قصة إقلاع عن التدخين :)

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا يا الربع موضوع كتبه الأخ ممكن جدا في الساحة العربية والحقيقة وجدت أنه مفيد ونافع وحبيت أنقله هنا لفائدة الإخوان .. والشكر موصول لكاتب الموضوع وأسأل الله أن ينفع به
​

​

***

أود أن أحتفل معكم اليوم معكم يا زملائي في الساحة ويا ايها القراء الكرام بمرور سنة كاملة على آخر سيجارة قمت بتدخينها.

السبب الذي يجعلني أود أن أحتفل علانية هو أنني أشعر ولله الحمد بأنني انسان آخر , وأريد أن انقل التجربة لمن يفكر في ترك السيجارة ربما ستساعده هذه الكلمات تسهيل وداع السيجارة ومعانقة الحياة الطبيعية مع تمنياتي للجميع بحياة ( هواؤها نظيف ).


لطالما كنت أسمع كلمة ( يا أخي بطل تدخين ) ولكنها لم تكن ذات وقع إيجابي على رغبتي في الإقلاع , والسبب أن تلك الكلمة ببساطة تشبه ذلك الرجل الذي يقابل اعورا ويقول له ( يا اخي انت أعور )

بل إن غير المدخنين قد يطلقون أحكاما مثل , ( والله لو كنت مكانك كان بطلت في لحظة !! )

عفوا إخواني غير المدخنين , أنتم لا تعرفون معنى الإقلاع عن التدخين , بل لا تعرفون معنى أن يكون الإنسان مدخنا .

تلك السيجارة التي تؤذيكم رائحتها حين نشعلها , هي إحدى أكثر المتع اليومية التي نمارسها ( نحن المدخنين في حياتنا )



نحن نأكل لا لنشعر بلذة الأكل ولكن لنشعر بلذة السيجارة التي تعقب الشعور بالامتلاء

ونذهب الى الشواطئ لا لنستمتع بالشواطئ ولكن لنستمتع بإشعال السيجارة بجانب الشواطئ

ونحب القهوة , لا لمذاق القهوة ولكن لأن القهوة تجعل من التدخين ألذ ّ

التدخين يصل الى مرحلة في الحياة , تصبح كل أفعال المدخن مسخرة من أجله

إنكم لا تطلبون منا أن نقلع عن التدخين , بل أن نتخلص من ( الحياة )

لقد قضيت أكثر من 4 سنوات من عمري أحاول فيها أن أعرف كيف افك يدي من قيد السيجارة ومن ( حالة العشق المرضي ) لتلك اللفافة البيضاء الرقيقة التي تتسلل الى جوفي كأفعى تمتص دم حياتي .



حالة المدخن تشبه الى حد كبير حالة الرجل العاشق مع امرأة مؤذية , فلا هو ارتاح بحبها ولا هو استطاع أن يتركها . يهدد بهجرها كل شهر مرة أو مرتين ثم يعود اليها مكبل اليدين ليرتمي في احضانها وينعم بذلك الحب الآثم .



قرات عدة كتب عن الإقلاع عن التدخين , واستخدمت كل الاساليب التي يمكن استخدامها بداية بلاصقات النيكوتين مرورا بمعاجين الأسنان ونهاية بأقوى سلاح استخدمته في وجه السيجارة وهو االحلف بالله العظيم على التوقف عن التدخين لعدة اشهر لا تكاد تنتهي حتى أكون قد أشعلت السيجارة مجددا .

فشلت كل المحاولات التي قمت بها للاقلاع الا طريقة ( الحلف بالله العظيم ) ولكنها أخطر طريقة لأن شيطان السيجارة يمكنه أن يجعلك ( تحنث ) بيمين غموس في لحظة ضعف .

بالنسبة لي وبالنسبة لكل المدخنين , أعتقد أن الموضوع ليس موضوع ( النيكوتين ) ولكنه إدمان ذو جانب نفسية .

نعم إدمان السيجارة 80 % منه نفسي و 20 % أو اقل بسبب النيكوتين والدليل على ذلك أنني كنت أتوقف عن التدخين لمدة 4-6 اشهر ولكنني لا أزال اشعر بالرغبة في التدخين حتى بعد أن يكون الدم قد تخلص من النيكوتين نهائيا .

كادت كل محاولاتي أن تبوء بالفشل حتى قرأت كتيبا صغيرا للدكتورة فوزية الدريع يتحدث عن الإقلاع بطريقة هي أقرب ما تكون للطريقة النفسية منها للطريقة الميكانيكية للتوقف عن التدخين.

أظن أن ذلك الكتيب كان ملحقا بمجلة الأسرة لأحد الأعداد في سنة 1999 أو 2000 ميلادية وكنت أحتفظ به من ضمن من مجموعة من الكتب ومواقع الانترنت التي استخدمتها في مواجهة السيجارة.

ذلك الكتيب يتحدث عن ترك التدخين عن طريق ( حب الحياة وتعلم الاستمتاع بكل شيء يقوم به الانسان .. حتى بتدخين السيجارة نفسها ) !!!

المبدأ بسيط وسهل ويمكنني أن الخصه فيما يلي

( 1 ) يجب أن يدرك المدخن / المدخنة أن حياته أصبحت تدور في فلك السيجارة منذ الصبح الى الليل وأن السيجارة تعتمد عليه لتحقيق لذتها بدلا من أن يعتمد عليها لتحقيق اللذة !

( 2 ) أكثر العقبات التي تواجه المدخن ليست كيف اقلع عن التدخين ولكن ( كيف امارس ذلك الشيء الذي كنت أحبه بدون أن أدخن ) مثلا التنزه على جانب البحر شرب القهوة , تناول وجبة الإفطار الخ ولذلك حاول أن تعرف ما هي النشاطات أو العادات التي تحب أن تمارسها لتستمتع بالتدخين!



( 3 ) بعد أن تحصر نشاطاتك اليومية التي تمارسها وتستمتع بالتدخين خلالها , ابدا بتحريرها من أسر السيجارة . مثلا : إن كنت تحب شرب القهوة في مكان جميل لتستمتع بالتدخين فعليك أن تذهب لذلك المكان وأن تدرب نفسك على كيفية الاستمتاع بالقهوة والمكان فقط . يعني لا تجعل القهوة أمرا ثانويا يدعم لذة السيجارة بل إجعل القهوة هي مصدر اللذة والمكان الجميل هو مصدر آخر. وبالتالي تنقل مصدر الاستمتاع من اللفافة اللعينة التي تسرق حياتك الى الممارسة البريئة لملذات الحياة وبذلك تسلب السيجارة أهميتها في حياتك. ويمكنك بعد ذلك ان تمارس التدخين لوحده ودون وجود أس نشاط آخر لتعزله تماما عن حياتك.



( 4 ) حين تعزل السيجارة عن معظم نشاطات حياتك ستجد في خلال فترة ما بين الشهر أو الشهرين أن كمية السجائر التي تدخنها يوميا قد انخفضت الى اقل من نصف العدد وأصبحت تعوض عن لذة السيجارة بأشياء أخرى . حينها تكون قد أضعفت الأفعى واخرجت معظمها من جوفك وبقيت مرحلة التخلص من السموم وهي المرحلة الثانية



( 5 ) ابدا بتخفيض عدد السجائر التي تدخنها , وغير نوعية السجائر التي تدخنها , وغير اليد المفضلة التي تستخدمها للتدخين ( من اليمين الى اليسار أو العكس ) وحاول أن تستخدم سجائر منخفضة النيكوتين حتى تصل الى الحد الأدنى من عدد السجائر ومن كمية النيكوتين في الدم .



( 6 ) أنا شخصيا قمت بعمل حجامة لمرتين خلال فترة تخفيض النيكوتين , وتبرعت بالدم لمرة واحدة . ورفعت عدد المرات الاسبوعية التي امارس فيها الرياضة الى 4 ايام في الاسبوع وقد تجد عدة طرق لتنظيف جسمك من السموم واستعادة الجسم لحيويته باستخدام بعض الاطعمة المضادة للاكسدة مثل الإكثار من اكل الخضروات .



( 7 ) عندما تصل السيجارة في حياتك الى أضعف مراحلها وتكون قد استغنيت عنها نفسيا بشكل كبير , وبدات تستمتع بالحياة بدونها , وخفضت نسبة النيكوتين في دمك الى اقل مراحله عندئذ يجب أن تبدأ في التفكير في ( طلاق السيجارة )



مرحلة الطلاق تحتاج الى شيء من العزيمة وهذه العزيمة لا تنبع من فراغ ولكنها تراكمية بمعنى أن المدخن يبنيها بنفسه ويستطيع التحكم في حجم عزيمته عبر التالي:

* إقرا بكثرة عن أضرار التدخين
* حاول أن تتخيل نفسك مصابا بسرطان الرئة لا سمح الله , وإن استطعت أن تزور المستشفى لمشاهدة مرضى يعانون من سرطان الرئة فافعل ذلك .
* تخيل كم ستكون حياتك جميلة بدون تدخين وراجع مع نفسك أن لديك اشياء كثيرة تستمتع بها في الحياة أكثر من التدخين
* تذكر عدد السنوات التي قضيتها مدخنا وأنك قد وصلت مع التدخين الى آخر الرحلة ولا بد أن يقتل أحدكما الآخر , فإما أن تقتل السيجارة أو هي تقتلك .. هذه قوانين اللعبة
* تذكر حاجة أطفالك اليك , وانت تقتل حياتهم عبر قتل نفسك ولسبب تافه

​

حدد بعدها يوما جميلا تطلّق فيه السيجارة واطلب من الله تعالى أن يساعدك على ذلك وأنصحك أن يكون يوم اقلاع عن التدخين يوم اثنين أو خميس تنويه بالصيام لله تعالى وفي نفس الوقت تنويه صياما عن السيجارة واخبر أصدقاءك المقربين وعائلتك إن امكن .

صم ذلك اليوم , وافطر على نعمة الله واستحضر كل لحظة جميلة منه وأنت ترى السيجارة تحتضر وتصرخ وتتوسل اليك أن تعيدها الى حياتك وأنت ترفض وتبتعد وتقرر أن تعيش حياة اجمل .

مارس الرياضة بكثرة خلال الأسابيع الأولى للإقلاع عن التدخين , حيث يساعدك ذلك في التحكم في عصبية المزاج وتفريغ الشحنات الداخلية من الاحتقان ويمكنك أن تحضر كمية من المكسرات المالحة وتضعها في مكتبك وسيارتك ومنزلك لتشغل فمك عند الاحساس برغبة التدخين .

كل يوم تقضيه بدون تدخين اكتبه في ورقة وحدد له قيمة معينة من الكيلومترات مثلا ( 1 كيلو ) لكل يوم للأسبوع الأول و ( 3 كيلو ) عن كل يوم للأسبوع الثاني و ( 5 كيلو ) عن كل يوم للأسبوع الثالث وهكذا , واحسب باستمرار عدد الأميال التي تبعدها السيجارة عنك وأضف المزيد من الكيلومترات يوميا ثم تذكر دائما أنها ليست بعيدة في أي لحظة وان سيجارة واحدة فقط أو نفخة ستعيدها الى جانبك وأن سيجارتين ستدخلها في صدرك مرة أخرى !!!

أخيرا , وحتى بعد سنة كاملة من الاقلاع عن التدخين وبعد أن تكون نسيت السيجارة ولم تعد تتذكرها الا نادرا , سيبقى لديك نزعة ما للعودة .. اقتلها بالرفض التام وبحسبة المسافة الكبيرة التي ابعدت السيجارة عنك وأن السيجارة يمكنها أن تعود الى جانبك في أي لحظة تضعف فيها وتقرر أن تأخذ نفخة او سيجارة عابرة . لا تجازف أبدا بتضييع مجهود شهور من اجل لحظة ضعف. ومقاب كل مرة تفكر فيها بالعودة للتدخين أو مقابل كل لحظة ضعف تبرع بمبلغ معين للفقراء عبر أجهزة الصراف أو عبر التبرع المباشر للإحساس بفداحة التفكير في العودة بعد أن نجاك الله من تلك الآفة واعتبرها كفارة عن مجرد التفكير في العودة.



وحين تكون قد وصلت الى المراحل النهائية من التعافي , ابدأ بمقارنة حياتك قبل وبعد السيجارة وستشعر بفرق كبير جدا في العديد من النواحي

* الراحة النفسية والجسدية
* الطاقة الجنسية ( تتضاعف عدة مرات )
* تعود البشرة الى لونها المتورد ويزول اصفرار العينين ورائحة الفم الكريهة وتصبح الأسنان بيضاء
* نوم مريح وهادئ و4 ساعات من النوم قد تكفيك ليوم كامل
* طاقة اكبر في العمل والحياة بشكل عام لدرجة انك تفول لنفسك دائما ( أثاريني ما كنت عايش )
* الرغبة في الصلاة على وقتها ومع الجماعات ولا وجود لخوف من تضايق المصلين من رائحة الفم والثياب
* الأكل يصبح الذ واشهى
* العصبية تنخفض كثيرا والسيطرة على الذات عند ضغوط العمل ترتفع
* القدرة على التفكير السريع والاستيعاب بمجهود أقل ترتفع كثيرا
* الرغبة في ممارسة الرياضة كوسيلة لتفريغ ضغوط الحياة والاستمتاع البريء بلذة الجسد والصحة والشباب
* إذا كان لديك اطفال تنخفض احتمالية إصابتهم بالحساسية والربو
* الأطفال المستقبليون بإذن الله يكونون صحيحي الجسد والعقل لصحة الأجنة وارتفاع نسبة الخصوبة لدى الرجال
* تعود نبضات القلب الى طبيعتها ويمكنك عمل تخطيط في المستشفى للتأكد ( معلومة : كل المدخنين لا تكون نبضات القلب لديهم طبيعية )
* لا يصبح لديك قلق بخصوص الصحة والإصابة بالأمراض الخطيرة لا سمح الله وتشعر براحة واطمئنان
* الاستمتاع بالصيام في شهر رمضان وبالافطار على عكس ايام التدخين حين يكون الافطار عبارة عن الأكل بسرعة ثم الجري للخارج لإشعال سيجارة أو عدة سجائر تشعر بعدها بالتعب حتى تنتهي صلاة التراويح وأنت لا تزال مرهق بسببها !!
​

ولكل شخص العديد من المزايا الأخرى التي يشعر بها بعد الاقلاع عن التدخين .



أتمنى لكم حياة طيبة .

***

هذا الموضوع برعايت مؤسست بيت الشعر القابضت (3HG) هير هاوس هولدين قروب ..

للتواصل : ابوعزيز@بريدحار.قم

تقبل الإضافات من جميع الناس عدا الأوريات واللي من خارج الجامعة .. لابد يجيبون معهم اثبات حسن نية .. مهوب عقب ما ياخذ لزومه يروح ويخلينا ..​