و يأبون إلا التخلف !

قسم الهندسة الميكانيكية​

يصر على إعادتنا سنيناً للوراء و إستنزاف أوقاتنا و تشويه صرحنا .​

- أكتب من واقع رجل لا يخسر أوقاته فقط بل و يخسر احترامه. في عام 2013 و قد تخطى الإنترنت و تطبيقاته حدود قيادة الشركات العالمية بميزانياتها و أسرار مهنها إلى أن يكون المشغل الأول و ربما الأوحد لشؤون الحكومات من أبسطها كأخذ موعد لإصدار رخصة أو جواز إلى أعقدها كنقل معلومات استخباراتية. لا يزال قسم الهندسة الميكانيكية بجامعة الملك فهد للبترول و المعادن صامداً في وجه التقدم واضعاً نفسه الحاجز و الهاجس لكل طالب يفوته التسجيل لأسباب أغلبها خارجة تماماً عن إرادته.

قسم الهندسة الميكانيكة بطريقته البدائية لا يستنزف منك وقت فقط بل و يتجاوز للمساس بحرمتك كشخص و طالب جامعي ثم يمتد سوءه ليلامس المنظر العام للجامعة و طلابها. عندما تكون بحاجة لموافقة من قسم الهندسة الميكانيكية للتسجيل في شعبة مغلقة فيجب أولاً أن تفرغ صباحك كاملاً لهم, فتأتي عند السابعة صباحاً لتجد أكواماً بشرية أمامك من جالسين و واقفين في ممرات مبنى 22 و بين غرف دكاترة التخصص و في كل درج. قدومك هذا هو مجرد بداية لتسجل اسمك و رقمك الجامعي و من ثم و بين أي وقت من 7 إلى 9 يقرر أحد أعضاء القسم أن يبدأ النداء على الأسماء و من ثم توزيع الأرقام و الذي يستمر إلى ما قبل الظهر و في حال أن نفسك أغوتك لفطور أو محادثة أو ربما حتى سقارة خارج المبنى يكون رقمك تحت رحمة هذا المنادي و يذهب لغيرك من المتواجدين!. فأنت مربوط من الساعة 7 و إلى الساعة 9 إجبارياً. فقط للحصول على رقم. و بعد أن تأخذ رقمك تُخبر أن الدخول للحديث مع المسؤول قد يكون في أي وقت بين 9-11:30 أو من 1:30-4 و هذا على الأقل مكتوب على ورقة في القسم بعكس توزيع الأرقام الذي من المفترض أن تقرأ كفك لتعرف متى يبدأ.

خلال هذه الساعات يكون المنظر في مبنى 22 مزرياً بما تعنيه الكلمة من معنى, الطلاب في كل مكان بين منسدح و جالس و واقف و يتجمهر عشرة منهم على الباب و يعطلك آخرون لأن الممر لا يتسع لكل هذا العدد. هو مشهد يعرفه من رآه و لمن يجهله أقول أنه لا يليق حتى بالتعامل مع مجرمي اغتصاب اطفال بإنتظار التحقيق معهم. هذا المنظر يطول وقته فهو ليس لحظياً بل هو نفسه من 7 و إلى 4 لا يقطعه إلا استراحة هذا المحارب الوحيد الذي يقبع في استقبالنا و تكون من 11:30 إلى 1:30 فساعة واحدة لا تكفيه!.

هذا القسم لا يكتفي بتضييع كل أوقاتك, فبخلاف كونك محتاج للإنتظار من 7 صباحاً إلى 4 مساءاً مع تفويت كل محاضراتك كي لا يفوتك رقمك بل هو يصر على إخراجك من طورك و اللعب على وتر أعصابك فكل هذا العدد و كل هذا التأخير و الإنتظار بالساعات لم يلفت نظر أي نابغة في القسم و لا اهتمامه كي يرفع عدد المسؤولين عن هذه الموافقات لإنجاز العمل بشكل سريع و تخليص الطلاب من هذا العذاب ليواجهوا محاضراتهم أو يومهم و يحفظوا أوقاتهم. لك أن تتخيل أن شخص واحد فقط لا غير هو من يقوم باستقبال الطلاب و إن حضرت الساعه 8 الصباح مثلاً فأنت غالباً لن تحظى بشرف لقائه قبل الثالثة عصراً !

هذا الخيار أعلاه ( زيادة عدد العاملين ) هو لم و لن يخرج من كونه رجعية فقد ولّى زمن الطوابير و تضييع اوقات البشر من سنوات و لكنه أضعف الإيمان, فعندما ترى هذا الإهمال و التبلد و الطلاب متروسين في الأسياب و رجل واحد في خدمتهم ينتابك هذا التساؤل: رضينا بالتخلف و بلغة الطوابير و لكن لماذا رجل واحد فقط ؟!

الأمثلة ليست من هارفرد و لا اكسفورد لو نظر مسؤولي هذا القسم فقط متر فوقهم ليروا قسم الهندسة الصناعية و طريقته السهلة و البسيطة لكفاهم ليعرفوا أن الموافقة ليست سحراً و ليست مالاً نشحثه أو حقاً لهم نريد اغتصابه. قسم الهندسة الصناعية وفّر رابط لكل طالب يحتاج لموافقة لأي مادة من مواد القسم يدخل عليه و يسجل بياناته إذا كان دخوله الأول مع إمكانية تحديثه بكل سهولة. ثم يختار المادة و الشعب المرغوبة التي تتناسب مع جدوله مع إرفاق صورة لجدول الطالب و سجله الأكاديمي و سبب بسيط لإحتياجه هذه الموافقة و خلال 24 ساعه يصله الرد بالموافقة أو الرفض.

قسم الهندسة الميكانيكية يضرنا بتضييع أوقاتنا و يضر المبنى بتشويه منظره العام و يضر الجامعة كونها لا زالت في عام 2013 تستخدم لغة الطابور العشوائي و التوزيع الغوغائي و هي رائدة البحوث!!. لا اكتب لأشفي غليل و لا لتصفية حساب فلست من طلاب التخصص و ليس لي سوى هذه المادة و لكنني أرأف بطلابه الذين سيرتبطون به أربع سنين أن يكون هذا حالهم, فأنا فقدت أعصابي من احتياجي لموافقة واحدة فما بالي و بالك بهم ؟!

اسأل الله سبحانه و تعالى أن يجعل هذا الموضوع بداية خير .
و حاولت فيه أن أطرح المشكلة بوضوح قدر المستطاع و ذكرت حلين أحدهما لحظي " زيادة العدد " و الآخر لقادم السنين " مثال قسم الهندسة الصناعية " .

للتواصل أو حتى التحقيق : [email protected]