نزف ُ القلم ، على صفحات من ذاكرة الألم

الموضوع في 'حياة طالب' بواسطة طالب مبدع, بتاريخ ‏2 يناير 2012.

  1. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    شاهد عيان

    يقول الصديق أبو صالح - قدّس َ الله سره - في شهادته على العصر ! فيما يخص المذكرات:

    بصراحة المذكرات كحد أقصى تصف 60 % مما مرّ بك ! وإلا فهي تصف أقل من ذلك وأنا أشهد لك


    ،،،

    وأنا أقول أنها لا تتجاوز الـ 40 % في أفضل الأحوال

    وحتى هذه الـ 40 % حاولت تخفيف وطئتها ما استطعت



    cc لمن يظنون أني أبالغ في ما ذكرته في المذكرات !


    وما زال للألم بقية ...
     
  2. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    فلم يبق إلا صورة اللحم والدم !


    لسان الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤاده
    فلم يبق إلا صورة اللحم والدم !



    هنا صورة اللحم والدم !

    http://bleedingpen.maktoobblog.com/about-g-a-g-h/
     
  3. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    الإخوة الكرام ...

    كان إنقطاعي عن إكمال هذه المذكرات قسري

    ولأسباب صحية حيث أجريت مؤخرا عملية جراحية تكللت والحمدلله بالنجاح

    وأنا بصحة جيدة والحمدلله لكن في فترة نقاهة

    وسأعود لإكمال المذكرات بمجرد أن أجد نفسي قادرا على الكتابة


    وما زال للألم بقيّة ...
     
  4. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    جزاكم الله خيرا وبوركت مساعيكم

    كل من راسلني عن طريق الاستبيان وصلت رسائلكم


     
  5. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    091 ... عن الإنسان ... في كل زمان ومكان !

    [​IMG]

    مازلت أذكر لحظات الترقب لما في الكتاب من حقائق ، فقد شدني ما أطلعت عليه بشكل سريع في المكتبة من الكتاب وجعلني أنتظر الوقت الذي استطيع فيه قراءة الكتاب ، أخذت الكتاب معي في "كيسه" للعمل وفتحته بعد أن أفطرت ، وبدأت بقراءته ، وكان المؤلف (أبو بكر الجزائري) يتحدث عن أمور عميقة جدا في كل نفس بشرية ، فقد تعرض في البداية لتوضيح لم كتب الكتاب ولمن ، وذكر أنه جعله كتابا ميسرا جدا وبنفس الوقت شاملا لجميع أصول العقيدة وحاويا لفروعها باسلوب بسيط جدا بعيد عن التكلف

    كان الجزائري في البداية يتحدث عن (ماهو الإنسان؟) ولم يحتاج الإنسان لعقيدة وماهي العقيدة وعن ضرورة الدين للإنسان ، وكنت اقرأ له خطوة خطوة ولا أريد أن اقرأ بلا استيعاب أو أن اقرأ بطريقة قراءة القصص والروايات قراءة سريعة ، بل استغرقت وقتا طال جدا في قراءة هذا الكتاب لأني كنت اقرأ لاستوعب فكنت أقف فترات عن القراءة ثم أعود من حيث للإكمال وقفت

    تحدث المؤلف في الكتاب عن أفكار الفلاسفة عن أصل الكون والإنسان وكيف أن نظرتهم اساءت للبشرية وقللت من قيمتهم ثم تحدث عن الله – عز وجل – وطرق معرفته والوصول إليه ومن ذلك سبل الهداية "العقلية" ومستويات معرفة الناس بالله ثم عن أصول الإيمان وعرّج على فروع العقيدة وغير ذلك ولن أسهب في ماذا قرأت ووجدت لأني سأضع رابط للكتاب لمن أراد الإطلاع عليه فليس الموضع موضع قراءة للكتاب بل ذكر له فقط (وأتمنى من القرّاء الشيعة عدم خشية قراءة الكتاب حيث أن مؤلفه جزائري وليس سعودي ، فلا تردنكم عقدة "الوهابيّة" عن القراءة)

    كنت اقرأ وكأني أول مره أرى هذا الكلام ، ووجدت فيه كثير من المصطلحات والتعاريف التي كنا قد عرفانها في المدارس ولكن ربما لم نفهما بعمق ولعل ذلك يرجع لأننا كنا ندرس للدرجة وليس للمعرفة فاختلاف الدافع هو ما جعل الاستيعاب يختلف !

    كنت في الوقت ذاته اقرأ في مواقع الإنترنت وكذلك أعمل على مشروع الكواب ، كان للعبادة على بصيرة لذة لا يجدها العابد المقلد ، فكنت سعيدا تلك الفترة بتلك الأجواء الإيمانية ، وكنتُ متأنيا جدا في قراءة كتاب "عقيدة المؤمن" ولا أجبر نفسي على القراءة ، بل متى ما وجدت في نفسي الرغبة الجادة والقوية بالقراءة ، قرأت ، لذا فإني لم أنته منه إلا في فصل 092 !

    كان تأجيلي لإنهاء الكتاب لسببين ، الأول ذكرته سابقا وهو التأني للاستيعاب والثاني هو أن الوقت بدأ يضيق فيما يخص مشروع الكواب ، فقد واجهت مشاكل لا يعلمها إلا الله في مشروع الكواب

    وما زال للحرف بقية ...


    كتاب عقيدة المؤمن
     
  6. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    091 ... مشروع الكواب 2

    كنت قد ذهبت للظهران لمجمع "الدوسري" (وهو مجمع تجاري مختص بكل ما يمت للكمبيوتر بصلة) بحثا عن مبرمج يستطيع تحويل النظام الذي صممته للشركة ، فقد قمت بعملية التحليل analysis ثم التصميم design وبقي تنفيذ النظام implementation أي برمجته لكي يكون حيا ينفع ! ولكن كون النظام يحتاج إلى لغة برمجة كال php أو الـ asp.net وقفت أمام مشكلة كان يتوجب علي ّ حلها بأي طريقة كانت ، في البداية حاولت تعلم هذه اللغات وحتى ذهبت لجرير لقراءة كتب عنها ولكن رأيت الطريق طويل ، واستشرت حسين فنصحني بأن أبحث عن مبرمج يقوم بهذه المهمة لكي لا يضيق علي الوقت ولا استطيع عمل النظام ، فذهبت لمجمع لدوسري ، الطابق الثالث ، ووجدت مكتب يقوم بتقديم خدمات للبرمجة ، ففرحت بذلك وشرحت للهندي الموجود به نظامي وأريته التصاميم التي قمت بها ففهم النظام وقال :

    استطيع عمله

    قلت:

    كم يأخذ وقت

    قال:

    من اسبوعين إلى شهر ونصف كحد أقصى

    فسعدت بذلك وعدت للأحساء مرتاح البال حيث أنه ما زال هناك وقت يكفي ويزيد على إنهاءه ، ولكنه طلب مني مبلغ مالي كبير ، لم يهمني لأني خشيت ألا أجد من يبرمج لي أصلا ، وقد مررت الجامعة وأبا صالح فوجدته قد تعرف على أصدقاء جدد وأصبحوا يترددون على الغرفة كثيرا لعدم وجودي فيها ، ولكن لم أطل المكوث في الجامعة لأني كنت على عجلة من أمري.

    عشت تلك الفترة أياما جميلة ، كنت اقرأ بنهم ، في الشركة وفي البيت واستمتع بالقراءة جدا ، وكنت إذا عدت من الشركة أذهب لاقرأ لدرجة أن أخي الأصغر قال لي مرة :

    يا خي أنت يا نايم يا بالشركة يا تقرا ؟؟!!

    وعشت تجربة رائعة لا استطيع ذكرها في المذكرات ... لكنها ما زالت راسخة في الوجدان ، وكانت الأيام تمر ويقترب موعد العمل الجاد على مشروع الكواب فلما شعرت أن الوقت أصبح مناسبا لبدء مشروع الكواب ، ذهبت للظهران هذه المرة يوم الأربعاء والخميس ذهبت لمحل المبرمج الهندي وقال لي أنه لن يستطيع لقائي إلا يوم السبت ! ولم يقل لي ذلك إلا الخميس وأنا في الظهران بعدما اتصلت عليه ، فاستأذنت من حسين يوم السبت وأذن لي.

    ذهبت السبت للمحل فوجدته مغلقا ! إتصلت عليه وقلت له أني قد أتيت على الموعد فقال لي أنه مشغول بالعمل ولن يستطيع الحضور اليوم ! قلت له:
    أنت قلت لي تعال يوم السبت واستأذنت من العمل يوم عشان أقابلك بس ، كيف تقول الآن ماقدر أقابلك ، طيب كان قلت من أول

    فقال:

    أنا مشغول بالعمل ... شف لك واحد يبرمجه !

    هكذا بكل بساطة بعدما ضاق بي الوقت وكنت متكلا عليه ! خذلني ! فغضبت جدا لأني الآن لا أعلم ماذا أصنع لأجد مبرمج آخر

    كلمت أخي فأشار علي بالذهاب لمجمع آخر شبيه بالدوسري في الثقبة أعتقد أنه على شارع مكة المهم أننا ذهبنا له ، فكان أصغر من مجمع الدوسري ، طابقين فقط بحثت في الطابق الثاني فوجدت محلين لتصميم الأنظمة لكن للأسف كانا مغلقان !

    ذهبت للدور الأرضي وكنت أشرح لأصحاب المحلات ما أريد فيقولون أنه لا علاقة لهم بالبرمجة ، فبدأ الأمل يضعف بوجود من يفهم علي ، أحد أصحاب المحلات كان واقفا بالخارج ، سألني عم أبحث فقلت بنفسي : ما جدوى الحديث سيكون كسابقيه ! وفعلا عندما شرحت له قال أنه لا يستطيع أن يبرمج لي ، ولكنه قال:

    دقيقة

    وأخرج جواله واتصل على شخص ، ثم قال :

    إنتظار شوي يجي هذا نفر ...

    إنتظرت وأنا لا أؤمل كثيرا وتأخر الشخص المنتظر كثيرا ، فعدت للباكاستاني وعاود الإتصال به وقال أنه في الطريق قادم ، بعد حين من الدهر أتى ، وخرجت له في مواقف السيارات لأنه طلب ذلك !!

    فلما سألته عن السبب قال أن أصحاب المحلات يعرفونه لأنه أخو الباكستاني الآخر وهو غير مصرح له بالبرمجة لأنه يعمل في أرامكو ولا يحق له البرمجة بدون إذنها !

    ركبت معه السيارة أنا وأخي وكان معه باكستاني آخر ، شرحت له النظام على وجل من ألا يفهم ما أريد أو لا يستطيع برمجته ، ولكن لما انتهيت من شرح النظام والأشكال التوضيحية التي في التصاميم

    قال:

    سهل وواضح استطيع عمله !

    ففرحت جدا ...

    بل وافق أن يقوم بعمله لي بنصف سعر الهندي !! والمبلغ بالآجل أيضا !! بعد أن يسلمني النظام كاملا !!

    فعجبت من حسن تدبير الله وولايته إذ رد عني المبرمج الهندي ليبدلني من هو خير منه

    فعدت للأحساء مرتاح البال ...

    وما زال للحرف بقية ...
     
  7. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    091 ... في ذكرى رحيل (2)

    بدأ المبرمج العمل على برمجة النظام coding وكان بيني وبينه تواصل دائم عن طريق الجوال حيث كان يستوضح مني بعض الأمور ، وكنا أحيانا نعمل سويا عن طريق الماسنجر حيث يكون بيني وبينه حديث صوتي بالإضافة إلى العمل على النظام حيث كان يرسل الـ (كودات) لي لأقوم بوضعها في مكانها المناسب. وقد طال العمل على النظام لمدة شهرين ! إلى آخر فترة التدريب ، فاستغليت الوقت قبل انتهاء فترة التدريب بالبداية بكتابة التقرير الذي سأسلمه للجامعة ، وتركت جزئية شرح النظام فارغة حتى أنتهي منه مع المبرمج

    في تلك الفترة كنت في الشركة اقرأ غالبا وأحيانا أتحدث مع حمود أو نجلس سويا في الكافتيريا للترفيه

    ذهبت مرة للجامعة للترفيه عن النفس مع أبي صالح وعندما وصلت للغرفة كان بابها مفتوحا فدخلت باستغراب ولم أجد أحدا ولكن وجدت (باكت) دخان على سريري ! يبدو لصديق لأبي صالح لأنه من نوع غير شائع فقلت:

    بئس ما خلفتني فيه أيه الدبّ !

    ثم دخل ذلك الطالب الغرفة مباشرة (أي : درعم َ !) وتفاجأ بوجودي وسلم علي وكأني أنا الضيف !

    يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا *** نحن الضيوف وأنت ربّ المنزل !

    ففهمت منه أن غرفتي أصبحت استراحة ! خاصة بوجود التلفاز فيها ، فكانت لمتابعة المباريات والاستجمام وكان هذا الطالب يأتي لها للترفيه عن نفسه

    عدت للأحساء بعد قضاء الويكند في استراحة أبي صالح ! واستمريت بالعمل الجاد على مشروع الكواب

    وفي يوم من الأيام إتصل بي أخي وحدثت هذه الحادثة التي ذكرتها سابقا

    091 ... في ذكرى رحيل ...



    وبعدها بفترة قصيرة بدأ العد التنازلي لنهاية فصل 091 ... وفي الإختبارات النهائية لذلك الفصل ، زارنا رجل مسن من الأقارب في إحدى صباحات تلك الفترة ، وعندما قدمنا له الإفطار ، قال :

    يقول الشاعر : أظن ما يبقى على الأرض باقي ... (وأكمل البيت بتكملة لا أذكرها)

    وقال:

    وش معنى البيت هذا ؟؟

    قال أبي - وهو شاعر - :

    حامد شاعر اسأله ...

    فسألني ، فقلت:

    هذا مثل قول الله عز وجل {كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}

    فسعد والدي بالإجابة ولم يسعد المسن ! لا أعلم لم َ ؟!

    ذهبت من عندهم بعد لحظات ، فجاءني والدي بعدها في داخل البيت وكان تبدو عليه العجلة وأعطاني بطاقة البنك (الصرافة) وقال:

    خذ البطاقة يا حامد وانتبه على أهلك ... أنا أبروح لمشوار ضروري

    فعرفت أن هناك خطب جلل ... فوالدي لا يتصرف هكذا ...

    فخرج من البيت ...

    فاتصلت به بعد حين وكان صوته في سيارة ، وقلت :

    عسى ماشر ... وش صار ؟

    فقال:

    جدك توفى ... !


    وما زال للألم بقية ...
     
  8. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    091 ...بـــرزخ !

    انتقل جدي - لأمي - إلى رحمة الله إثرْ حادث مروري مروع ، ونزل الخبر كالصاعقة خاصة على والدتي ، فكانت فترة فيها من حزن الفراق ما فيها ، رحم الله جدي وغفر له واسكنه فسيح جناته ... عددت من فقدت منذ دخولي للجامعة حتى ذلك الحين (2003 – مطلع 2010) فوجدتني قد فقدت صديقين وعمتين وعم وأخيرا جدي رحمهم الله أجمعين

    وكثيرا ما لا نقدر الناس حتى يغيبوا عن الدنيا بلا رجعة ... فنذكر حينها محاسنهم !

    كنت أعتني بالبيت وبإخوتي الذين كانو يختبرون الإختبارات النهائية ، وفي نفس الوقت أكمل كتابة التقرير عن مشروع الكواب ... بقي لي اسبوع واحد فقط مع الشركة السعودية للكهرباء ، ولم أكن انتهيت من النظام بعد ، ولكن كان مكتملا بنسبة 85 % وعرضته على حسين في آخر يوم لي معهم وأعجبه وطلب مني ملفات التصميم وسلمت عليهم جميعهم وأهديت حمود وأبو أحمد وحسين هدايا تذكارية وأخذت صورة لي مع حمود ثم ودّعت الشركة كلها

    عدت للبيت وكان أمامي اسبوعان فقط قبل بداية الفصل الدراسي 092 ... عملت فيها على التقرير وعلى النظام ما استطعت ولازلت أذكر المهندس الباكستاني (المبرمج) عندما إتصل بي يريدني أن أعمل معه على النظام فأخبرته أني لا استطيع بسبب ظروف العزاء فتفاجأ وقال:

    What happened?

    فأخبرته بما حدث فعزاني .. وعندما استأنفنا العمل على المشروع من جديد ... طلب مني في البداية أن نقرأ الفاتحة على روح جدي - رحمه الله - ! ولم أرده برغم أني كنت أعتقد وقتها أن المسألة فيها حرج شرعي ... فأكملنا العمل على النظام ... وبقيت فقط اللمسات الأخيرة عليه ... تركتها لبداية فصل 092


    ومال زال للحرف بقية ...
     
  9. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    092 ... الجامعة ... من قبل ومن بعد

    بعدما قضيت الأسابيع الأخيرة لي في البيت ذهبت للجامعة في بداية فصل 092 ولكني قد تغيرت كثيرا ! لم أعد كما كنت سابقا

    عرفت بيئة العمل على حقيقتها وعرفت الفارق بينها وبين الجامعة وعرفت أن الجامعة مرحلة إنتقالية لبناء الحياة - الدنيوية - المقبلة وأنها ليست كل شيء ولا نهاية المطاف

    كذلك تغيرت على مستوى شخصيتي ، فتلك الأشهر من التجارب والقراءة المطولة والعميقة لم تكن لتذهب بدون أثر ، وكنت اسمي فترة الكواب بـ (الكواب الثقافي !) لأنه ذهب أكثره في القراءة

    أكملت العمل على مشروع الكواب حتى أنهيته مع المبرمج وأكملت التقرير وأصبح جاهزا فسلمت النسخة الأولى 1st draft منه لمرشد التدريب Coop Advisor ليراجعه ويبدي أي ملاحظات قبل تسليم النسخة النهائية منه final draft

    ،،،

    كنت قد اعتدت سماع الدروس الشرعية وكنت استغل وقت ما قبل النوم بساعة بالاستماع لمادة سمعية عن طريق سماعات الرأس (الهدفون) ، وكان مم اسمعه ذلك الوقت عدة محاضرات للأخ جميل الرويلي ، أعتقد أنه لاحقا حذف الموقع الذي يحتوي تلك المحاضرات لأسباب تخصه برغم أنها قيمة ، وكنت أيضا استمع لدروس في العقيدة ، وفي الفقة للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، ثم وجدت شرحا كاملا لكتاب عقيدة المؤمن للجزائري بصوته هو يبدو أنه شرح الكتاب في المسجد النبوي فكان أنفع لي من الكتاب فالشرح يوضح القصد أكثر ، وكان الشرح في 43 مقطعا تقريبا وكل مقطع قاربة الساعة وعشرون دقيقة

    فبدأت بالاستماع له ولم أنته من هذه السلسلة إلا في صيف 093 ! لأني كنت متأن جدا بالسماع وأعيد سماع بعض ما سمعته سابقا لغرض المراجعة

    عندما عدت للجامعة كان أصدقاء أبي صالح في البداية يترددون على الغرفة فلما رأوا تواجدي الدائم بدأت تقل زياراتهم حتى كادت تنعدم ، كنت أحدث أبا صالح كثيرا عن الدنيا وعن الآخرة ... وكان يستمع لي ، وكنت في مرحلة سامية من الإيمان وكنت قد قرأت وقتها كتابا اسمه "الموت ... وعالم البرزخ" كان من سلسلة من عشرة كتب للعالم ماهر أحمد الصوفي قرأته بتمعن شديد وكان قد اسمى تلك السلسلة "موسوعة الآخرة" ، وأعجبتني فكرة الموسوعة حيث أنها شاملة لكل شيء فيما يتعلق بما ستقبل عليه أي نفس بشرية وجدت (خلقت) في هذا العالم بل ما سيقبل عليه كل هذا الكون ابتداءا من علامات الساعة الصغرى والكبرى مرورا بالموت وعالم البرزخ (وهو نهاية كل نفس) ثم الساعة وبداية يوم القيامة (وهو نهاية هذا الكون كله) ثم البعث والنشور والحساب والصراط ثم النهاية الحتمية لكل نفس وهي إما إلى الجنة ... أو إلى النار ! فقط لا خيار ثالث وكان كتاب النار التاسع ثم كتاب الجنة العاشر والأخير بالترتيب الزمني كانت مرتبه الموسوعة ، ولكني قفزت بعد كتاب الموت وعالم البرزخ إلى كتاب الجنة مباشرة !

    كنت اقرأ في كتاب الجنة ونعيمها ، وأعيش تلك الأجواء الروحانية الرائعة ، وتتوق نفسي إلى الجنة ... ويرق قلبي لدرجة أني أشعر برغبة بالبكاء ! وأصبحت استوعب الآيات التي تتحدث عن الآخرة والجنة وقد كنت سابقا اسمعها واقرأها بسطحية ، وكنت استمع لتلاوات خاشعة لوحدي وأبكي كثيرا حينما يقول الله عز وجل {إدخلوها بسلام ... ذلك يوم الخلود} ثم يقول {لهم ما يشاؤون فيها ... ولدينا مزيد !} وقد تحدث الصوفي عن ماهو هذا الـ {مزيد} في كتاب الجنة في نهايته

    وكنت أحدث أبا صالح ... عن الآخرة ... فيغص قلبي بالمشاعر وحنجرتي بالمفردات ... وتتكتل بعيني دمعة فأقف عن الكلام ... خشية أن أبكي كالأطفال فينفجع مني !

    وما زال للدمع بقية ...
     
  10. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    092 ... وعينٌ بكت من خشية الله !

    ذهبت في إحدى عطل نهاية الأسبوع إلى الأحساء ، وعدت بواسطة القطار إلى الدمام وكان معي كتاب "عقيدة المؤمن"

    لا زلت أذكرت تفاصيل تلك الرحلة ، ركبت القطار ووضعت أغراضي وعندما تحرك القطار للدمام ، ذهبت لمقطورة المطعم التي فيها المصلى لاقرأ هناك ، فجلست في المصلى وكان هناك رجل كبير في السن وملتحي يبدو من بدو المنطقة الشرقية وجاء رجل آخر كان حسيرا (لا يغطي رأسه بشيء) يرتدي ثوبا فقط ويبدو في الثلاثينات من عمره ومعه ابن له وجلس معنا في المصلى وكان ابنه شديد المشاكسة والحركة لدرجة تستفزني وهو لا يحرّك ساكن !

    كان يريدون الحديث لقطع الطريق أما أنا فأريد القراءة والهدوء فجاء رجل آخر يريد الصلاة في المصلى وقد ضاق بنا (المصلى) فكففت ساقي عنه ليصلي فصلى وذهب

    كان الثلاثيني يتحدث مع المسن حديث من تلاقو للتوّ ، فسأله من أين هو فقال الثلاثيني - وكان يتحدث بلهجة قصيمية - :

    جآآآآيييين من الرياااض ... نبي نتمشى بالشرقية ... آآآبببي آآمشي العيال

    فقال المسن :

    حياكم الله ... وين تبون تروحون بالشرقية

    قال القصيمي:

    مآآآدري وش الأماااكن الزززينة ... سووووق الراشد هو زييين ؟؟

    قال المسن:

    إيه ... مجمع

    وبدأ يشرح له بعض الأماكن السياحية في الشرقيّة كالكورنيش وغيره وابنه على مشاكسته وفتحت أنا كتاب عقيدة المؤمن وبدأت القراءة ... وبدأت أصواتهم تخفت بذهني تدريجيا كلما تعمقت بالقراءة

    كان الحديث عن اليوم الآخر وهو من أركان الإيمان ، وكان الجزائري يتحدّث كعادته في الكتاب حتى عن الأدلة العقلية لأمكانية وقوع اليوم الآخر ... فشرح ماهو اليوم الآخر وأنه يأتي حتى بمعنى آخر يوم من أيام هذا الكون ... ثم بدأ يشرح بعض المفاهيم العقلية المدللة على حدوث اليوم الآخر ومنها فناء أجزاء من هذا الكون مع مرور الزمن وأن فناء الجزء دليل على أمكانية فناء الكلّ ! وغير ذلك من الأدلة العقلية المنطقية على إمكانية حدوث اليوم الآخر (وهذا الفصل موجود في الكتاب لمن أراد الإطلاع عليه بالتفصيل)

    وأنا اقرأ تلك الحقائق بتركيز وانغماس شديد كنت أشعر أنه خشعت جميع الأصوات التي حولي حتى كأني لا أسمع إلا همسا ! فلم أعد اسمع كلام القصيمي ولا مشاكسة ابنه ولا المسن !

    وكنت أشعر بانتماء روحاني لذلك الكلام ، وأن حقيقة الإنسان أكبر من هذا الجسد المادي ومن هذه التقسيمات العنصرية التي يعج بها العالم ! وأدركت حينها أني روح ٌ تسكن في جسد ، وأنه وإن كان لجسدي علي حق فإنه ليس الأصل بل هو راحلة لها علي حق العناية في دار الغربة التي عبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : "كن في الدنيا كأنك غريب ، أو عابر سبيل !" وأدركت حينها أني "عابر سبيل" وأن قبلي الكثير من عابري هذا السبيل ... وسيكون بعدي أيضا الكثير ... ولكن المهم أن تقطع السبيل وأنت على حق ... فتذكرت موسوعة الآخرة وعزمت على قراءتها حتى أعرف معالم الطريق جيدا

    بقيت اقرأ حتى وصلنا للدمام ، ولم أنته من جزئية اليوم الآخر ، وصلت قرابة الثانية عشرة مساءا للجامعة ، ولم يكن أبو صالح متواجدا ، فأكملت القراءة بعد ترتيبي لأغراضي حتى أذان الفجر ! صليت الفجر وتلوت أذكار الصباح ثم عدت للغرفة متفكرا بما قرأت حتى استقريت في الغرفة وكنت لوحدي وقتها واستلقيت على السرير باسترخاء شديد وتأمل عميق

    كانت القراءة لتلك الأجزاء من الكتاب مؤثرة جدا بي ، وكان ذلك الكم الهائل من الحقائق قد زلزل في نفسي كثير من القناعات التي اكتسبتها من محيطي الثقافي البسيط وكنت أظنها حدود الحقيقة حتى انهارت تلك القناعات وتحطمت تماما وخرجت من بينها روحي التي لا تنتمي لهذا العالم ! فشعرت بحالة من الحنين والحب والخوف من الله لم استطع مقامومتها حتى أنفجرت باكيا ببكاء تنقطع له القلوب ... حتى خرجت روحي من جسدي - في النوم - والدموع تبلل لحيتي

    لا يعزيني سوى قول الرسول عليه الصلاة والسلام :

    "عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله "

    وعين ٌ بكت من خشية الله

    http://www.youtube.com/watch?v=0uAt2CUIQIw


    وما زال للحرف بقية ...
     
  11. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
  12. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    أكثر شريحة كنت أحرص على الكتابة لها في المذكرات هم فئة من الناس تتألم بصمت ولا يعلم بهم حتى أقرب الناس لهم !

    ويعتقدون أنهم هم فقط من يمر بهذا الألم ولم يمر به أحد قبلهم ... لمثل هؤلاء كتبت كل الآلام التي كانت في المذكرات

    ولعلمي أن في ذكري لكثير من الأمور الشخصية وحتى حديثي عن نفسي - مدحا وقدحا - ما ينفع الآخرين ... فعلت ذلك ...

    سيكون ختام هذه المذكرات - إن شاء الله – في شهر ديسمبر القادم ... بعد إكمال سنة من بداية كتابتها ... اسأل الله أن ينفع بها ويكتب لنا أجر الإجتهاد ... ويرزقنا الإخلاص ... وحينها استطيع أن أقول :

    Mission accomplished
     
  13. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    قبل خط النهاية !


    اقتربنا من موعد النهاية ... يا رب أكتب آثارانا وما قدمنا ... يارب

    ربي أجعلني في عيني صغيرا ... وفي أعين الناس كبيرا

    ولا تجعل في قلبي مثقال ذرة من كبر


    واجعلني من عبادك الأتقياء الأنقياء الأخفياء مخمومي القلب ... صدوقي اللسان
     
  14. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    092 ... حفلُ التخــرّج !

    كنت قد سلمت النسخة الأولية من تقرير الكواب للمرشد لمراجعته ، واقترب موعد حفل التخرّج !

    هذا الحفل الذي كان في خيالي دائما ... وانتظره ... وتعبت كثيرا في الوصول له !

    حصلنا على كروت الدعوة لحضور حفل التخرّج ... وأول شيء قمت به أن سلمت كرت لوالدي بعد عودتي للبيت وأخبرته بالوقت والتاريخ ... وأكدت عليه بالحضور مع العائلة ... وحدثت بقية إخوتي ودعوتهم للحضور ... وبدأت التهاني والتبريكات تهل من كل حدب وصوب في اسبوع حفل التخرّج وكان الحفل مقرر أن يكون يوم الأربعاء ولكن بشكل مفاجئ تم تقديمه ليوم الثلاثاء ! فأربك ذلك مواعيد أهالي الخريجين حتى أن بعضهم لم يستطع الحضور ، بالنسبة لي أحد إخوتي فقط أعتذر بسبب هذا التقديم الذي كان خارجا حتى عن إرادة الجامعة !

    أعطاني مرشدي للكواب ملاحظاته على التقرير وطلب مني تسليمه في يوم الأربعاء الذي هو صبيحة اليوم الذي يلي ليلة حفل التخرج ! كان ذلك deadline لابد من تسليمه فيه ... فكنت وقتها لا أرد على الإتصالات التي تأتيني للمباركة لانشغالي باتمام التقرير ... مع هذا بقي أجزاء منه تركتها لأفرح بالتخرج ! تركتها لصباح يوم الأربعاء

    ابتدأ يوم الثلاثاء بالاستعداد لهذا العرس الكبير ، وابتدأت العطور تفوح والثياب الجميلة تكسو السكن الجامعي ... وكان معي أبو صالح في الغرفة يرقب الحدث ويعلق وأمزح معه في جو من الفرح البريء

    أخذت حلتي الكاملة ... وبدأ التواصل مع الأهل ... وكانوا في طريقهم للجامعة ، والدي جاء مرات قليلة جدا للجامعة ، لكن ما لم أكن استطيع استيعابه هو وجود أمي في الجامعة ! في هذا المكان الذي تجرعت فيه مرارة الغربة ... وذقت آلام الحزن وعشت لحظات التوتر والخوف وقاسيت آهات المرض بعيدا عن قلبها الحاني ...

    اتجهنا في الباصات إلى الأستاذ الرياضي كل معه "بشته" في جو فرح ونشوة جميل ... وعندما وصلنا للأستاذ وجدت أناس كثر أعرفهم بعضهم تخرج وتوظف ولكنه قدم فقط للحفل ، وكنا نأخذ صور للذكرى ...

    وأنا أتجول في المكان وجدت "صاحب الطرقات العشر" !! وكان قد تخرج الفصل الأول ويعمل ولكنه جاء لحضور الحفل ، وكان يوما تنسى في الضغائن والخيبات ويقول المرء فيه عفا الله عما سلف ، فرحبت به ترحيبا كبيرا ، وأخذنا صورا تذكارية وسألته عن حاله وتحدثت معه فترة قبل أن استأذن منه للذهاب لاستقبال أهلي الذين وصلوا للجامعة ... !

    إتصلت عليهم ووصفت لهم طريق الأستاذ الرياضي ثم اتجهت لاستقبالهم ...

    كنت ُ سعيدا جدا

    مشيت حتى رأيت والدي - حفظه الله – من بُعد ومعه إخوتي الصغار (وهم ثلاثة) وخلفهم والدتي !! كان المنظر غريبا جدا وغير مستوعب بالنسبة لي !! أنلتقي في هذا المكان ؟؟ لم أكن أظن أن أراهم هنا ، فكل ما كان هنا كان أقرب للحرمان !

    استقبلتهم ... بابتسامة فرح ... وهم كانوا كذلك ... وسلمت على والدي ... وإخوتي ... ثم سلمت على والدتي الغالية وقبلت رأسها وقلت لها:

    نورت الجامعة ...

    وأخذتها لجهة مدخل النساء حتى تيقنت أنها عرفت الطريق .ومن أين تدخل وتركتها هناك وعدت لصفوف الخريجين وكان والدي وإخوتي قد دخلوا للأستاذ ، وبقي أخ لي -الذي كنت أسكن عنده أيام الدبلوم- وكان في طريقه للجامعة ... ثم وصل بعدها بحين

    بدأوا المنظمون ينظمون صفوف الخريجين وسط حضور أمني قوي حتى حضر راعي الحفل ... ثم بدأ حفل التخرّج بعد النشيد الوطني

    وبدأت فقرات الحفل ومسيرة الخريجين ...

    يا الله ! ... كل هذا كان في علم الله ... عندما فصلت أول مرة وجلست في البيت فصلا دراسيا كاملا ! وكل هذا كان بعلم الله عندما فصلت مرة أخرى ... وذهبت للدبلوم ! والله وحده يعلم ما ينتظرنا في المستقبل ... فقد يكون أجمل بكثير مما كنا نخططه لأنفسنا !

    دخلنا الأستاذ الرياضي وسط صيحات الحضور وتصفيقهم وفرحهم ... ورأيت أجواء البهجة تعم المكان ... وكنت أنتظر حتى أمر من الجهة التي يجلس فيها والدي وإخوتي ... وهم كانوا يترقبون مروري ... وعدنا وصلت للمكان الذي يتواجدون فيه أمعنت النظر لأراهم بين الحضور الكثيف ... فسمعت صراخ أخي :

    حاااااااااااامد !

    فرأيته ولوحت بيدي له فوقفوا جميعا لي يلوحون بأيديهم حتى والدي معهم وهم يضحكون فرحا ... ثم تجاوزتهم مع المسيرة وبعد لحظات سمعت اسمي يذاع مع الخريجين ... وما أروعها من لحظة ! ... ثم مررنا أمام راعي الحفل ومدير الجامعة وسلمنا على المدير د.خالد السلطان من بعيد وكان يبتسم للخريجين ويرد السلام ... ثم استقرينا في المكان المخصص لكليتنا ...

    نظرت جهة النساء وتيقنت بأني لن استطيع معرفة أين والدتي بينهن ! ولكن يكفيني أنها موجودة ترى وتسمع اسم ابنها ينادى به في هذا الحفل المشرف

    انتهى الحفل الرسمي ... وقفزت الجماهير ... للملعب إخوتي دخلوا الملعب وصوروا معي عدة صور ... وصورت مع زميل التخصص (الذي فاتني كثيرا ذكره في المذكرات سهوا برغم إجلالي له) وسألتهم عن والدي فقالوا أنه ذهب للمواقف ... ووالدتي كذلك ... فذهبنا له هناك لآخذ صور معه ... نزل من السيارة وقال نصا :

    رفعت روسنا كلنا ...

    قلت :

    هذا أقل شي أقدمه لكم

    أخذت صور معه وذهبوا للبيت .. وذهبت أنا وأخي الذي يسكن في الخبر لمطعم للعشاء إحتفالا

    ويوم الخميس قام والدي بعمل حفل بهذه المناسبة في البيت

    واتصل بي صديق لي من أيام الثانوية كان دائم التواصل معي في الجامعة برغم أنه لم يدرس معي إلا أول ثانوي فقط ولكنه من أوفى من عرفت وما زال متواصلا معي حتى الآن !

    سالني عن الأصوات التي حولي قلت له :

    بالبيت مسوين حفل بمناسبة التخرج

    قال:

    زييييين ... أخيرا ... أنت المفروض تذبح فيل !!

    فضحكت ... وقلت بنفسي أنت حسبت فقط السنين عددا ... كيف لو علمت ما حصل فيها ...وكم هي كما !

    ،،،

    وعلى طاري الفرح ... "نحكي " ... حكاية حفلنا الليلة ..



    http://www.youtube.com/watch?v=tSRjKAx606U
     
  15. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    تعديل بسيط

    فضحكت ... وقلت بنفسي أنت حسبت فقط السنين عددا ... كيف لو علمت ما حصل فيها ...وكم هي كيفا لا كما !


    وما زال للألم بقية ...
     
  16. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    فليتك تحلو ... والحياة مريرة ٌ

    بوح !

    صبورٌ ولوْ لمْ تبقَ مني بقية ٌ
    قؤولٌ ولوْ أنَّ السيوفَ جوابُ

    وَقورٌ وَأَحداثُ الزَمانِ تَنوشُني
    وَلِلمَوتِ حَولي جيئَةٌ وَذَهابُ

    وَألْحَظُ أحْوَالَ الزّمَانِ بِمُقْلَة ٍ
    بها الصدقُ صدقٌ والكذابُ كذابُ

    بِمَنْ يَثِقُ الإنْسَانُ فِيمَا يَنُوبُهُ
    وَمِنْ أينَ للحُرّ الكَرِيمِ صِحَابُ؟

    وَقَدْ صَارَ هَذَا النّاسُ إلاّ أقَلَّهُمْ
    ذئاباً على أجسادهنَّ ثيابُ

    تغابيتُ عنْ قومي فظنوا غباوة ً
    بِمَفْرِقِ أغْبَانَا حَصى ً وَتُرَابُ

    وَلَوْ عَرَفُوني حَقّ مَعْرِفَتي بهِم
    إذاً عَلِمُوا أني شَهِدْتُ وَغَابُوا

    وَمَا كُلّ فَعّالٍ يُجَازَى بِفِعْلِهِ
    و لا كلِّ قوالٍ لديَّ يجابُ

    ولكنني راضٍ على كل حالة ٍ
    ليعلمَ أيُّ الحالتينِ سرابُ

    و ما زلتُ أرضى بالقليلِ محبة ً
    لديهِ وما دونَ الكثيرِ حجابُ

    وَأطلُبُ إبْقَاءً عَلى الوُدّ أرْضَهُ
    و ذكرى منى ً في غيرها وطلابُ

    كذاكَ الوِدادُ المحضُ لا يُرْتَجى لَهُ
    ثوابٌ ولا يخشى عليهِ عقابُ

    وَقد كنتُ أخشَى الهجرَ والشملُ جامعٌ
    و في كلِّ يومٍ لقية ٌ وخطابُ


    أمنْ بعدِ بذلِ النفسِ فيما تريدهُ
    أُثَابُ بِمُرّ العَتْبِ حِينَ أُثَابُ؟



    ،،،

    يا الله ...

    فَلَيْتَكَ تَحْلُو، وَالحَيَاة ُ مَرِيرَة ٌ
    وَلَيْتَكَ تَرْضَى وَالأَنَامُ غِضَابُ

    وَلَيْتَ الّذي بَيْني وَبَيْنَكَ عَامِرٌ
    و بيني وبينَ العالمينَ خرابُ

    إذا صَحَّ منكَ الودُّ فالكلّ هينٌ
    وكل الذي فوقَ التراب ِ ترابٌ !


    لأبي فراس الحمداني
     
  17. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    092 ... يوم المهنة

    بعد أن سلمت النسخة النهائية لتقرير الكواب ، تقرر أن يكون عرض ومناقشة المشروع Coop Presentation في الإسبوع الثاني عشر من الفصل الدراسي ، وكان يوم المهنة قد اقترب وكان يتزامن مع الإختبارات الرئيسية الثانية Major 2 فقمت بإعداد السيرة الذاتية بعناية وإحترافية مستفيدا من النت وثم عرضتها على دكتورنا في مادة مهارات الإتصال وأعطاني ملاحظاته عليها فعدلتها حتى ظهرت بأفضل صورة ممكنة

    ابتدأت الإختبارات وانشغلت بها ، ثم جاء يوم المهنة وكان عندي إختبار في اليوم الذي يليه فذهبت على عجلة من أمري ليوم المهنة حاملا معي نسخا من السيرة الذاتية ، دخلت ببطاقة "مرشح للتخرج" حيث أن تخرجي كان في الصيف 093

    كان في وجهي مباشرة حين دخلت شركة سابك ، بجوارها شركة أرامكو ، ذهبت للموظف الواقف في شركة سابك وكانت نيتي من القدوم ليوم المهنة فقط توزيع السيرة الذاتية بشكل سريع ثم العودة لغرفتي لاستكمال المذاكرة ، قلت له :

    هذا الـ CV "السيرة الذاتية"

    قال:
    مانستقبل سيفيات ... التقديم عن طريق الموقع ...

    قلت:

    طيب

    وعندما هممت بالذهاب من عنده قال:

    ولا تدري ... هاتي السيفي حقك

    فأعطيته إياه

    وذهبت للشركة السعودية للكهرباء ... فقالوا التقديم عن طريق الموقع ، أردت الذهاب للشركات التي بعدها ولكن جاءني إتصال على هاتفي المحمول من رقم لا أعرفه رددت عليه فقال :

    أنا اللي أخذت منك السيفي قبل شوي ... تعال عندك مقابلة شخصية !

    لم أفرح بقدر ما تفاجأت ، لم أكن مستعدا للمقابلة أبدا حتى من ناحية اللبس فضلا عن الاستعداد النفسي والذهني

    رجعت له ، وقال أذهب للمكان الفلاني للمقابلة ، ذهبت فوجدت عددا من خريجي الجامعة وبعض مرشحي التخرج ، وانتظرت قليلا ... حتى نادوا اسمي ، ودخلت فوجدت 4 أشخاص (وسبحان من جمعني ببعضهم لاحقا حتى أني وقعت لهم أوراق ووافقت لهم على طلبات لكوني صاحب الصلاحية !)

    سألوني عدة اسئلة ، ولم أكن متهيئا أبدا للمقابلة من كل النواحي ، فـ "خبصت ُ" في تلك المقابلة "تخبيصا ً" لا يعلمه إلا الله ! وارتكبت تقريبا جميع أخطاء المقابلة الشخصية ! وانتهت المقابلة وأنا متيقن أني لن أقبل إلا بمعجزة !

    وفعلا بعد فترة يسيرة جاءتني رسالة منهم نصها "سابك تعتذر عن قبولك ... وتتمنى لك التوفيق في مكان آخر"


    وما زال للحرف بقية ...
     
  18. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    092 ... Coop Presentation

    انتهت الإختبارات ويوم المهنة ، واقترب موعد الــ Coop Presentation ، وانشغلت بالاستعداد لها ، وكانت فترة فيها من التوتر ما الله به عليم ، جهزت شرائح الباور بوينت واستعديت جيدا ، ثم جاء اليوم الموعود ، كانت لجنة التقييم تتكون من ثلاثة دكاترة ، أحدهم مرشدي في التدريب Coop Advisor ، ولحسن حظي لم يحظر أحدهم وفرحت بذلك كثيرا ، بقي فقط مرشدي في التدريب ودكتور آخر من التخصص كان ذلك أول فصل له في الجامعة ولا أعرفه

    بدأت بشرح بسيط عن الشركة ثم بدأت أشرح لهم أهم شيء وهو المشروع ، وأريتهم النظام الذي اسميته نظام الطلاب المتدربين Trainee Students System ، أما مرشدي فلم ينبس ببنت شفة ، وأما الدكتور الآخر فـ "نشب بحلقي" ! لا أشرح شيئا إلا ويسأل عدة اسئلة ، لم فعلت هذا ؟ أليس من الأفضل أن تفعل هذا ؟ عندك خطأ هنا !! لدرجة أني شعرت أن مرشدي تضايق من تدقيقه !

    ولكن كنت أجيب عليه وأقنعه ، وفي أحد الاسئلة قال:

    لا داعي هنا لكل ما عملته ... كان من الممكن أن تختصر كل هذا بكذا وكذا

    فرددت عليه :

    This is what you taught us in MIS 301

    If you have two entities that have many to many relationship, you have to have a bridge entity to link them

    فتفاجئ ويبدو أنه أخذ الأمر بشكل شخصي ، والدكاترة العرب فيهم عجرفة وتعالي إلا من رحم الله ، وصدورهم ضيقة على التصويب فرد برد طويل ويعلم الله أني لم أقتنع برده ولكن خشيت أن "يستقعد" لي ويؤثر ذلك درجتي فتركته حتى انتهى وقلت :

    I got your point

    وأصبح بعدها يدقق أكثر ، وقال في جزئية من جزئيات النظام ، هذه بها كذا وكذا ويفترض أن تكون كذا وقال أنه عمل فترة على هذه الجزئية الدقيقة من الأنظمة لذلك هو دقيق جدا فيها


    فقلت:

    This is why I am lucky now

    فضحك مرشدي ، وضحك هو ضحكة خفيفة لأنه مشغول بعظمته والتباهي بها !

    وعندما انهيت الشرح قلت :

    If you have any questions you are welcome to ask, although I think you’ve already asked!

    فضحكوا وقالوا أنه ليس لديهم أي اسئلة ، وطلبوا مني الخروج خارج القاعة ليتناقشوا بأمر الدرجة التي سأحصل عليها

    وبعد قرابة عشر دقائق خرج مرشدي وقال:

    Hamed , you got an ‘A’ for the Coop project

    فسعدت بأن تعبي لم يذهب سدى ابتداءا من مشاكل المبرمج مرورا بالبرمجة لاحقا وكتابة التقرير وانتهاءا بالعرض

    دخلت القاعة فقال الدكتور الآخر:

    الـ A مشروطة أنك تصحح الأخطاء والملاحظات وتسلم تقرير جديد بعد التصحيح

    برغم أني أنزعجت من ذلك الشرط ، إلا أن الفرح كان أكبر من الإنزعاج فعدت للغرفة في السكن الجامعي مسرورا وشعرت وقتها أني تخرجت أخيرا !

    وما زال للحرف بقية ...
     
  19. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    092 ... الأنسُ بالله !

    كان قد بقي على نهاية الفصل 092 أربعة أسابيع فقط ، وكنت اقرأ في كتاب الجنة وكان يأخذني برحلة جميلة حالمة لدار السلام !

    إن أدراك الأمور الغيبية - عن طريق النقل فقط ولا تدرك بغيره سوى في الرؤى بحسب علمي - كالجنة والنار وكونهما موجودتان الآن ، وكعالم الملائكة وما يقومون به من أعمال في هذا الكون وعالم الشياطين ومايقومون به من إفساد وصد عن سبيل الله ، يجعلُ المسلم َ يلجأ لعبادة الله لأنه يستحق العبادة أولا ولأنه لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه ، ولن تثقل الطاعة أبدا على عبد ٍ امتلأ قلبه بحب الله ، بل إنه يجد فيها لذة لا يجدها المسلم العاصي ، وليس المسلمون سواءا في درجة الإيمان ، بل الإيمان يزيد وينقص بالطاعة والعصيان ، والمسلم العاصي الذي يستثقل أداء الصلاة في فترة من حياته قد يصبح من السباقين لها في فترة أخرى حين يقوى إيمانه ، أقول هذا لا من كتاب قرأته أو كلام سمعته بل من تجربة وملاحظة شخصية لأناس أعرفهم شخصيا ، والله - عز وجل - كريم يقبل التوبة عن عباده ويفرح بإقبالهم عليه وهو غني عنهم وهم الفقراء إليه ولكنه الكريم الرحيم الغفور الودود اللطيف

    كان الحديث عن دار السلام ونعيمها يؤنس النفس فهذه الحياة الدنيا لم ولا ولن تصفو لأحد و{لقد خلقنا الإنسان في كبد} كبد: أي مشقة ، وليس من صفات الدنيا دوام الحال إن كان بخير أو بشر ، ولكن المؤمن أمره كله خير ، إن أصابته سراء أو ضراء شكر وصبر فكان خيرا له وليس ذلك إلا للمؤمن ، و " لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده أو في ماله أو في ولده حتى يلقى الله سبحانه وما عليه خطيئة"

    كان ذلك العالـَم الذي قال عنه العلامة ابن القيم رحمه الله:

    وإن ضاقت الدنيا عليك بأسرها
    ولم يك فيها منزل لك يعلم

    فحى على جنات عدن فإنها
    منازلنا الأولى وفيها المخيم

    ولكننا سبى العدو فهل ترى
    نعود إلى أوطاننا ونسلم


    كان عالما جميلا فيه تتحق العدالة الغائبة هنا ، وفيه يوجد الكمال الناقص هنا ، فوطن آدم عليه السلام وذريته هو الجنة ، ولكننا سبي أبليس في هذه الدنيا

    كانت أياما جميلة ، كنت أنتظر فيها الثلث الأخير من الليل ، وكان أبو صالح ينام مبكرا حتى أحيانا قبل صلاة العشاء ! وذلك لأنه كان في فترة كواب في شركة General Electric ودوامه طويل ولا يعود إلا في المغرب متعبا وينام

    فكنت أشعل مصباحا صغيرا للرؤية واستمتع بذلك الجو الهادئ المعين على التفكر والتدبر ، وإذا دخل الثلث الأخير من الليل ، توضأت وعدت للغرفة بهدوء وكنت أحرص ألا يستيقظ أبو صالح

    كنت ابدأ بالصلاة ... حتى أوترَ في نهايتها ... وأحرص أن يبقى وقت كاف قبل صلاة الفجر ...

    ذلك الوقت الذي ينزل الله فى كل ليلة إلى سماء الدنيا فيقول : هل من سائل فأعطيه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من تائب فأتوب عليه ؟ حتى يطلع الفجر

    فكنت آنس به ... وهو نور المستوحشين في الظلم ، وأحرص أن أدعو إلى أن يطلع الفجر ، ووالله إني كنت أتمنى ألا يؤذن الفجر وكلما اقترب وقت الأذان شعرت بشيء من لوعة فراق هذا الوقت الفاضل ...

    وكنت إذا ذهبت لأهلي استغل الوقت ذاته بالصلاة في سطح البيت وسط الظلام ، وكنت اسمع صياح ديك جارنا المستمر فاسعد أن في المكان ملك ٌ كريم ، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "إذا سمعتم صياح الديك فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكاً"

    (وهذا رابط للتحقق من شرعية هذا الأمر)

    http://www.binbaz.org.sa/mat/9600

    كانت أجواءا اسأل الله أن يذيقها كل مسلم ... والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين


    وما زال للحرف بقية ...
     
  20. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    092 ... مقابلة سابك

    كنت مستلقيا على سريري في الإسبوع الخامس عشر حين دقت رسالة لهاتفي المحمول ، أخذته من جوار السرير ، وفتحت الرسالة فإذا هو مكتوب فيها

    "سابك تدعوك لحضور المقابلة الشخصية في يوم "كذا" في المركز الرئيسي في الفناتير" !

    وكان الموعد يصادف وقت الإختبارات النهائية في الجامعة ، كان لدي 4 إختبارات نهائية 3 منها قبل الوقت الذي حددوه للمقابلة ، والأخير بعدها بيوم فقط !

    ولم أكن وقتها أعلم هل أذهب للمقابلة أم لا ... الوقت غير جيد ... كما أني لم أذهب للجبيل من قبل سوى مرة في رحلة في باص ولا أعلم أين الفناتير هذه ، فكرت في الموضوع ... ثم اتصلت على زميل كان قد تخرج في فصل 091 والتحق بسابك وقلت له نص الرسالة فقال:

    الفناتير ؟ هذي سابك الأم ... يعني راح تكون بالمركز الرئيسي ومرجعك سابك نفسها بعكس الشركات التابعة

    ولم أكن أفهم وقتها معنى ذلك كتقسيم لشركة سابك organization structure ولكن قلت له :

    طيب وش رايك ؟ أروح للمقابلة ولا لا ؟ أنا بصراحة ودي أرتاح شوي بعد الجامعة وبعدين وقت المقابلة ماهو مناسب

    قال:

    لا هذي فرصة ما تنعوض ...

    وما زال بي حتى أقنعني أن أذهب للمقابلة

    إختبرت الإختبارات الأولى ، ثم أخذت سيارة أبي صالح (المستأجرة أصلا !) بعد أن أصر علي أن آخذها ، واتجهت للجبيل ، معي أوراق الدراسة للإختبار الأخير ، وصلت لشقة الشباب هناك في المغرب ، وجلست معهم ثم أخذني أحدهم للفناتير لكي أعلم طريق الذهاب والعودة ، ثم نمت مبكرا بعد العَشاء ، واستيقظت مبكرا ، واستعديت جيدا للمقابلة نفسيا ومظهريا

    واتجهت لمقر شركة سابك ولم أكن أعلم ما كان ينتظرني ، وصلت وأوقفت السيارة ثم إتجهت للبوابة عند رجال الأمن هناك وقلت لهم أن عندي مقابلة شخصية فتحدثوا مع أحد الموظفين وأعطوه اسمي ثم قالوا لي أعطنا بطاقة الأحوال المدنية فاعطيتهم إياها وأعطوني بطاقة زائر وسمحوا لي بالدخول ودخلت

    وكان هناك باب آخر داخلي لا يفتح إلا بالبطاقة ، ففتحته ودخلت وتحدثت مع الأمن في الاستقبال فطلبوا مني الانتظار في الاستراحة حتى يستدعوني ، جلست وقلبت نظري في المكان فإذا هو فاره وكل قطعة فيه تنطق بالفخامة والـ luxury ــيّة !

    لم أتعوّد على مثل هذه الأماكن ! وشعرت بنفور من هذا النعيم الرغيد لأني خشيت منه على نفسي ، وقلت بنفسي لو يعلمون كيف أفكر لن يقبلوني هنا ! بينما أنا كذلك جاء موظف متهندم جدا كأنه في حفل زفاف وقال:

    تفضلوا يا شباب ...

    ففهمت أنه الموظف المسؤول ... وقمت أنا ومن معي وكان أحدهم زميل من الجامعة من نفس التخصص ، واتجهنا للمصعد ليأخذنا للطابق الخامس - وكان المصعد فارها أيضا ! - فسألنا الموظف ونحن في المصعد :

    كلكم MIS ؟

    فأجبنا بالإيجاب فقال أحد من معنا :

    لا... أنا ... Business International

    وكانت شهادته من أمريكا

    وصلنا للدور الخامس وانتظرنا قليلا على كنب هناك حتى بدأوا ينادون علينا بالترتيب وأعطونا استمارة لنعبأها بعنوان "طلب توظيف" عبأتها أثناء المقابلة الأولى مع المرشح الأول ثم إنتظرت بعدها قليلا وخرج المرشح ثم قال الموظف:

    حامد العنزي ؟

    قلت: نعم

    قال:
    تفضل

    جاء دوري أسرع مما توقعت ، قمت وتوجهت للغرفة وطرقت الباب ثم فتحته فوجدت 4 أشخاص أيضا ! أحدهم كان متواجدا في المقابلة الأولى وهو أصغرهم سنا والشاب الوحيد بينهم ولكن يبدو أنه لم يتذكرني ، البقية واضح أن أعمارهم كبيرة ، سلمت عليهم ، وردوا السلام ، ثم جلست أمامهم ، وبدأوا بالبداية المعروفة والشائعة "تحدث عن نفسك"
    Talk about yourself

    فقلت:

    Hamed Al-Anazi , 24 years old , KFUPM graduate with BS in MIS …
    وتحدثت عن بعض الأشياء الأخرى عن نفسي

    وكنت أنظر لهم في أقصى اليمين الشاب الذي كان موجودا في المقابلة السابقة ولم أرتح له أبدا فكان متجهما وجادا وبجواره شخص كبير في السن أجمل ما كان به هدوءه ورزانته وكان حليقا وله شارب خفيف ، ثم بعده شخص عمره قرابة الأربعين ولحيته "خليجي" كان بشوشا وكان يكتفي بالتدوين والاستماع فقط ولم يسألني إلا في نهاية المقابلة سؤالا واحدا فقط ، والرابع والأخير في اليسار كان أكبرهم سنا

    رجل ملتحي نصف لحيته مصبوغ بالحناء وأطرافها بها شيب ، ونظراته حادة جدا وقسمات وجهه كذلك وبرغم هذا كان هو أكبر مصدر طمأنينة لي طوال المقابلة ! فشكله يذكرني بكبار السن في "ديرتي" فاحببته وارتحت له ، كان هو قائد المقابلة الفعلي وأكثر من يسال فيها

    بعد أن أنهيت حديثي عن نفسي قال صاحب اللحية المُحنّاة:
    Ok Hamed your English is good
    والآن خلنا نتكلم بالعربي

    فنظر الشاب الذي في أقصى اليمين له بنظرة عدم رضا لتحويله المقابلة باللغة العربية ثم أنزل رأسه للأوراق التي بين يديه

    سألني عدة اسئلة وداخلوا البقية مداخلات واستفسارات باستثناء الشاب لم يتكلم ، ثم لما هدأ الجو قال:

    What’s your strength?

    ولم أكن أعلم هل يريدون الجواب بالعربية أم الإنجليزية فقلت :

    أجاوب بالعربي أو بالأنجليزي

    فردوا أني بالخيار أيما اللغتين أخترت فلا تثريب علي ّ ولكن هذا لم يكن ليعجب "أبو ستنرث !" فأجبت بالعربية ولكن أدخلت مصطلحات إنجليزية لكي يرتاح "أبو سترنث" قليلا !

    ثم بدأوا يسألوني عن أشياء كانت مكتوبة في الـ CV كالمشاريع التي فعلتها وكفترة التدريب في الشركة السعودية للكهرباء ، ثم سألوني عن البحث الذي كتبته عن إدارة الوقت ، ذلك البحث البسيط الذي كتبته في فصل 062 عند د. العمري بنفسي وسلمته بالقلم الرصاص ولم أعمل copy and paste كأكثر الفصل عاد نفعه علي في هذه المقابلة

    فشرحته لهم شرحا وافيا لأن أذكر ماكتبته وتعبت عليه وشدهم الكلام وعندما ذكرت كلاما لستيفن كوفي استشهادا قال الملتحي:

    تقرا لستفين كوفي ؟

    قلت:
    قرأت له كتابين ... وشرحت فكرة الكتابين بشكل مختصر وكيف أن أحد الكتابين هو فرع فقط للكتاب الآخر ولكن بإسهاب وتفصيل وقلت لهم:

    وبعيد عن المقابلة أنصحكم كموظفين بشركة مثل سابك أنكم تقرون الكتاب الثاني لأنكم أكيد تحتاجونه

    فراقت لهم النصيحة والثقة التي كنت أتحدث بها
    ثم قال الملتحي :

    طيب عندك هوايات واهتمامات ؟

    وأنا لا أحب هذا السؤال في العمل ... فالهوايات والاهتمامات شيء شخصي وخاصة إذا كانت بعيدة عن مجال العمل فلا داع ولا فائدة من ذكرها

    فقلت:
    عندي هوايات لكن بعيدة عن مجال العمل

    قال الملتحي:
    مثل أيش ؟

    قلت:
    القراءة ... والكتابة الأدبية ... والأدب

    قال:
    وش تقصد بالكتابة الأدبية ؟ يعني تكتب شعر ؟
    قلت:
    نثر وشعر

    قال:
    أنت شاعر؟؟

    وهذا أكثر سؤال أكرهه ! وتمنيت ألا يأتي في مثل هذا الوقت ولكن الصدق منجاة فقلت:
    إيه

    قال:
    طيب عطنا أبيات

    فألقيت عليهم أبياتا كنت أحفظها وحرصت ألا تكون طويلة

    فطلبوا إعادتها ... فأعدتها ... وشعرت وقتها بشعور المتسابقين في برنامج شاعر المليون !

    وطلب مني الملتحي للمرة الأخيرة إعادة أحد الأبيات ليعقله ففعلت

    وكانت هذه الإضافة الشعرية إيجابية جدا في المقابلة ، والله أراد أن يوفقني ويسخرهم لي ويسخر حتى موهبتي لتنفعني وإلا ما وفقت لو كنت بحولي وقوتي

    بعدها سألوني اسئلة بسيطة ثم قال الملتحي:
    خلاص ماعندنا أي سؤال ، إذا عندك أنت سؤال تفضل

    قلت:
    أول شي أشكركم أنكم عطيتوني الفرصة بالمقابلة ... وما عندي أي شيء ولكن متى ممكن يكون الرد ّ ؟
    قال الشاب الذي في أقصى اليمين :
    نرد عليك خلال اسبوعين كحد أقصى

    فقمت وسلمت عليهم وشكرتهم وخرجت من عندهم

    إن أكثر ما أفادني في المقابلة هو الثقافة العامة وليس المعرفة التخصصية الأكاديمية !

    توجهت بعدها للجامعة لأختبر آخر إختبار في فصل 092 ... ووفقت في ذلك الإختبار ثم عدت بعده للبيت
    ولكن في قلبي حنين لله لم يكن ليهدأ حتى عزمت الذهاب للعمرة وزيارة بيته الكريم

    وما زال للحرف بقيّة ...
     
جاري تحميل الصفحة...
مواضيع شبيهة - نزف القلم على صفحات من ذاكرة الألم
  1. أبو مانع
    الردود:
    0
    المشاهدات:
    840
  2. روح إنسان
    الردود:
    29
    المشاهدات:
    2,979
  3. ۝»سمو الروح«۝
    الردود:
    13
    المشاهدات:
    992
  4. Abdurahman23
    الردود:
    8
    المشاهدات:
    9,610
  5. عاشق القمم
    الردود:
    2
    المشاهدات:
    542
  6. khalid2010
    الردود:
    2
    المشاهدات:
    574
  7. BOSS302
    الردود:
    1
    المشاهدات:
    375
  8. الرقمي
    الردود:
    17
    المشاهدات:
    689
  9. amat_24
    الردود:
    16
    المشاهدات:
    2,104
  10. بوشخاط
    الردود:
    3
    المشاهدات:
    823

مشاركة هذه الصفحة