مقال عن حقوق الوالدين

حقوق الوالدين

إنّ للوالدين حقّاً عظيماً على أبنائهم، فهما من قاما بتربيتهم، ورعايتهم، والإنفاق عليهم، والأمّ هي من سهرت الليالي الطوال من أجل راحة أبنائها، ومن تعبت في تربيتهم، ومن كانت تفضّلهم حتّى على نفسها، والأمّ هي الوحيدة التي قد تنسى الدّعاء لنفسها على أن تقوم بالدّعاء لأبنائها ، وأمّا الأب فهو من يعمل ليلاً ونهاراً، ويسعى بشتّى الطرق لتوفير حياة كريمة لأبنائه ، ليلبي رغباتهم ومتطلباتهم ،

وبالتالي كان من الواجب على الأبناء برّهم، وإعطاؤهم حقوقهم بأكمل صورة.

وقد جاء في القرآن الكريم آيات مفصلة يبرز فيها حقوق الآباء ويلزم الأبناء تجاههم بمسؤوليات لا يمكن تجاوزها ، وكذلك أحاديث نبوية توضح فيها جهود الآباء وحقوقهم تجاه الأبناء . وقرن الله سبحانه وتعالى في كتابه بر الوالدين بعبادته وأنها تأتي مباشرة بعد عبادته .

الإسراء : 23 { وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا }


وبر الوالدين مقدم على بر غيرهما من الناس ، سواءً الأولاد أو الزوجة أو الأصدقاء أو الأقرباء ، أوغير أولئك من الناس ، بر الوالدين مقدم على أولئك جميعاً . وأوجب القرآن الكريم الإحسان للوالدين ولو كانوا مشركين ، فلا يمنع كفرهما من الإحسان إليهما : ( وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ) لقمان : 15 .

وأيضا جاء بر الوالدين مقدماً على الجهاد الذي اعتبره النبي ذروة سنام الإسلام ، سئل النبي : أي العمل أحب إلى الله ، قال : الصلاة على وقتها ثم قال بر الوالدين ، ثم قال الجهاد في سبيل الله .

ومن حقوقهما : الإحسان إلى الوالدين؛ فقد أمر الله عباده بالإحسان إلى الوالدين، وعدم التأفّف منهما؛ وهو أدنى مراتب القول السيء، فالوالدان هما من أحسنا إلى أبنائهم؛ فالوالد قدّم الإنفاق، والوالدة قدّمت الإشفاق لهم.

تكريم الوالدين، ورفعهم المكانة العالية؛ وذلك من خلال الافتخار بهم، والإشادة بهم وبفضلهم، وبما قدّموه لأبنائهم في جميع المناسبات والمحافل.

خدمة الوالدين ورعايتهم، وخاصّةً في سن الكِبَر؛ فهم في هذا السّن أحوج ما يكونا إلى الخدمة والرعاية. الدعاء إلى الوالدين بالمغفرة ودخول الجنة ، وبأن يوفقهم الله لطاعته ، وفعل الأعمال الصالحة التي تقرّبهم إلى الله سبحانه . دعوة الوالدين إلى الله تعالى إذا كانا بعيدين عن الله؛ وذلك بدعوتهم إلى الصلاة، وترك المنكرات، والتصدّق بالمال.

وقد حذر الإسلام من عقوق الوالدين والإساءة إليهما ، واعتبر ذلك من أكبر الكبائر . فعن أبي بكر – رضي الله عنه – قال : قال الرسول – عليه الصلاة والسلام : ( ألا أنبئكم بأكبرِ الكبائر؟ ثلاثًا: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور، أو قول الزور) ، وكان رسول الله متكئًا فجلس، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت . ومن أعظم العقوق أن يتأفف الولد من والديه ويرفع صوته عليهما ويجلب الإهانة لهما والمسبة لأي منهما .