مكانة الإنسان في الإسلام ومظاهر تكريمه

الموضوع في 'الحوار الجاد' بواسطة CAN, بتاريخ ‏24 نوفمبر 2018.

  1. CAN

    CAN عضو

    انضم:
    ‏12 يناير 2016
    المشاركات:
    5
    التخصص:
    CISE
    الجامعة:
    KFUPM
    سنة التخرج:
    2020
    التقييمات:
    +2 / 0 / -0
    مكانة الإنسان في الإسلام ومظاهر تكريمه

    في دين الإسلام خلق الله الإنسان وجعله خليفته في الأرض، ومن ثم فالإنسان هو جوهر الحياة ومركز كل شيء فيها، وكل الكائنات حوله خلقت وسخرت لأجله.

    من هذا المنطلق العظيم والذي يجعل الإنسان هو العنصر الأهم بين كل الكائنات، والعنصر الأكثر قدرة على التحكم والتفاعل مع بقية الكائنات بكل علم وإدراك ووعي، ينطلق دين الإسلام في وضع أسس تحفظ لهذا الإنسان مكانته العالية وتحصنه من كل ما قد يضع من مكانته.

    من الأمور التي اعتنى الإسلام بها والتي تحفظ للإنسان مكانته ما يلي:

    حفظ النفس:

    حرم الإسلام أي تعدي على النفس البشرية، بأي صورة كان ذلك التعدي؛ فقد حرم التعدي على النفس بإرهابها نفسياً أو جسدياً أو حتى بالذكر الذي يسيء إليها في غيابها أو حضورها.

    يبدأ المنع الشرعي لأي صورة من صور الإيذاء بمنع الترويع ولو مازحاً، ويتسمر في وضع القوانين والتشريعات التي تصون الإنسان وتحفظ كرامته وبقائه.

    لا يجوز قتل النفس البشرية بأي صورة من الصور إلا في حالات محدودة جداً، وتبرز في هذه الحالات سمة مشتركة، وهي أن الذي أباح الشرع نفسه للقتل لم يكن ذلك إلا لأنه تعدى على أنفس بشرية أخرى بصورة من الصور، فكان الجزاء من جنس العمل. وإلا فإن الشرع قد سد كل السبل المؤدية لانتهاك حق أي إنسان بالحياة.

    صون العرض والسمعة:

    من الأمور البديعة في دين الإسلام والتي لا يجاريه فيها أي تشريع على هذه الفسيحة، قوانين مغلظة ومشددة تحمي الإنسان في حضوره وفي غيابه من أي إساءة لعرضه أو سمعته بقولٍ أو فعل.

    فنجد الإسلام قد أعد عقوبات شديدة لمن يتهم إنسان آخر بتهمة دون دليل بين ثابت، ومن صور ذلك قذف الفرد بأنه زاني دون الإتيان بأربعة شهود وبشروط دقيقة جداً يجب توفرها فيهم، وما لم يأتي المدعي بهؤلاء الشروط ترتب له عقوبة تؤدبه وتثبت براءة المدعى عليه.

    ومما تكرهه النفس البشرية وتبغضه أن يذكرها الغير بما تكره مما هو فيها أو ليس فيها، ونجد الإسلام قد كفل للإنسان الأمان من هذا الجانب، وتكفل له بأن لا يذكره أحد في غيابه، وإن تم ذكره فقد تكفل له الإسلام بتعويض ذلك بالأجر والمثوبة.

    حماية العقل والبدن:

    كثير ما نسمع في عالمنا الحديث عن المشاكل العقلية والنفسية والبدنية والاجتماعية، ويتصدر قائمة مسببات هذه الأزمات والمشاكل غياب التوازن في الحياة، وغياب التشريع الدقيق الذي يوفر الوصفة المناسبة لحياة بشرية آمنة وصحية.

    في النهج الإسلامي العظيم تتوفر الخطوط العريضة والقواعد الأساسية التي يمكن الانطلاق منها لتحديد ما هو مفيد للنفس وما هو ضار بها. فنجد في التشريعات الإسلامية تحريم لكثير من الأمور التي تخل باتزان الفرد والمجتمع، مثل الخمور والمخدرات والمسكرات والأطعمة الضارة.

    ولا يقتصر النهج الإسلامي على الأمور المادية بل يتعدى ذلك إلى الأمور الخفية والتي لها أثر سلبي على العقل والمجتمع البشري، مثل نشر المعلومات المغلوطة والإشاعات، ونشر الأفكار الهدامة والرذيلة، وامتهان العقول باستغلال جهلها وجعلها أدوات ومطية للأقليات المسيطرة.

    وفي عودة إلى الأمور المادية نجد الإسلام كذلك قد نهى الإنسان عن كثير من العادات التي تضع من قدر وقدرة عقل وبدن الإنسان. ومن صور ذلك أنه سن للإنسان الاستعاذة من الكسل والبخل والعجز والضعف عند كل صباح وكل مساء.

    هذه الصورة الشاملة الوافية الكاملة الأركان في حماية العقل والبدن لا يمكن أن تجدها في أي تشريعات أخرى, وإنما اختص بها الإسلام منذ أربعة عشر قرناً، وما كان ذلك إلا لأن الإسلام نهج وضعه الخبير العليم، ونقله الصادق الأمين.

    تكريم العلاقات البشرية:

    لن تجد تشريع بشري أكثر تحفيزاً وحثاً على العلاقات النقية المثالية بين الأصدقاء، كما ستجده في الإسلام. يضع نقاط النظام الأساسية التي تحمي هذه العلاقات من الغدر والخيانة والتعاون على السوء والقطيعة وغيرها من مشاكل الصداقات. ولعلنا نجد في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)). وإن كان هذا الحديث عام لم يخص به رسول الله صلى الله عليه وسلم الصديق إلا أن الصديق يدخل ضمن دائرة هذا العموم، وتبرز عظمة هذا الحديث في تربيته للنفوس في ربطة حب الخير للغير بالإيمان، وجعل مقدار حب الخير للنفس هو المعيار، والمقدار المقبول فيه هو التساوي. فلا يمكن لعاقل سوي أن يتقبل أن يخونه أو يغدر به صديق، عليه فهذا الحديث يحرم على الصديق أن يخون صديقه أو يغدر به.

    وفي الجانب الآخر نجد الإسلام قد أحاط هذه العلاقة علماً وتشريعاً، فنجده يقر كلما فيها من حسنات وسيئات، ويحفز على الحسنات، ويحذر من عواقب السيئات، أما الجانب المشرق وهو الحسنات فقد جعل الإسلام جزاء الصداقة الصادقة الحق ظل عرش الرحمن مع صفوة الخلق عبر كل العصور.

    وأعظم علاقة بشرية قدسها الإسلام ورتب عليها الكثير من العطايا في الدنيا والآخرة، ولعله يمكن القول أنه هذه العلاقة هي أعظم علاقة بعد علاقة العبد بربه عز وجل. وهذه العلاقة هي علاقة الفرد بالأسرة.

    في الإسلام الوالدين الإحسان إليهما واجب ليس فيه اختيار، والإحسان للأبناء واجب ليس فيه حرية اختيار. وفي كثير من التشريعات الأرضية في عصرنا نشاهد كثير من صور التنصل من هذه الواجبات تحت مسميات الحرية والخصوصية وحق الفرد في تحديد مصيره واختياراته. بينما في الإسلام نجد الأحكام الشرعية تعي حقيقة ما يحتاج إليه المجتمع الإنساني من ترابط وتكامل وتكافل وتلاحم وتواد.

    الأم والأب سبيل إلى الجنة، البنت والابن سبيل إلى الجنة، الأخت والعمة والخالة سبيل إلى الجنة، وكل صلة أسرية نور يهدي إلى سبيل من سبل بلوغ الجنة، هكذا جعل الإسلام العلاقات ترتبط بالأثر البعيد والأهم، فإذا ما غابت المكاسب الدنيوية من هذه العلاقات حفزتها الحوافز الأخروية.

    وهذا لا ينفي أن هنالك آثار عظيمة دنيوية من هذه العلاقات، رتبها الإسلام لمن يحسن إلى أهله وذوي قرابته. ومنها البركة في المال والعمر، وحصول المحبة والقبول بين البشر.

    حق المرأة في الإسلام:

    في زمن الإسلام الأول كانت المرأة تعاني من الظلم والقهر في نواحي كثيرة من الحياة، كانت تقتل لأنها امرأة، وكانت عار لأنها امرأة، ولا أظن بعد حرمان الحق بالحياة تحت بند أنها امرأة أن هنالك حق أهم وأعظم يمكنني ذكره. ولم يكن هذا مقتصر في المجتمع العربي حينها، بل كان في المجتمعات الأخرى بصور أشد بشاعة وأكثر ظلماً للمرأة.

    وفي العصر الحديث نجد المرأة في العصر الحديث في كثير من الحالات تحولت لمادة إعلانية وتجارية، وأداة تستخدم لرفع المستوى الإنتاجي لأصحاب الأموال في عالمنا الرأسمالي القائم على المصلحة الفردية بدرجة أكبر من المصلحة العامة الإنسانية.

    في المقابل في المنهج الإسلامي وجدت المرأة تعريف آخر يضعها في مكانة عالية تمنحها مساواة في أمور كثيرة مع الرجل، بل وتميز في بعض الأمور على الرجل، ولكنها لا تزج بالمرأة في معتركات لا طاقة لها بها، ولا تقبل أن تستغل المرأة كسلعة أو إعلان تجاري، وترفض أن تكون المرأة عنصر غير منتج وغير فعال، بل نجد الإسلام قد أوجد للمرأة مساحات في مراكز صناعة القرار، وسوق العمل، وعالم العلم والمعرفة.

    من هنا يمكن القول بأن المنهج الإسلامي هو المنهج المثالي الذي وفر للمرأة تعريف يليق بها وبما تتميز به من قدرات ومقومات، ويكفيها كثير من المسئوليات التي لا تطيقها.
     
جاري تحميل الصفحة...
مواضيع شبيهة - مكانة الإنسان في الإسلام ومظاهر تكريمه
  1. عكّاش
    الردود:
    0
    المشاهدات:
    551
  2. Abuma6ar
    الردود:
    5
    المشاهدات:
    908
  3. تقييم
    الردود:
    13
    المشاهدات:
    8,797
  4. SAM-7
    الردود:
    43
    المشاهدات:
    2,315
  5. finance
    الردود:
    0
    المشاهدات:
    1,787
  6. فيصل الفاهد
    الردود:
    0
    المشاهدات:
    421
  7. mohammadxx111
    الردود:
    0
    المشاهدات:
    447
  8. Naif Haddadi
    الردود:
    0
    المشاهدات:
    516
  9. Ahmed Mahfopuz
    الردود:
    0
    المشاهدات:
    2,565
  10. سلمان توفيق صالح
    الردود:
    0
    المشاهدات:
    635

مشاركة هذه الصفحة