهذا رابط لمن أراد أن يقرأ هذه الملحمة الدراسية!
    نزف ُ القلم ، على صفحات من ذاكرة الألم

    الشاهد أنني عزمت على مشاركة تجربتي مع الجامعة هنا، أخبركم في سطورها بعض التجارب المفرحة، والكثير من التجارب القاسية والمؤلمة. علَّها تؤنس "الأوريات" الذين جارت عليهم الجامعة وأذاقتهم ألوان البلاء، أو تنادم من جاوز "الأوريا" ولكن المصاعب لا تزال تتخطفه وتحاول أن تقصيه من عرصات الجامعة.

    وسيغلب على ما سأكتبه هنا التبسط والعفوية، فلا تؤاخذوني على الزلل والخطأ.

    وقد اخترت هذا الوقت بالتحديد لأخذ الخطوة الأولى في التدوين لأنه وقت ختبارات :) ومن بركات الاختبارات أنها تدفع الطالب لكل شيءٍ عدا المذاكرة لها والله المستعان :thumbdown:.

    أما الآن وقد تمَّت الخطوة الأولى فسأعود لدروسي وأسأل الله أن تكون نتائج هذه الاختبارات مفرحة لي ولكم بإذن الله، ولي عودة في قادم الأيام لأقص عليكم بعض الفصول من هذه الرحلة إن كان في العمر بقية. وإن لم يكن فظنِّي أنكم تسامحونني.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
     
    • x 6 إعجاب إعجاب
  2. Khweld98

    Khweld98 عضو

    انضم:
    ‏27 نوفمبر 2016
    المشاركات:
    30
    التخصص:
    هندسة برمجيات
    الجامعة:
    KFUPM
    سنة التخرج:
    2022
    الجنس:
    ذكر
    التقييمات:
    +17 / 0 / -0
    #2 Khweld98, ‏21 ديسمبر 2018
    آخر تعديل: ‏21 ديسمبر 2018
    سبحان الله، تصرَّمت أيام الاختبارات بسرعة شديدة، ومضت بخيرها وشرها ولم يتبقَّ لي سوى اختبار واحد من أصل خمسة اختبارات، فاخترت أن أسترق بعض الدقائق لأشرع في قص قصتي لكم يا كرام.

    في أيام الدراسة الثانوية كنت طالبا متوسط الأداء، ولم أكن ممن يعيرون الدراسة وقتًا ولا بالًا، وكانت علاماتي متدنيةً جدا. ولم تكن جامعة البترول ضمن خططي في إتمام الدراسة الجامعية، فقد كنت أبحث عن أي جامعةأستطيع أن أحصل فيها على شهادةٍ من أي تخصص من التخصصات، وكان التخصص الذي أحبذه هو الهندسة التي لا أعلم شكلها ولا لونها ولا تفرعاتها، ولم أكن أعلم أن الهندسة تحتوي على تخصصات كثيرة لا أستطيع عدها ولا إحصاءها، ولكني كنت أعلم أنها هندسة فقط! ودفعني لها صيتها الحسن الذي جعلني أفضلها على بقية التخصصات، ولكني في نفس الوقت لم أكن أحرص على دراستها حرصا شديدا نظرا لتعثري الدائم في مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء، ومع هذا كله كانت هي الأقرب إلى النفس.
    وفي السنة الثانية من الثانوية وفقني الله لنيل درجة عالية في اختبار القدرات، أرسلت لي الجامعة على أثرها رسالةً لا أذكر نصَّها ولا أجد لها نسخة في هاتفي. ولكن الغالب أنها كانت دعوة لبرنامج تعريفي بالجامعة. فبدأت أبحث في الشبكة المعلوماتية عن هذه الجامعة التي اصطفتني من بين جميع الطلاب لترسل لي هذه الدعوة، وصرت أقضي أوقات طويلة من كل يوم أستكشف فيها هذه الجامعة، وأتابع مقاطعا عنها في اليوتيوب وأقرأ ما يكتب في منتدياتها من سب وشتم ولعن من أقلام أبنائها الطلاب :) ، والحقيقة أن الصورة التي تكونت لدي عن هذه الجامعة كانت سلبية بعض الشيء، ولم تمنع هذه الصورة السلبية ولادة الحلم الجديد؛ حلم الوصول إلى البترول!
    في السنة الثالثة بدأ وضعي الدراسي يتحسن شيئا فشيئا، حتى بلغ التحسن أشده في الفصل الأخير من السنة الثالثة وحققت فيه أعلى علامة في تاريخي الدراسي؛ ٩٧٪، وقد يستغرب البعض من إكباري لهذه الدرجة، وقد تكون هذه الدرجة الأسوأ في سجلاتكم الدراسية، ولكن هذه هي الحقيقة. فقد كانت أعلى درجة حصلت عليها في مشواري الدراسي قبل هذه الدرجة هي ٩٣٪، وقد حصلت عليها في الصف الأول من المرحلة المتوسطة، وكنت كلما تقدمت في سلم الدراسة انخفضت درجاتي بمقدار ليس بالهين، حتى وصلت إلى الحضيض في الصف الثالث من المرحلة المتوسطة وحققت ٧٩٪ ! وكلكم يعلم أن بحر السبعين هو بحر البلداء وثقيلي الفهم :)
    المهم أني تداكرت الأوضاع ورفعت درجتي الموزونة في الثانوية من أواخر ال ٨٠ (وأعتقد أنها كانت ٨٧ في نهاية الفصل الأول من السنة الثالثة) إلى بداية ال ٩٠ في الوقت بدل الضائع وبهذا ختمت مشاوري دراستي الأولية بتقدير (ممتاز) وبشق الأنفس.

    وبدأت معمعة التقديم على الجامعات، وكانت البترول هي الهدف الوحيد، ولكني رميت بأسهمي في جامعات كثيرة وقدمت طلبات قبولٍ في كل موقع تقديم تقع يدي عليه، ولكن القبول المنشود في جامعة البترول.
     
  3. Khweld98

    Khweld98 عضو

    انضم:
    ‏27 نوفمبر 2016
    المشاركات:
    30
    التخصص:
    هندسة برمجيات
    الجامعة:
    KFUPM
    سنة التخرج:
    2022
    الجنس:
    ذكر
    التقييمات:
    +17 / 0 / -0
    #3 Khweld98, ‏21 ديسمبر 2018
    آخر تعديل: ‏21 ديسمبر 2018
    * تعقيب بسيط:
    حديثي في التدوينة السابقة ليس دعوة للإهمال؛ فلا يظن ظانٌ أني أكتبه لأصوِّر سهولة الوصل إلى الجامعة. كيف وقد ذقت كأس المر والصاب في بداية دراستي هنا بسبب هذا الاستهتار الذي غرقت فيه في المرحلة الثانوية، ولكني ذكرته هنا لأبين للقارئ الكريم حالي مع الدراسة قبل الوصول إلى الجامعة.
     
    • x 1 إعجاب إعجاب
  4. Khweld98

    Khweld98 عضو

    انضم:
    ‏27 نوفمبر 2016
    المشاركات:
    30
    التخصص:
    هندسة برمجيات
    الجامعة:
    KFUPM
    سنة التخرج:
    2022
    الجنس:
    ذكر
    التقييمات:
    +17 / 0 / -0
    وصلتني رسالة القبول في ظهيرة يومٍ من أيام شهر رمضان المبارك عام ١٤٣٧، وفرحت بها أيَّما فرح، وصرت أعد الدقائق والثواني في انتظار اليوم الدراسي الأول.

    ولما اقتربت بداية العام الدراسي، حزمت حقائبي وودعت والديَّ وإخوتي “وفي الصدرِ حزَّازٌ من الوجدِ حامزُ”، وحز في خاطري دموعٌ أراقتها والدتي - حفظها الله - ساعة الوداع، فلا أزال أذكر لحظة الفراق الأولى وما جمعته في داخلي من المتناقضات؛ سعادة بابتداء فصل جديد من فصول الحياة، وحزن على فراق الأحبة. وهذه هي الدنيا، كانت ولا زالت تحمل المرء على ما يكره لينال ما يحب.



    ابتدأ العام الدراسي، وخرجت من السكن قبيل الثامنة صباحا قاصدًا مبنى ٥٨ لحضور درس اللغة الانجليزية. واستقبلنا “يحيى الخباز” كما يسمي نفسه. ويحيى الخباز ترجمة حرفية لاسمه “John Baker”.

    وكنت أتمنى أن أقص عليكم شيئا من خبر يحيى الخباز ولكني للأسف كنت أنام كثيرا في درسه :) (ومشكلة النوم من أعتى المشاكل التي أواجهها في الجامعة)

    المهم بعد أن انقضت حصة الانجليزي توجهنا إلى حصة الرياضة ولا أذكر أن فيها شيئا يستحق الذكر، وأنا أقول "توجهنا" ولا أقول "توجهت" لأن الأوريات لا يسيرون إلا في مواكب ضخمة، وفي أفواج غفيرة بعضها تسبق بعضًا، كلهم في سباق مع الزمن؛ والأوريا مطالبٌ بالوصول إلى مبنى الرياضة في غضون عشر دقائق، والمسافة بين مبنى الفصول الدراسية ومبنى الرياضة كبيرة نسبيا. ومن بعد حصة الرياضة ذهبنا إلى حصة الرياضيات ، وكان سوء الحظ قد قادني إلى مدرس لم أرَ أسوأ منه في حياتي كلها. وجدنا كهلا قد قارب الثمانين إن لم يجاوزها ينتظرنا في الفصل، وكانت له كحة شديدة يظنها السامع إذا سمعها أنها سكرة الموت. وكان هذا الكهل يفضل التعليقات السخيفة على الشرح، فلا يزال يلمز ويهمز في بداية كل درس، ثم يشرح شيئا يسيرا من الرياضيات ويختم الحصة بمحاضرة يحسبها نصحًا وهي أبعد ما تكون عن النصح. وبعد حصة الرياضيات استراحة للغداء يليها الدرس الثاني للغة الانجليزية. وفي يوم الأحد أحضر درسًا يسيرا للحاسب الآلي، ندرس فيه بعض أبجديات الحاسب ونتدرب فيه على برامج الوورد والإكسل والبور بوينت. أما يوم الثلاثاء فأحضر درس الورشة (الوورك شوب) وهو درس يسيرٌ جدًا وممتعٌ جدًا.

    ومما لاحظته في السنة التحضيرية أن الأيام تتشابه كثيرا، وكنت في أول أيامي في الجامعة أنام بعد صلاة العشاء وأستيقظ قبيل الدوام. وإذا أنهيت دروسي في الثالثة مساء وأحيانا في الخامسة وبلغ بي التعب أشده أعود إلى السكن وأنتظر العشاء لأنام، فكنت أقضي جل يومي في النوم وفي حضور الدروس، وشيئا فشيئا بدأت أتقلم مع نمط العيش هذا. ولكن لا زالت الأيام تتشابه تشابهًا مزعجًا، فليس للأوريا سبعة أيام؛ ولكن له يوم واحد هو خمسة أيام، تتبعه إجازة نهاية الأسبوع وأيامها مثل أيام الناس :) . وكان أول اختبار لنا في الجامعة اختبار الانجليزي؛ اختبرناه في نهاية الأسبوع الدراسي الثاني وكانت له هيبة شديدة كونه التجربة الأولى. ولكني حققت فيه درجة ممتازة قضت على هاجس الخوف من اختبارات اللغة الانجليزية. وفي نهاية الأسبوع الخامس حان وقت اختبار (ميجر) الرياضيات الأول، وبدأ الهلع يدب في صدور الأوريات دبيب السم في العروق، وكان الكل يستعد للاختبار في رعب شديد وكأن نهاية الدنيا في نهاية الاختبار. وفي نفس الوقت، كان العبد الفقير مشغولا عن المذاكرة بكل شيء، أذاكر شيئا يسيرا إذا عدت إلى السكن ثم أشرع في إضاعة الوقت بكل طريقة تتيسر لي. ولما نظرت في نماذج الاختبارات القديمة ليلة الامتحان علمت أني مقبل على مصيبة كبيرة، وقد كنت أفتح الاختبار القديم فلا أجيب إلا على شيء بسيطٍ جدا من أسئلته. وحاولت أن أتدارك الوضع في ليلة الاختبار وبذلت جهدا ليس باليسير ولكن ليس في الوقت متسع فالاختبار في الغد! وفي اليوم التالي حضرت إلى قاعة الاختبار واستلمت ورقة الأسئلة، فكنت إذا تجاوزت سؤالا لأني لا أعرف حله وجدت السؤال الذي يليه أصعب منه :) . حاولت أن أسدد وأقارب حتى قارب وقت الاختبار من الانتهاء واستنفدت كل ما في ذهني من معلومات، فذهبت إلى مراقب الاختبار لأسلمه الورقة وخيبتي تسبقني. وحين أعلنت الدرجات لم أستغرب سوء درجتي، لأني لم أنسَ سوء مذاكرتي بعد. وقد كانت النتيجة ٨/٢٠ ! لكن لا بأس، فاتتني ١٢ درجة وبقيت ٨٢، “جحدتها وكتمت السهم في كبدي” وقررت أن أعوض ما فاتني في الاختبار الثاني وتجهزت له جَهاز الكميِّ للقتال، ولكني كنت أجهل طرق المذاكرة فكانت درجة الاختبار الثاني قريبة من درجة الاختبار الأول مع تحسن بسيط، ١١/٢٠.

    بعد هذا الاختبار علمت أن الرسوب أقرب إليَّ من النجاح، ولكن هذا لم يثنني عن إعداد العدة، فحبست نفسي شهرا كاملا لأذاكر (أو لأوهم نفسي بالمذاكرة) حتى أنجح في هذه المادة. وفي نهاية الفصل علمت أني أحتاج إلى ٢٧ درجة في الاختبار النهائي من أصل ٣٦ درجة لأنجح في مقرر الرياضيات، وهذه درجة ليست بالهينة أبدا، ويزيد في صعوبة الحصول عليها سوء أدائي في الاختبارين السابقين وعدم استيعابي الكامل لمواضيعهما. وعندما أديت الاختبار خرجت منه وغالب ظني أني أني سأعيد المادة، وأثبتت النتيجة النهائية هذه الشكوك فقد حققت ١٥ درجة من أصل ٣٦ وحملت المادة وحملت معها ألمًا لم أعالجه قبل تلك اللحظة، وللرسوب - لا أذاقكم الله رسوبًا- ألم لا يشعر به إلا خبير. وكانت هذه أول الخيبات في الجامعة ويتبعها في الفصول القادمة من هذه الرحلة خيبات كثيرة. كان الفصل الدراسي (١٦١) بداية المعاناة.
     
    • x 1 إعجاب إعجاب
  5. Khweld98

    Khweld98 عضو

    انضم:
    ‏27 نوفمبر 2016
    المشاركات:
    30
    التخصص:
    هندسة برمجيات
    الجامعة:
    KFUPM
    سنة التخرج:
    2022
    الجنس:
    ذكر
    التقييمات:
    +17 / 0 / -0
    طال الغياب وانصرفت النفس عن الكتابة
    وجدت أن التدوين لكل فصل دراسي ثقيل جدا على القارئ وعلى الكاتب وهو موجود بكثرة كذلك في القسم فلعلي أنهج نهجًا مختلفا
     
    • x 1 إعجاب إعجاب
  6. Khweld98

    Khweld98 عضو

    انضم:
    ‏27 نوفمبر 2016
    المشاركات:
    30
    التخصص:
    هندسة برمجيات
    الجامعة:
    KFUPM
    سنة التخرج:
    2022
    الجنس:
    ذكر
    التقييمات:
    +17 / 0 / -0
    ضاقت نفسي بأسوار المدينة فخرجت في هذا الحر اللاهب إلى فضاء البادية أبحث عن السلوان، فاتجهتُ بغير قصد إلى هذا المنتدى وإلى هذه الصفحة يسوقني السأم والملال

    ٢٧ أغسطس! لم أنهج أي نهج ولم أسع في الكتابة وفاق الغياب الثاني الغيابَ الأول. ماذا أكتب لكم يا رفاق؟؟ فتشت في ذاكرتي فوجدتها كما يقول المازني:

    خُطُوطٌ وأنقاضٌ كما جاهدَ الفتى
    ‏لِيُحْيِيَ ذِكرى وهيَ تُمعِنُ في الغمضِ

    ‏خرائبُ من حولي وفي النفس مثلُها
    ‏وأَهولُ منها، ويل بعضيَ من بعضي!
     
    • x 2 إعجاب إعجاب
  7. Khweld98

    Khweld98 عضو

    انضم:
    ‏27 نوفمبر 2016
    المشاركات:
    30
    التخصص:
    هندسة برمجيات
    الجامعة:
    KFUPM
    سنة التخرج:
    2022
    الجنس:
    ذكر
    التقييمات:
    +17 / 0 / -0
    ٢٠٢٠/٣/٨ ، لا أظن أن هذا التاريخ قابل للنسيان. كان ذاك اليوم موافقا ليوم الأحد وكنا قبله نسمع بعض الأخبار عن احتمالية تعليق الدراسة لانتشار كورونا. هذا المرض الذي أذكر أني سمعت عنه منذ زمن بعيد، عندما كانت الجِمال على منصة الاتهام! في ذلك الوقت كنت أستبعد احتمالية تعليق الدراسة الحضورية وأراها ضربا من ضروب الخيال.

    وفي مساء الثامن من مارش كنت قد استلقيت على السرير استعدادا للنوم تاركا نافذة الغرفة مفتوحة لأن الأجواء ما زالت لطيفة ولم نكن في حاجة للمكيفات. ولما غشيتني أول سكرات النوم استيقظت فزعا بعد أن سمعت دويًّا لم أعتد على سماعه في غير ليالي اختبارات الأوريات. حاولت أن أفهم كلمة واحدة منما يهتف به الطلبة ولكن تداخل الأصوات والصرخات صعَّب علي المهمة. وبينما أنا أطل من النافذة استطعت تمييز كلمة مبهمة بين أفواج الكلمات “اجاااااااااااااااااازااااااااااااااة”

    لم أصدق ما سمعته وهرعت إلى جوالي لكي أتيقن من الخبر فوجدت الخبر مشتعلا كالنار في الهشيم “تعليق الحضور إلى المؤسسات التعليمية حتى إشعار آخر”

    استغرفت بعض الوقت لكي أستوعب ما يجري وغادر النوم عيني فتوجهت إلى سيارتي كي أذهب لتناول العشاء احتفالا بهذا الخبر وعندما خرجت من عمارتي رأيت السكن قد صار أشبه ما يكون بصالات المغادرة في المطارات والجو يعج بأصوات عجلات الشنط والطلبة يتتابعون هاربين من الظهران إلى ديارهم.

    في اليوم التالي غادرت الظهران مع المغادرين ولما قضيت الأسبوع الأول خارج أسوار الجامعة أيقنت أني موعود بأسوأ معدل لي في مسيرتي الجامعية إن لم أعد إلى السكن لأني لم أكن متعودا على الدراسة خارج الجامعة


    حزمت حقائبي وعدت إلى الجامعة جاهلا بالقدر المخبوء بين طيات الأيام. بعد وصولي إلى الظهران بأسبوع صدر قرار حظر التجول الجزئي ولكني لم أتزحزح عن قراري في البقاء في الجامعة لأني كنت مهددا بالدسمس ولا مجال للمخاطرة عندي. بعد بداية الحظر بيومين صدر قرار منع الدخول إلى الرياض والخروج منها على أن يتم تنفيذ القرار من الغد، وما زلت صامدا. في الغد صدر قرار الجامعة باعتماد نظام النجاح والرسوب والاستغناء عن النظام التقييم الاعتيادي. يعني أن النجاح يكفي! يعني أن ذهابي إلى الجامعة لا معنى له! يعني أني تخوزقت كما يقال! شعرت بأن الجامعة والحكو… -تصدقون خفت أكمل الاسم، لكن كملوه أنتم!- تآمرا علي ليعزلاني عن العالم الخارجي وقد نجحا وأوقعاني في الشرَك. قدمت على طلب تنقل بين المناطق وشرحت للجهات المعنية الحالة “الودرة” التي سيعاني منها شاب أعزب يقابل أربعة جدران كل يوم وعما قريب سيضطر لأن يتحدث مع نفسه!

    “أشوقًا ولمَّا يمض لي غير ليلةٍ
    فكيف إذا خبَّ المطيُّ بنا عشرا”



    كنت أُقسِّم وقتي بين كمبيوتري وجوالي ومكتبتي في تلك الأيام وللأسف أراد كمبيوتري أن يشارك الجامعة والحكو… في التسلط علي وقرر أن يتعطل فجأة وبشكل نهائي لا مجال فيه لتصليحه. بعد تعطله بيومين كان عندي ميجر لإحدى المواد في الساعة السابعة مساء وهو وقت الحظر، وكمبيوتري كما ذكرت متعطل والجوال لا يعتمد عليه في الاختبارات فقررت أن أذهب إلى معامل الجامعة -وقد كانت المعامل مفتوحة لحسن الح1 أو لسوئه كما سنرى!- في العصرلأختبر في المعمل، وقررت أن أبقى في المعمل حتى منتصف الليل لأعود إلى الغرفة في حين غفلة من القوات الخاصة للحرس الجامعي الوطني الفدرالي الاستخباراتي. وأظنكم توقعتم ما الذي سيجري، كانت القوات الخاصة للحرس الجامعي الوطني الفدرالي الاستخباراتي تراقب كاميرات المباني الأكادمية فكشفوني ثم داهموني بعد الاختبار بساعتين وحرروا لي مخالفة حظر تجول وأشاروا لي بأن أراجعهم في الغد. راجعتهم في اليوم التالي وأخبروني بأنهم سيرفعون مخالفتي إلى الشرطة وأنه لا بد لي أن أنق العشرة آلاف ريال نقًّا جراء جريمتي الشنيعة؛ مخالطة نفسي في مبنى أكاديمي بدلا من مخالطتها في غرفتي، What a shame!


    بعد بعض المفاوضات اتفقنا على أن أكتب تعهدًا أقر فيه بأني لن أكرر هذا الفعل وسامحوني وتنازلوا عن رفع المخالفة للشرطة، ولكني لا أجزم بأنهم لم يضيفوا هذه الواقعة إلى سجل سوابقي!

    مرت الأيام وأنا أنتظر قبول طلب التنقل الخاص بي، أو رفضه على الأقل المهم أن أعرف مالذي سيجري، وأكملت ثلاث أسابيع وأنا أعلل النفس، بعد غدٍ أعود، لا بد أن أعود!

    “فما حسنٌ أن تأتي الأمر طائعا
    وتجزع أن نادي التفرُّقِ أسمعا”




    كانت الساعات في تلك الفترة ثقيلة بشكل لا يمكن وصفه، كانت الساعة الواحدة ساعة ظهيرة على حضري عطشان تاه في الصحراء، ساعة لا تمر إلا وقد نزعت شيئا من أحشائك
    في تلك الفترة عرفت كيف تكون الأربعة والعشرين ساعة أربع وعشرين ساعة بحق! كساعات أبي فراس الحمداني في سجنه:



    تطول بي الساعات وهي قصيرةٌ
    وفي
    كلِّ دهر لا يسرك طولُ
     
    • x 2 إعجاب إعجاب
  8. Khweld98

    Khweld98 عضو

    انضم:
    ‏27 نوفمبر 2016
    المشاركات:
    30
    التخصص:
    هندسة برمجيات
    الجامعة:
    KFUPM
    سنة التخرج:
    2022
    الجنس:
    ذكر
    التقييمات:
    +17 / 0 / -0
    خرجت من السكن في ظهر يوم حار قاصدا مطعم الجامعة لآكل وجبة غداء مخفضة بأربعة ريالات تحميني من الفقر وتقيم أودي لمحاضرات ما بعد فترة الغداء

    وعندما أقول أن الجو كان حارا فأنا أتحدث عن جحيم الظهران، عندما تتحد الرطوبة مع الحرارة لينتجوا لنا لهيبا لا يهنأ العيش فيه لعاقل. كنت في طريقي إلي المطعم أستمع إلى هذه الأغنية وأدندن مع المغني لأتسلى حتى أصل لوجهتي

    انتهيت من المطعم ثم اتجهت إلى مبنى انقليزي الأوريا الذي يشتهر بأنه ثلاجة موتى لشدة برودة مكيفاته. حضرت محاضراتي ولما انتهيت خرجت من الجامعة وذهبت لأفعل أشياء كثيرة لا أتذكرها الآن ثم خلدت إلى النوم كأي يوم عادي موغل في العادية ولا يستحق التذكر

    هكذا أرى ذلك اليوم، هل ترون فيه غير ذلك؟؟ لا أعتقد

    ولكن ذاكرتي حولت هذا المشهد البسيط إلى شبح يطاردني منذ أربع سنوات ونصف! تمر علي هذه الذكرى بسبب وبغير سبب وما إن تختال أمام خاطري حتى تغمرني بشعور مؤلم وقاتل لا أعرف له مثيلا ولا يقدر على صنعة سوى تلك اللحظة وأشباهها من اللحظات التي تأبى أن تترك مكانها في الذاكرة والقلب

    فتشت في نفسي عن سر الألم الممض هذا وبذلت الجهد ولكن بدون نتيجة. تلك اللحظة بعينها لم تكن تعيسة ولا سعيدة، كانت كأي لحظة أخرى، كهذه التي أكتب لكم فيها خبرها الآن. لم يكن فيها إلا أن ذاكرتي اختارتها خشبةً تصلبني عليها كل ما شاءت



    يا رفاق أليس هذا غريبًا؟ أن تجد نفسك مرتابا من الدنيا، من اللحظة، من ممارسة الحياة بأي شكل من الأشكال لأن كل ثانية تقضيها هي مرشح قوي للحصول على القدرة على تعذيبك مدى الحياة، كل هذه اللحظات تمتلك القدرة الكافية لأن تصبح خنجرا ينهال على قلبك كل يوم مُشاركةً أخواتها اللواتي تفننَّ في إفساد حياتك منذ بواكير الطفولة

    لماذا؟ مالذي تريد أن تصل إليه صانعة الذواكر التعيسة؟ هل تريد مني أن أعود؟ كيف أعود؟ أخبروني كيف؟؟!



    "للذكرياتِ يدٌ تشدُّ يدي إليَّ

    لكي أعود، ولا يعودُ الراحلُ"
     
    • x 1 إعجاب إعجاب
  9. Khweld98

    Khweld98 عضو

    انضم:
    ‏27 نوفمبر 2016
    المشاركات:
    30
    التخصص:
    هندسة برمجيات
    الجامعة:
    KFUPM
    سنة التخرج:
    2022
    الجنس:
    ذكر
    التقييمات:
    +17 / 0 / -0
    #9 Khweld98, ‏19 مارس 2021
    آخر تعديل: ‏19 مارس 2021
    وصلني البارحة إيميل من مشرفي الأكاديمي يطلب فيه ممن يشرف عليهم أن يرسلوا له جداولهم للفصل الصيفي والفصل الأول من العام القادم لكي يعطيهم موافقته. توجهت لخطة التخصص كالعادة لكي أرى ما تبقى لي من المواد، وشرعت في تقسيمها

    اممممم

    هذه سآخذها في الفصل القادم، أما تلك فسأتركها لترم التخرج

    ترم التخرج! لم أستوعب ما قلته فأحضرت الحاسبة وبدأت أحسب ما تبقى لي من الساعات

    اثنان + ثلاثة + أربعة إلخ، اثنان وثلاثون، نقسمها على فصلين دراسيين، ستة عشر ساعة ( تذكرت هذا :) )

    إي والله، بقي لي الترم القادم والذي يليه، فقط! إذن التخرج حقيقة كونية، ليس من أساطير الأولين ولا من قصص الخيال العلمي. كل هذا العناء ينتهي في لحظة

    تختبر الاختبار الأخير وتسلم الورقة الأخيرة وتعود إلى غرفتك لتجمع أمتعتك وذكرياتك وترحل إلى أي مكان خارج حدود الجامعة
    هذي اللحظات المفصلية بين مراحل الحياة تشعرني بسخافتها
     
    • x 1 إعجاب إعجاب
  10. Khweld98

    Khweld98 عضو

    انضم:
    ‏27 نوفمبر 2016
    المشاركات:
    30
    التخصص:
    هندسة برمجيات
    الجامعة:
    KFUPM
    سنة التخرج:
    2022
    الجنس:
    ذكر
    التقييمات:
    +17 / 0 / -0
    في لحظة الصمت التام بعد استرسال مجهد في تكلف الفهم والحفظ وتجميع ما تفرق طوال الفصل الدراسي حين يصبح لجريان الدم في العروق صوت واضح لشدة السكون الذي حوط المكان

    يتواصل دوي صراخ المتنبي في أذني:

    ذرِ النفس تأخذ وسعها قبل بينها
    فمفترقٌ جاران دارهما العمرُ​
     
  11. Khweld98

    Khweld98 عضو

    انضم:
    ‏27 نوفمبر 2016
    المشاركات:
    30
    التخصص:
    هندسة برمجيات
    الجامعة:
    KFUPM
    سنة التخرج:
    2022
    الجنس:
    ذكر
    التقييمات:
    +17 / 0 / -0
    أنبل معروف يقدمه الإنسان لنفسه أن يعفيها من الأسى والندم
     
  12. Khweld98

    Khweld98 عضو

    انضم:
    ‏27 نوفمبر 2016
    المشاركات:
    30
    التخصص:
    هندسة برمجيات
    الجامعة:
    KFUPM
    سنة التخرج:
    2022
    الجنس:
    ذكر
    التقييمات:
    +17 / 0 / -0
    شكرا لك! أسعدني تعليقك، ولو أنك بالغت وظلمت شكسبير كثيرًا : )

    بإذن الله أفعل
     
  13. Khweld98

    Khweld98 عضو

    انضم:
    ‏27 نوفمبر 2016
    المشاركات:
    30
    التخصص:
    هندسة برمجيات
    الجامعة:
    KFUPM
    سنة التخرج:
    2022
    الجنس:
    ذكر
    التقييمات:
    +17 / 0 / -0
    الرد السابق كان ردا على ردٍ كتبه أحدهم قبله ثم اختفى رده، وارد أنه حذفه بعد أن راجع ضميره، لا أعرف :)
    حاولت حذف التعليق ولكني لم أستطع فأتمنى ألا يظن أحدكم أني مخبول يكتب لنفسه ويرد عليها

    عموما، انتهيت من تدريبي الصيفي قبل إجازة العيد. كانت تجربة فريدة وفيها كسر لملل سنوات الدراسة المتواصلة ولكنها لم تخل من المنغصات

    أعود بعد ثمان ساعات إلى المنزل وقد تصلَّب ظهري من الجلوس وفقد عقلي قدرته على التركيز فأنتظر موعد النوم بملل وعجز عن القيام بأي شيء، تماما كما كان يحدث أيام الأوريا

    استمر هذا الحال في أول أيام التدريب ومع مرور الوقت بدأت أوطن نفسي على هذا الجدول حتى اعتدت عليه ولكني افتقدت القدرة على ممارسة الهوايات بعد الدوام كما كنت أفعل أيام الدراسة، والعجيب أني كنت أظن في السابق أن وقت الطالب الجامعي محدود وأن يومه ممتلئ بالاختبارات والواجبات ولكن الذي تبين لي بعد تجربة العمل أنه من أوفر الناس حظا بالوقت الفائض وسيفتقد الفراغ كثيرا بعد تخرجه
     
  14. Khweld98

    Khweld98 عضو

    انضم:
    ‏27 نوفمبر 2016
    المشاركات:
    30
    التخصص:
    هندسة برمجيات
    الجامعة:
    KFUPM
    سنة التخرج:
    2022
    الجنس:
    ذكر
    التقييمات:
    +17 / 0 / -0
    انقضى أسبوعان من الترم ما قبل الأخير
    لا أعلم هل بدأت الأيام تفقد طولها المعتاد أم أن خوف الوداع يدفعك لاستحلاف الساعات أن تطول؟ كل ما تبقى لي في عمري الجامعي ثمانية أشهر وثلث الشهر


    في ليلة بداية الدراسة عدت لجدولي لأرى مواعيد ومواقع محاضراتي في الغد
    مبنى 60؟ لم أعتد على رؤية هذا المبنى في جداول السنوات الماضية ولكن لا بأس لن يكون الوصول إليه صعبًا
    مبنى 59؟ مايخالف! على الأقل لن أضطر لصعود المسعى
    مبنى 57؟ آآآآآآآآآآآخ*


    "تَلَفَّتُّ أطرافي ألُمُّ شتائتًا
    من الذكريات الذاهبات الرواجعِ


    تحاشيتها دهرًا أخافُ انبعاثها
    على أنَّها معدودةٌ من صنائعي


    على أنها إذ يُعْوز الشِّعرَ رافدٌ
    تلوحُ لهُ أشباحها في الطلائعِ"


    أخذت أستذكر أيام صاحبنا الشاب الذي لم يزل في السابعة عشر من عمره حين دخل هذا المبنى أول مرة. جاء إلى هنا تسبقه الآمال حول هذا المستقبل العجيب. لم يكن يعلم أين ستقذف به الأقدار وكيف ستجري فيه السنين ولكنه الآن وبعد خمس سنوات يعود إلى نفس النقطة بعد أن تغير عليه الكثير مما كان في ذلك الوقت. زاد تعداد الشيب في رأسه وبدا أثر السنوات الخمس على قسمات وجهه وافتقد الوجوه التي كان يألفها. وكما قالت الست: سوف تلهو بنا الحياة وتسخر!

    تجاوزت صدمة العودة لمبنى الأوريا بعد اليوم الأول لانشغالي بنكبة جديدة، نكبة الانتقال من مبنى 59 إلى 60
    من يرى الرقمين يُخيل له أن المبنيين متجاورين ولكن المسافة بينهما كبيرة ويصعب على الماشي أن يقطعها على رجليه لأن الشمس ستذيبه قبل أن ينتصف الطريق
    كان الخيار الأحكم أن ننتظر الباص لينقلنا إلى هناك ولكن كانت كل الباصات التي تصلنا مكتظة بالطلاب فيطول انتظارنا ونبدأ في اختلاق الأحاديث لنقتل ملل الانتظار. وفي وقفة من وقفات الانتظار أخذ أحد الطلبة بجانبي يتذمر من الوضع فسايرته في الحديث ودارت بنا المواضيع حتى سألني عن دفعتي فأخبرته بأني من دفعة 2016. جحظت عينا المغفل وبادرني بسؤال أرفق فيه شفقة مقرفة كان هو أولى بها: هل تخرج أصدقاؤك؟
    (كان تخرج طلاب دفعتي نهاية السنة الماضية)


    زهدت نفسي في هذا الغبي ولولا القوانين المدنية للكمته في وجهه. مالذي يجعلك تسأل مثل هذا السؤال؟
    لست ممن يتحسسون من كل كلمة تقال وفي الحقيقة لست منزعجا من تأخري في التخرج أصلا ولكن طريقة سؤاله كانت غاية في الغباء والإزعاج. لماذا لا يفكر البعض في الكلمات قبل أن يتجشؤونها من أفواههم؟ لا أعرف





    * مبنى 57 لمن لا يعرفه هو مبنى السنة التحضيرية والعادة أن الذي ينهي التحضيرية لا يعود إليه ويكون كل دوامه في الجبل ولكن تم نقل فصول بعض مواد التخصص إليه لتطبيق التباعد هذه السنة
     
  15. Khweld98

    Khweld98 عضو

    انضم:
    ‏27 نوفمبر 2016
    المشاركات:
    30
    التخصص:
    هندسة برمجيات
    الجامعة:
    KFUPM
    سنة التخرج:
    2022
    الجنس:
    ذكر
    التقييمات:
    +17 / 0 / -0
  16. Khweld98

    Khweld98 عضو

    انضم:
    ‏27 نوفمبر 2016
    المشاركات:
    30
    التخصص:
    هندسة برمجيات
    الجامعة:
    KFUPM
    سنة التخرج:
    2022
    الجنس:
    ذكر
    التقييمات:
    +17 / 0 / -0
    أدرس في هذا الفصل مادة الذكاء الاصطناعي وكلفنا دكتور المادة بواجب لم أر مثله إطلاقا في تاريخي الجامعي الحافل
    لم تكن المشكلة في طول الواجب أو صعوبته فقد اعتدت على كل أشكال الواجبات ولكن الحال معه أشبه بمن علموه طريقة عمل مكابح السيارة ثم كلفوه بعد ذلك بتصميم سيارة كاملة وتصنيع كامل أجزائها
    عزمت على أن أبدأ بحل هذا الواجب في وقت مبكر نظرا للجهد الذي يتطلبه ولكن ابن آدم لا يتخلى عن عوائده بهذه البساطة، ظللت أتجاهل الواجب وأتناساه حتى وصلت إلى موعد التسليم النهائي الذي كان البارحة 17 اكتوبر فقررت أن أعتكف عليه لأنجز ما يسعفني الوقت بإنجازه

    ابتدأ اليوم واقترحت على نفسي أن أذهب إلى المطعم الفلاني لآكل لي وجبة تقيم أودي وتعينني على هذه المهمة الصعبة. بعد أن تغديت حدثت نفس بأني لن أجد وقتا أفضل من هذا لغسل ملابسي لأن أكثر الطلاب عادوا لأهاليهم بمناسبة الإجازة وقد قل الازدحام على المغاسل. وفعلا توجهت إلى غرف الغسيل وانتهيت من مسألة الغسيل.
    أما الآن وبعد أن دبرت شؤوني الحياتية فقد حان وقت التوجه لمبنى ٢٢ والبدء في حل الواجب

    ولكن لحظة، تذكرت شاي أبا سيف! وما الذي يعين المرء على حل واجبه أكثر من شاي أبي سيف؟؟ دعك من شايه ولذته، هذا المشروب داعم قوي للاقتصاد العالمي وهناك الكثير من الأسر الفقيرة في الهند والصين تعتمد في معيشتها على زراعة الشاي وحصاده وبيعه، ألا يستحقون منا أن ندعمهم لكونهم أعضاء فاعلين في المجتمع؟؟ بلى! اتجهت إلى إبي سيف في العليا واشتريت لي كوبا من عنده وذهبت إلى مبنى 22 أخيرا

    عندما هممت بحل الواجب اتصل بي مديري في العمل -وأنا أعمل في وظيفة مسائية بدوام جزئي- ليوصيني بإنهاء مهمة معينة. لم أجتهد في إقناع نفسي بتأجيل هذه المهمة إلى أن أنتهي من تكليفي الدراسي فانكببت عليها
    وبينما كنت في منتصف العمل أرسل لنا الدكتور رسالة مفادها أنه سيقبل بالتسليم المتأخر حتى نهاية 18 اكتوبر. عندما انتهيت من المهمة كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة مساء فقررت أن آخذ لي راحة بسيطة

    أظن أنه لا داعي للخوض في بقية التفاصيل المملة لهذه الليلة والتي امتدت إلى الساعة التي أكتب فيها لأن الكتاب باين من عنوانه كما يقولون
    كلما جمعت نفسي على الواجب التعيس تفرقت في كل صوب حتى انتهت بي إلى هنا
    وكما قال الشاعر:

    نقل الجبال الرواسي من مواضعها
    أخفُّ من نقل نفسٍ حين تنصرفُ

    ها قد نفدت الكلمات مني وانتهت صلاحية عذر التدوين وحفظ التاريخ والأيام ومشاركة التجارب فلا بد أن أعود لواجبي أو أن أبحث لي عن عذر آخر يعصمني منه
     
    • x 1 إعجاب إعجاب
  17. Khweld98

    Khweld98 عضو

    انضم:
    ‏27 نوفمبر 2016
    المشاركات:
    30
    التخصص:
    هندسة برمجيات
    الجامعة:
    KFUPM
    سنة التخرج:
    2022
    الجنس:
    ذكر
    التقييمات:
    +17 / 0 / -0
    يقع جبل التوباد في الجانب الشرقي من قرية الغيل في محافظة الأفلاج وقد ارتبط هذين العلمين بالحب قديما حيث ذكرهما قيس بن الملوح في شعره غير مرة حتى أصبحا رمزا للحب العذري بعد ذلك
    يقول:

    وأجهشت للتوباد حين رأيته
    وهللَ للرحمن حين رآني

    وقال في الغيل:

    أبت ليلةٌ بالغيل يا أم مالكٍ
    لكم غير حبٍّ صادقٍ ليس يكذبُ

    وقيل فيما قيل من أساطير قيس أنه كان يهيم على وجهه دائما ويسير بغير هدى، وفي أحد الأيام طال غياب عقله عنه ولم يعد له إلا بعد وصوله للشام فلم يتعرف على شيء مما تراه عينه ولم يميز الوجوه التي أمامه فسألهم: بأبي أنتم أين التوباد بأرض عامر؟ فقيل له: وأين أنت من أرض عامر؟! أنت في الشام ودلوه على طريقه
    وطالما استهل الشعراء استذكار أيامهم ولياليهم بذكر ديارها
    فهذا جران العود يقول بعدما سمع هديل حمائمٍ أشجاه:

    يذكِّرننا أيامنا بعويقةٍ
    وهضبِ قساسٍ والتذكر يشعفُ

    وذاك ابن أبي ربيعة يذكر ليلته الشهيرة:

    وليلة ذي دوران جشمتِني السرى
    وقد يجشم الهولَ المحب المغررُ!

    وأنت تجد الذكريات المرتبطة بالأماكن التي تعتادها أعصى على النسيان من تلك الطليقة في فضاء الذاكرة
    الشاهد من هذا أن جبل البترول يذكرني دائما بجبل التوباد فكلما اتجهت إليه لحضور محاضراتي -أعني جبل البترول طبعا وليس التوباد- وجدت عبدالوهاب يتمتم في رأسي: جبل التوباد حياك الحيا
     
  18. Khweld98

    Khweld98 عضو

    انضم:
    ‏27 نوفمبر 2016
    المشاركات:
    30
    التخصص:
    هندسة برمجيات
    الجامعة:
    KFUPM
    سنة التخرج:
    2022
    الجنس:
    ذكر
    التقييمات:
    +17 / 0 / -0

    غدت بالضبط ثلاثة أشهر! تسعون يوما بلياليهن
     
  19. Khweld98

    Khweld98 عضو

    انضم:
    ‏27 نوفمبر 2016
    المشاركات:
    30
    التخصص:
    هندسة برمجيات
    الجامعة:
    KFUPM
    سنة التخرج:
    2022
    الجنس:
    ذكر
    التقييمات:
    +17 / 0 / -0
    أزحت عن عينيَّ النوم صباح الأربعاء والتفتُّ إلى الساعة فوجدتها قاربت العاشرة، فاتتني بعض المحاضرات ولكن لا مشكلة في ذلك لأن اليوم يوم استثنائي، والمهم أني ما زلت قادرا على حضور معمل الساعة الحادية عشرة وتأدية اختباره


    حينما انتصف العصر تهندمت وأخذت معي بشتي ورافقت أهلي إلى الجامعة لحضور حفل التخرج
    وصلنا إلى هناك واتجهت إلى المسلخ الذي طالما ذهبت له لحضور أبشع الاختبارات ولكني ذاهب إليه اليوم خريجا
    دخلت إلى المبنى ورأيت من رأيت من الأصدقاء الذين هونوا هذه السنوات الست العصيبة، تبادلنا التهاني والتبريكات واتجهنا مع جموع الخريجين لتأدية مراسم الحفل
    لا أظن أني قادر على إلباس تلك الحالة الشعورية المثالية لبوسا لغويا يصف حقيقتها لكم ولكن حسبكم منها أنها حالة لا تتكرر

    في نهاية اليوم عكفت على جهازي لتجهيز عرض كان من المفترض أن أقدمه صباح الغد ولكن نفسي قدرت أنه ليس على الخريج حرج ولا مانع من تأجيل العرض ليوم الأحد
    انقضى الأسبوع وبقيت على نهاية الرحلة أيام معدودات، شهران فقط

    وابتدت تحلى الحياة!
     
  20. Khweld98

    Khweld98 عضو

    انضم:
    ‏27 نوفمبر 2016
    المشاركات:
    30
    التخصص:
    هندسة برمجيات
    الجامعة:
    KFUPM
    سنة التخرج:
    2022
    الجنس:
    ذكر
    التقييمات:
    +17 / 0 / -0
    لم تكن آخر أيامي في الجامعة أيسر من أيامي الأوائل فيها
    ولكي أشرح لكم موضع الصعوبة لا بد لنا أن نرجع بالزمن سنة إلى الوراء

    بعد خمسة أيام من بداية تدريبي الصيفي، وصلتني يوم الخميس هذه الرسالة من المُسجل لتسلب مني راحة إجازة نهاية الأسبوع:

    Your Request to Register Summer Training course: SWE 399 is Not Approved by University Registrar Office on date:5/27/2021 due to : Major GPA less than 2, Need Academic Petition [Approval of 1) Chairman 2) College Dean 3) Vice Rector for Academic Affairs] to register for Summer Training
    If you have any questions kindly contact University Registrar Office Bldg 68 Room 249

    باختصار، لم تتم الموافقة على تسجيلي للتدريب الصيفي لأن معدلي العام أو معدل التخصص وصل لما دون ال 2/4، راجعت معدلي العام فوجدته متجاوزا ال 2/4 فعلمت أن السبب هو معدل التخصص الذي لم أعلم بوجوده حتى تلك اللحظة
    تواصلت مع سكرتير القسم وأملى علي الإجراء المطلوب وأطلعني على طريقة الوصول إلى معدل التخصص في موقع الجامعة

    سارعت للذهاب إلى ذلك المكان فوجدت أن معدل التخصص 1.98، لا حول ولا قوة إلا بالله! هذه ليست أول مرة تضعني فيها الفواصل السخيفة في موقف محرج، فقد اعتدت أن أتعثر في بعض المواد بفارق الدرجة ونصف الدرجة وسبق لي أن تعرضت لإيقاف أكاديمي بسبب 0.01 نقطة من نقاط المعدل
    (تعمدت التستر على هذه المواقف وعدم ذكرها في ما أكتبه هنا لحاجة في نفسي، ولكن الحالة الأخيرة هذه أجبرتني على الإفصاح عن هذا الموقف لأنها كانت العنوان الرئيس لسنتي الأخيرة في الجامعة كما سترون)

    أستغفر الإنصاف، أعلم أن هذا التعثر انعكاس للأداء الدراسي السيئ الذي أقدمه عادة وأنه جنايتي في المقام الأول، ولكن لماذا لا تقف الفواصل في موقف الحياد مرة واحدة لتحول بيني وبين النوائب؟

    "أما تغلط الأيام فيَّ بأن أرى
    بغيضا تُنائي أو حبيبًا تُقرِّبُ؟"

    قدمت طلب استثناء للقسم كي يتسنى لي إكمال تدريبي وفقدت راحة البال لعدة أيام حتى جاءتني هذه الرسالة التي تفيد قبول الاستثناء:
    Dear student,

    Please be informed that your petition has been approved and forwarded to the registrar office today.

    Kind regards,

    أخبرني مشرف التدريب أن أركز على رفع معدل التخصص حتى يتسنى لي التخرج عند انتهائي من جميع المواد الدراسية لأن الحصول على معدل 1.9999999 سيمنعني من التخرج وسأكون مضطرا للاستمرار في الدراسة وتسجيل مواد متفرقة من مواد التخصص حتى يصل معدل التخصص إلى 2
    مر التدريب الصيفي بخيره وشره وبدأ الفصل الدراسي الأول 212 وكان أدائي فيه بقدر عالٍ من السوء، وبدل أن أقوم برفع معدل التخصص هويت به إلى 1.93، أصبحت مهمة الفصل الأخير أصعب الآن لأن ال 0.07 البغيضة هذه تحول بيني وبين التخرج

    قمت بعمل الحسابات اللازمة وعلمت أن معدل التخصص لهذا الفصل لا بد أن يتجاوز ال 2.5 لكي يصل معدل التخصص العام ل 2، إذن المفترض أن لا يقل متوسط تقديراتي في مواد التخصص لهذا الفصل عن تقدير C+ والمفترض أن لا أواجه مشكلة في الحصول على هذا التقدير لأنه "آفرج"
    الأكيد أن هذه الحالة الحرجة وضعتني تحت ضغطٍ نفسيٍّ مهول، وهذا الضغط سيزيد بشكل مهولٍ آخر في أيام الاختبارات كما سيتضح

    يقولون أن الماضي يعطينا تصورا عن المستقبل، وعادتي في كل الفصول أن أدائى في المياجر والاختبارات النصفية جيدا ولكن مشكلتي الكبرى مع الاختبارات النهائية لأن اختباراتها تتوالى في وقت قصير
    كان جدول الفصل الدراسي الثاني ثقيلا بعض الشيء، درست فيه الإحصاء والشبكات ولغات البرمجة والتطوير الآمن والجزء الثاني من مشروع التخرج ومهارات التواصل
    انتهت فترة الاختبارات الأولى وكان أدائي فيها جيدا ويزيد من فرصي في تجاوز شرط المعدل، والخوف كل الخوف من الاختبارات النهائية التي جاءت على ما اعتدته منها وما اعتادته مني

    بدأت الاختبارات النهائية وكان أول اختبارين لي هما اختبارا التطوير الآمن والشبكات، الاختبار الأول جاء على ما تشتهيه النفس أما الاختبار الثاني فقد كان مصيبة المصائب، كان أصعب اختبار مر علي في سنين الدراسة بلا منازع واجتمعت هذه الصعوبة مع سوء مذاكرتي لمنهج المادة فحصلت فيه على درجة متدنية جدا

    بقي لي ثلاث اختبارات آخرها اختبار مادة التخصص الأخيرة ولا بد أن أخرج من إحباط اختبار الشبكات لكي أربأ الصدع الذي أحدثته فيه
    اختبرت الإحصاء ولما خرجت من الاختبار علمت أني قريب من الرسوب، هذا الي ناقصنا! همٌّ جديد، بعدها جاء التاريخ الذي طال انتظاره، 5/24/2022 هذا هو يوم آخر اختبار لي في رحلتي الجامعية، وقد لا يكون الأخير إن لم أتمكن من النجاح في الإحصاء ورفع المعدل، دخلت الاختبار وفتحت الورقة فوجدت الاختبار متوسطا يميل إلى الصعوبة، أو صعبا يميل إلى التوسط لا أعلم
    انتهيت منه وخرجت من القاعة كأني خارجٌ من عزاء حبيبٍ لشدة الضيق الذي امتلأت به نفسي، إن لم أتمكن من تحصيل المعدل المطلوب فسيتأخر تخرجي سبع أشهر، والذي زاد الوضع سوءًا مباركات الأهل لي بالتخرج بعد الاختبار الأخير، ولم أكن قد أخبرتهم عن أي شيء بخصوص وضعي الأكاديمي الحرج، وكان كل من ألتقيه من الأصدقاء يبارك لي الخلاص، والحقيقة أني كنت حينها في أعسر اللحظات
    بدأت تقديرات المواد بالظهور تباعا في موقع الجامعة، أولها مادة التطوير الآمن، حصلت على تقدير B فيها، الحمدلله الأمور مبشرة، وصل معدل التخصص إلى 1.99، الأعصاب على أشدها والقلق وصل أعلى مراحله، تلتها الإحصاء، D+، قد يكون التقدير سيئا لكثير منكم ولكن تقديرها لن يغير شيئا في معدل التخصص والمهم النجاح فيها، قطعنا نصف المشوار، لا أصدق أن التقديرات تأتي على ما أحب، لا بد أن في الأمر سرًّا خفيا
    تلاهم تقدير مادة الشبكات والتي هي الكابوس الأكبر، كل ما أتمناه ألا تقل عن D+ رأفةً بالمعدل ولكن درجاتي فيها تجعلني إلى ال D أقرب. ظهرت الدرجة فإذا بي أجدها C، أفقدني الفرح رشدي ونسيت كل المخاطر المعلقة وأعلنت لنفسي أني خريج رسمي من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن
    ما زال معدل التخصص 1.99 ولم يغيره تقدير مادة الشبكات ولكني أعلم أن تقديرات المادتين المتبقيات لن تقل عن C+

    الشكوك تداهمني الآن من جديد بعد تفكيري بالتقصير الذي قصرناه في مشروع التخرج، نسيت أن أخبركم أنه في أثناء فترة الاختبارات صحح لنا الدكتور ملفا من الملفات التي قمنا بتسليمها ورصد لنا درجته فكانت 0/10. راسلت الدكتور وطلبت منه الرحمة وقبول إعادة تسليم الملف بعد تصحيح الأخطاء التي ارتكبناها فيه فوافق مشكورا وعدل الدرجة لتصبح 10/10 بعد تلافي الأخطاء التي وقعنا فيها

    جاءت اللحظة المرتقبة، اليوم يوم الأحد وهو تاريخ انتهاء فترة رصد التقديرات، اليوم سيتضح المصير المرتقب
    ظهرت التقديرات المتبقية فكانت B و C+، أصبح المعدل أخيرا 2.05. تخرجت! الأمر أشبه بتسجيل هدف الفوز بكأس العالم في آخر دقيقة مضافة للشوط الإضافي الثاني، أو شيئا أصعب من هذا بكثير، الأكيد أنه شيء لا يحدث كل يوم، ما الذي يجدر بي قوله؟

    "لك الحمدُ يا الله كم لكَ منّةً
    عليَّ وفضلًا لا يجود به شكري"
     
جاري تحميل الصفحة...
مواضيع شبيهة - صور وفصول من حياة طالب البترول
  1. التوجيه الديني
    الردود:
    2
    المشاهدات:
    1,164
  2. فالح الهاجري
    الردود:
    45
    المشاهدات:
    8,401
  3. ONE
    الردود:
    0
    المشاهدات:
    7,988
  4. math hater
    الردود:
    7
    المشاهدات:
    1,250
  5. مهندس سعودي
    الردود:
    9
    المشاهدات:
    1,619
  6. line777
    الردود:
    7
    المشاهدات:
    1,645
  7. ano
    الردود:
    0
    المشاهدات:
    1,932
  8. ENGche
    الردود:
    5
    المشاهدات:
    2,411
  9. Hussaaiinn
    الردود:
    3
    المشاهدات:
    2,485
  10. m-t-j
    الردود:
    3
    المشاهدات:
    15,089

مشاركة هذه الصفحة