10مليارات ريال لإنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وبدء الدراسة بها في سبتمبر

كتب - عبدالرحمن المرشد:
شاركت المملكة العربية السعودية في المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي المنعقد حالياً في دولة الكويت الشقيقة خلال الفترة من 28الى 1427/10/30ه وقد تم افتتاح المؤتمر تحت رعاية صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت وقد افتتح المؤتمر سمو الشيخ ناصر المحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء صباح امس الاول، ويعقد هذا المؤتمر تحت شعار (التميز العلمي والتقني مفتاح التقدم والازدهار) وقد القى الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان وكيل وزارة التعليم العالي ورئيس الوفد السعودي كلمة استعرض فيها جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهما الله وتوجهات التميز العلمي في التعليم العالي في المملكة العربية السعودية وقال د. العثمان :إن المملكة العربية السعودية توافق مؤتمركم هذا بأن التميز العلمي والاكاديمي والتقني، في التعليم العالي خصوصا وفي التعليم عموما، مفتاح للتقدم والازدهار، وقد بذلت المملكة العربية السعودية جهوداً كبيرة ووجهت استثمارات عظيمة الى قطاع التعليم وذلك بهدف التوسع فيه كما وتطويره وتقويته نوعا وأداء. ويعتبر ملف التعليم العالي لدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين الأمير سلطان بن عبدالعزيز من الملفات ذات الاولوية المطلقة.
وان المجالات التي حظيت بهذا التوسع الكمي والتنمية النوعية في منظومة التعليم العالي في المملكة كثيرة ومتعددة، وكانت نتاج خبرة تراكمية من واقع تجاربها واستفادتها من التجارب العربية والإسلامية والعالمية مع المقترحات والدراسات التي تم استعراضها خلال مؤتمركم الاول والثاني. حيث نبحث في التعليم العالي، بهدف التميز العلمي والابداع، كما نقوم تجاربنا بصفة مستمرة ونعمل على الاطلاع، وعن كثب، على ما يتم في العالم من تجارب وخبرات لدراستها ونتبنى ما يناسبنا منها.

وبين د. العثمان بأن المملكة التزمت بنشر التعليم العالي في كافة ارجائها الفسيحة وتوفيره ليخدم كل ابنائها ومواطنيها من خريجي التعليم العام، ونشرته في المدن والمحافظات ليعم كل مناطق المملكة.

لقد ادركت المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة التعليم العالي اهمية التميز في التعليم على مستوى مؤسساته، واهتمت بزيادة الكفاءة الداخلية والخارجية، وتبنت عدداً من المشروعات النوعية، من ابرزها ما يلي:

اولاً: موافقة خادم الحرمين الشريفين على انشاء "جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية" وتخصيص عشرة آلاف مليون ريال للانشاء والتجهيز وخصص لها أرض مساحتها اكثر من (23) مليون متر مربع للمباني التعليمية وحاضنات التقنية ومشاريعها الاستثمارية على ساحل البحر الأحمر كما سيخصص لها وقف لضمان استقرار مواردها المالية وقد انبثقت فكرة هذه الجامعة من رؤية خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله - في تحقيق تقدم نوعي في مجال البحث والتطوير ولنقل المملكة الى مرحلة الصناعة القائمة على المعرفة، على ان تكون هذه الجامعة عالمية متميزة تختص بالبحث العلمي والتطوير التقني، وتستقطب نخبة من العلماء، والباحثين والخبراء المرموقين ذوي الكفاءات العالمية العالية، والطلاب الموهوبين والمبدعين من السعوديين وغيرهم وسوف يكون المعيار الرئيسي للعمل او الدراسة في هذه الجامعة هو الابداع والتميز وسوف تكون الاولوية للعقول المهاجرة من العلماء والطلاب المسلمين، وسوف تعنى هذه الجامعة بتنمية العلوم والمعرفة، وتوفير بيئة علمية متميزة للبحث والتطوير تساعد على اكتساب التقنية وتوليدها ونقلها. والقيام بالأبحاث العلمية المؤدية للابتكار والاختراع لدعم التنمية والاقتصاد الوطني، وتقتصر الدراسة فيها على الدراسات العليا في مجالات استراتيجية محددة ترتبط بأحدث العلوم والتقنيات مثل تقنية النانو والتقنية الحيوية وتقنية المعلومات والاتصالات وتقنية تحلية المياه وترشيدها وبدأ في تنفيذ هذا المشروع وسوف تبدأ الدراسة بها سبتمبر 2009م.

ثانيا: تم انشاء (11) جامعة حكومية جميع كلياتها علمية تطبيقية متخصصة في العلوم الصحية بفروعها المختلفة (الطب، وطب الاسنان، الصيدلة، والعلوم الطبية التطبيقية والتمريض) بالاضافة الى الهندسة والحاسب الآلي وتقنيات الاعمال وبذلك يصبح عدد الجامعات الحكومية (19) جامعة يدرس بها اكثر من (600) ألف طالبا وطالبة.

ثالثا: برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث: وقد تم تخصيص اكثر من سبعة آلاف مليون ريال للابتعاث للجامعات العالمية المرموقة في عدد من الدول المتقدمة للثلاث السنوات القادمة يهدف هذا البرنامج الى التحسين النوعي وبدون شك فإن هذا سينعكس على مؤسسات التعليم العالي في الداخل، من خريجي الدراسات العليا، او على سوق العمل ومؤسسات وبرامج التدريب فيه حيث تم انهاء ابتعاث أكثر من ثمانية عشر ألف طالب وطالبة خلال الثلاث سنوات الماضية، ويجري حالياً استكمال ابتعاث اكثر من سبعة آلاف وخمسمائة طالب وطالبة.

رابعا: التعليم العالي الأهلي: يعتبر، هذا التعليم، رافداً نوعياً للتعليم العالي الحكومي بهدف تطوير منظومة التعليم العالي في المملكة العربية السعودية، وقد حدد في نهاية خطة التنمية التاسعة (2013م) ان يكون (30%) من الطلاب الدارسين في قطاع التعليم العالي، في الجامعات والكليات الأهلية، حيث ارتبطت جامعات وكليات اهلية سعودية مع جامعات عالمية متقدمة مثل (MIT) وهارفارد وأكسفورد واتحاد جامعات ولاية تكساس ومعهد ستيفن لتقنية الأعمال وغيرها من مؤسسات التعليم العالي العالمية الرائدة، وهذا القطاع تدعمه الدولة بالقروض الميسرة للمباني والتجهيزات تصل الى (65) مليون ريال لكل كلية، وتوفر لطلبته المتميزين منحا حكومية وتيسر له الاستفادة من امكاناتها في الابتعاث للخارج وتقويته بالخبرات من الجامعات في مقابل ان يقدم تعليما متميزا ويتسم بالمرونة العملية وبالإدارة الفعالة للتجاوب مع متطلبات سوق العمل ومتطلبات خطط التنمية.

خامساً: الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي: حيث تم انشاؤها في عام 2004م وهي هيئة مستقلة، وتعنى هذه الهيئة بشؤون اعتماد البرامج الأكاديمية وضمان تحسين الجودة في مؤسسات التعليم العالي. وقد انتهت الهيئة هذا العام من وضع معايير التقويم بمشاركة مستشارين عالميين وخبراء وطنيين.

وستبدأ هذا العام بتنفيذ برامجها للتقويم والاعتماد الأكاديمي على عدد من مؤسسات التعليم العالي. كما تم انشاء وحدة تقويم واعتماد اكاديمي في كل جامعة لضبط الجودة في البرامج التعليمية.

سادسا: الخطة الاستراتيجية للتعليم الجامعي: وهي خطة طويلة المدى ل(25) سنة القادمة للتعليم العالي، بمشاركة فاعلة من جميع الجامعات والجمعيات العلمية وبيوت الخبرة الوطنية والعالمية، حيث بدأ تنفيذ اعداد الخطة، وقد قطعت الخطة شوطا كبيرا وتم انجاز كثير من الدراسات المحورية الرئيسة فيها.

والخطة ستكون داعما رئيسياً لمسيرة التعليم العالي في المملكة، تحدد نقاط الضعف والقوة وتقترح الحلول وتضع البدائل الاستراتيجية وتستشرف المستقبل.

سابعا: المركز الوطني للتعليم الالكتروني والتعليم عن بعد: وتهدف الوزارة تسخير تقنية المعلومات والاتصالات الحديثة لتوفير مزيد من فرص التعليم، حيث بدأت بتنفيذ هذا المشروع، والذي سيعد نقلة نوعية في التعليم الجامعي في بلادنا الغالية. وسيسهم المشروع في دعم برامج الجامعات وكليات التعليم العالي وتوجهاتها في استخدام تقنية التعلم، ويعمل المركز حالياً على توقيع عدد من اتفاقيات التعاون المشتركة مع الدول المتقدمة في هذا المجال.

ثامنا: تقوم وزارة التعليم العالي من خلال مبادرات اضافية بدعم الجامعات مالياً خارج الميزانيات السنوية المخصصة لها من اجل تعزيز المنافسة بين الجامعات للتطوير والإبداع، ومنها على سبيل المثال اعتماد وتبني مشروعات التميز والإبداع لأعضاء هيئة التدريس ولرفع جودة وكفاءة الأداء فيها وتطوير برامجها للتنمية البشرية. كما تم تخصيص دعم لإنشاء مقرات الجمعيات العلمية في جامعات المملكة وفق معايير تنافسية بين الجامعات وسوف يتم تمويل انشاء مراكز تميز للبحث العلمي في الجامعات بهدف تعزيز التعاون والتكامل بين اعضاء هيئة التدريس في مجال البحث العلمي وتعزيز القوة البحثية لكل جامعة.

تاسعا: تم انشاء المركز الوطني للقياس والتقويم، والذي بالرغم من قصر المدة التي مرت على انشائه الا انه اسهم في تطوير معايير القبول في الجامعات، وساعد على تحسين الكفاءة الداخلية والخارجية للجامعات. وقد حظي هذا المركز بسمعة جيدة محلياً وخليجياً، مما جعل الكليات الأهلية تعتمده مقياساً اساسياً للقبول فيها مما جعل عدداً من الجامعات خارج المملكة اعتمدت اختباراته كمتطلب ضروري ومقياساً اساسياً للالتحاق بها.

http://www.alriyadh.com/2006/11/21/article203336.html

@18@ @18@ @18@